"مهمة هوكشتاين محكومة بالفشل".. كيف ستكون مقاربة ترامب وإدارته للمرحلة المقبلة؟
"مهمة هوكشتاين محكومة بالفشل".. كيف ستكون مقاربة ترامب وإدارته للمرحلة المقبلة؟

خاص - Wednesday, November 13, 2024 3:15:00 PM

لم يتوقف الحديث عن المساعي المبذولة لوقف إطلاق النار فيما كثرت التحليلات إزاء ما إذا كانت هذه المساعي ستصل الى نتيجة فعلية في المدى القريب. فتارةً يسود التفاؤل ويتكثف انتشار وتناقل مؤشرات توحي بالاقتراب من وقف اطلاق النار، ليصار بعدها فورًا الى العودة الى ما قبل مرحلة التفاؤل والتداول من جديد باستحالة الوصول الى حل دبلوماسي في الوقت الراهن.

وعلى خط موازٍ، يواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان ويواصل حزب الله استهدافاته، ما يعيد طرح تساؤلات حول ما يمكن أن تحمله الايام المقبلة من تطورات.

في هذا السياق، أشار الصحافي يوسف دياب في حديثٍ لـvdlnews الى أنه "من الواضح حتى الآن أن الكلمة للميدان، حيث يحكى عن جهود ومساع دبلوماسية إلا أنه لا ترجمة لها على أرض الواقع".

ولفت دياب الى أن "العمليات العسكرية هي التي تعبر اليوم عن عمق الازمة ما بين إسرائيل وحزب الله"، مضيفًا: "إسرائيل تصر على أن تقضي على قدرات حزب الله أو أن تقوضها الى أبعد الحدود وتبعد حزب الله عن جنوب الليطاني في الوقت الذي يصر حزب الله على أن يفشِل هذا الهدف الاسرائيلي ويعلن انتصاره في هذه المعركة، على قاعدة أنه أحبط المخطط الاسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب لبنان وعملية التدمير والاغتيالات والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين في لبنان".

واعتقد دياب في حديثٍ لموقعنا أن "الكلمة الأولى والأخيرة هي للميدان للأسف، وكل ما يحكى عن مساعٍ دبلوماسية ليس أوانها اليوم على الرغم من الجهود التي تبذل، والكلام الذي صدر في الايام الاخيرة عن رئيس الاركان الاسرائيلي وعن وزير الدفاع الاسرائيلي كان واضحًا بأن جيش الاحتلال سيبدأ المرحلة الثانية من العملية البرية التي تعزز توغله في الاراضي اللبنانية وسيطرته على المزيد من القرى والمناطق اللبنانية وفرض أمر واقع على حزب الله وعلى الدولة اللبنانية".

وفي ما يتعلق بسعي إدارة بايدن الى الوصول الى وقف إطلاق نار ومهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، قال دياب: "اعتقد أن هذه الأخيرة هي محاولة قد تكون الأخيرة في مهمة هوكشتاين قبل أن تنتهي ولاية الرئيس جو بايدن".

ورأى أن "ما عجز هوكشتاين ومعه إدارة بايدن عن تحقيقه خلال سنة في سبيل إحداث خرق في الحرب ما بين حزب الله وإسرائيل، لن يستطيع هوكشتاين أن يحققه خلال أسبوع أو أسبوعين، لاسيما أن الجميع اليوم، بما في ذلك الحكومة الاسرائيلية ونتنياهو، يتعاطى على أساس أن الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الأميركية أصبح دونالد ترامب".

وأضاف: "ترامب متناغم كليًا اليوم مع السياسة الاسرائيلية بما خص ضرب حزب الله وقدراته وحركة حماس وضرب المشروع الإيراني بشكل كبير، وأعتقد أنها المواجهة مع الإيراني ستكون حاضرة في المرحلة المقبلة".

واعتبر أن "مهمة هوكشتاين إذًا محكومة بالفشل، خصوصًا إذا كانت الورقة التي يحملها الأخير هي نفسها التي يسربها الاعلام الاسرائيلي وهي انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتفكيك قدراته العسكرية وإطلاق يد الطيران الاسرائيلي في التحليق في الاجواء اللبنانية للتدخل وتضرب أي هدف أو منع أي محاولة لتسليح حزب الله، وكأنه اعلان استسلام حزب الله أو استسلام لبنان في هذه الحرب وانتصار إسرائيل".

وتابع دياب: "طالما حزب الله يقول إنه لا يزال متمكنا في الميدان، من المبكر الحديث عن الاستسلام أو هو لا يقبل بالحديث عن الاستسلام والتفريط بورقة الجبهة الجنوبية، وهذا ما أشار اليه الرئيس نبيه بري أمس"، متابعًا: "صحيح أن الاسرائيلي يدخل الى بعض القرى والمناطق لكنه يعود ويهرب منها لعدم تمكنه من البقاء فيها لأنه يواجَه بعمليات للمقاومة".

واستخلص: "لا اعتقد بالتالي أن المساعي ستحقق أي اختراق ولن تؤدي الى وقف اطلاق النار في الجبهة الجنوبية".

وبالنسبة الى مقاربة الرئيس الاميركي العتيد دونالد ترامب وإدارته للمرحلة المقبلة، اعتقد دياب أن الأخيرة "ستعتمد سياسة الحسم، فصحيح أن ترامب يريد وقف إطلاق النار إلا أنه لن يوقف إطلاق النار على الواقع الذي هو عليه اليوم ولن يقبل بأن تتوقف العمليات العسكرية وحزب الله موجود على الحدود أو أن يسمح لحزب الله بتعزيز قدراته العسكرية التي ضعفت في الجنوب وفي المناطق اللبنانية".

وأضاف: "الادارة الاميركية الجديدة تأتي لتحسم ملفات الصراع في المنطقة ولكن على قاعدة غالب ومغلوب، وعلى قاعدة أن تكون إسرائيل قد حققت مصالحها ومن خلفها تحقق الولايات المتحدة الاميركية مصالحها".

وأشار دياب الى أن "هذه الادارة الجديدة لديها هدف، ولنذكر أن هذه الاخيرة هي التي بدأت تضع أذرع إيران ضمن التنظيمات الارهابية، من حزب الله الى الحوثيين الى الحشد الشعبي، وهي التي نسفت الاتفاق النووي الايراني الذي أبرِم في عهد أوباما، وبالتالي هي أتت لتستكمل ما أنتهت اليه في العام 2020 عندنا خسر ترامب الانتخابات بمواجهة بايدن".

ولفت الى أن "الحسم سيكون للأسف، معتمدا على رؤية هذه الإدارة الجديدة بدليل أن التركيبة فيها تحتوي على أشخاص غالبيتهم من حلفاء إسرائيل أو من المتعاطفين معها كوزير الخارجية ومستشار الامن القومي وممثلة اميركا في الامم المتحدة". 

وقال دياب: "المرحلة المقبلة ستكون صعبة ومعقدة، فصحيح أن ترامب يريد إنهاء الحروب في المنطقة، وهو سيبدأ بأوكرانيا واعتقد أنه الملف الاسهل بالنسبة اليه، لكن أن ينهي الحروب في الشرق الاوسط أي في فلسطين ولبنان وفي إيران، فسيكون الامر على قاعدة الغلبة للمشروع الاميركي على حساب إيران وحلفائها في المنطقة، وهذا يدل على أننا أمام مرحلة كبيرة من التصعيد في الايام أو في الاسابيع المقبلة وربما في بداية ولاية الرئيس ترامب".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني