الشرق
اقتحم آلاف المعارضين في منطقة أبخازيا الانفصالية الموالية لموسكو في جورجيا، الجمعة، مبنى البرلمان مطالبين باستقالة الرئيس أصلان بجانيا والمغادرة بـ"سلام" إلى خارج البلاد، وذلك عقب احتجاجات اندلعت على خلفية عقد جلسة للنظر في تصديق اتفاقية مشتركة مع روسيا بشأن مشاريع استثمارية.
وأعلن إقليم أبخازيا الانفصالي، استقلاله عن جورجيا عام 1992 ولا يحظى سوى باعتراف روسيا ونيكاراجوا وفنزويلا وناورو، إذ تقع جورجيا غربه ومن الشمال تحده جبال القوقاز وجنوبه يطل على البحر الأسود.
وذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم اقتحام مبنى البرلمان من قبل المحتجين، في وقت أشارت وسائل الإعلام إلى أن الحكومة تعتزم سحب مشروع قرار التصديق على اتفاقية الاستثمار مع روسيا، من أجل تهدئة الأوضاع.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة الأبخازية بإصابة 8 أشخاص خلال الاحتجاجات بالقرب من مجمع المباني الحكومية، إذ جاء في بيان الوزارة: "نقل ثمانية أشخاص إلى المستشفى الجمهوري ولا يزال شخص واحد في المركز الطبي تحت الإشراف، والباقي يتلقون العلاج خارج المستشفى".
اجتماع طارئ
من جانبه، عقد رئيس جمهورية أبخازيا أصلان بجانيا، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن في الجمهورية، لبحث إغلاق جسر جوميستينسكي المؤدي إلى الحدود الروسية.
وقال راؤول لولوا، أمين مجلس أمن الجمهورية، إن "قطع الطريق من قبل المعارضة مستمر منذ فترة طويلة، وهي مسألة تؤثر على الأمن قومي. الوضع في الجمهورية آخذ في التدهور".
وذكر المحتجون أن إغلاق الجسر سيستمر حتى تستجيب السلطات لمطلبهم بالإفراج عن 6 نشطاء تم اعتقالهم الاثنين، بحسب ما أوردته قناة "روسيا اليوم".
وفي وقت سابق الجمعة، ألغى البرلمان الأبخازي النظر في التصديق على اتفاقية الاستثمار مع روسيا بسبب التظاهرات المعارضة لهذه الاتفاقية خارج أسوار البرلمان، الأمر الذي دعا إلى تأجيل التصديق على الاتفاقية إلى الأسبوع المقبل.
ويسمح الاتفاق، الموقع في 30 أكتوبر الماضي في موسكو، للشركات الروسية بتنفيذ مشاريع استثمارية في أبخازيا، فيما ذكر ألخاس بارتسيتس، رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الأبخازي، إلى عدم تمكن أبخازيا بمفردها من إيجاد الأموال اللازمة لاستعادة المجالات الأساسية والرئيسية لاقتصادها.
ما سبب استياء المعارضة؟
وتعتقد المعارضة أنه بعد التصديق على اتفاقية الاستثمار مع روسيا، ستبدأ الشركات الروسية في بناء الشقق في أبخازيا، ما سيزيد من أسعار المساكن، ويخلق مخاطر على اقتصاد الجمهورية، وقد تعاني الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلاد من هذا الأمر.
بدوره، قال نائب في مجلس الدوما، كونستانتين زاتولين، إن "بناء الشقق وبيعها للروس سيكون بمثابة عمل من أعمال العدالة".
ووفقاً لزاتولين، فإن غالبية سكان أبخازيا لديهم الجنسية الروسية ونفس الحقوق في روسيا، كما هو الحال في أبخازيا، والروس في أبخازيا ليس لديهم الحق في شراء السكن، وهذا غير عادل.
ويطالب المعارضون بسحب مسألة التصديق على اتفاقية الاستثمار مع روسيا في البرلمان أو التصويت ضد التصديق، أو تأجيل المصادقة على هذا الاتفاق إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الربيع، إذ ترى المعارضة، أن تلك المسألة ينبغي أن تصبح إحدى نقاط البرامج الانتخابية.