الانباء
ضربت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ظهر أمس، ثم دمرت فيلا سكنية في بعلمشيه قضاء عاليه يملكها شخص من آل مرتضى، وسقط قتلى من النازحين.
ورد «حزب الله» بسلسلة صواريخ ومسيرات طالت تل أبيب وعطلت حركة الملاحة في مطار بن غوريون، في جنوح كبير نحو مواجهة مفتوحة، استثنيت منها حتى الآن المرافق الحيوية والبنى التحتية في إسرائيل ولبنان.
في بعلشميه تكررت حكاية حضور مسؤول حزبي لتفقد نازحين وتوزيع المال عليهم، وهذا الأمر وان كان حصل فعلا، لا يبرر استهداف مدنيين وسقوط عشرات القتلى، ذلك ان النازحين يحلون بين أهلهم وناسهم ضيوفا، فيما يدفع البعض منهم أموالا طائلة بدل إيجارات في أمكنة أخرى. ويخشى ان يتحول هذا الجدل سجالا وأكثر، في ساحة داخلية لبنانية غير محصنة، ولطالما كانت مخترقة من جهات خارجية.
في أي حال، عدد القتلى يرتفع في شكل مطرد منذ توسيع إسرائيل الحرب اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي، وفي أمكنة أخرى من البلاد، يواصل الناس حياتهم الطبيعية..
وفي الحصيلة الاولية التي أعلنها «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة اللبنانية، سقط خمسة قتلى وعدد من الجرحى إلى مفقودين تحت الأنقاض، جراء الغارة التي نفذتها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة بعلشميه.
وشكل الاستهداف الاول بهذا الحجم في قضاء المتن الاعلى في الجبل، الذي يحتضن الآلاف من النازحين، حالة من القلق الشديد بالنسبة إلى النازحين أنفسهم وأهالي المنطقة على حد سواء.
وبحسب المتابعين، فإن الغارة تشبه إلى حد كبير تلك التي حصلت على بلدة علمات في جبيل.
وأعلن رئيس بلدية العبادية عادل نجد عقب الغارة، انه «بعد وصول سيارة أحد الأشخاص إلى المنزل وكان لا يزال محركها يعمل حصلت الغارة. لا نعرف من هو المستهدف، لكن المبنى الذي تدمر تعود ملكيته لمصطفى مرتضى الموجود خارج البلاد وتسكنه عائلات».
وبعدما ساد القلق لدى أهالي المنطقة، تمنى نجد على «الحزبين أو كوادر المقاومة ويعرفون أنفسهم الا يعرضوا الأهالي والنازحين إلى الخطر، وتحاشي الزيارات إلى النازحين، في الوقت الذي يعمل العدو على تأجيج نار الفتنة المرفوضة في المناطق الحساسة، حفاظا على سلامة النازحين والمقيمين».
وحضرت إلى المكان مجموعات من الأهالي لمساعدة القوى الأمنية وفرق الدفاع المدني في انتشال الجثث ونقل الجرحى إلى المستشفيات، إضافة إلى تأمين الآليات لرفع الأنقاض، بعدما جرى مسح المنزل على نحو كامل.
كما حضر عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي ابو الحسن وقال: «ليس العدوان الأول ولن يكون الأخير، والمعركة طويلة ومستمرة». وأكد ان «أبناء الجبل سيستمرون في احتضان أبناء الجنوب والضاحية والبقاع، مع مراعاة شروط الإقامة. وتبقى المرجعية الدولة وأجهزتها الامنية والبلديات».
ومساء، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت منزلاً في حي الضهرة عند أطراف بلدة جون الجنوبية، في إقليم الخروب (قضاء الشوف).
والمنزل مؤلف من ثلاث طبقات لعائلة من آل غصن، وصاحبه محمد غصن يقيم في المبنى هو وعائلته واخوته واقاربه الذين نزحوا من الضاحية الجنوبية.
وأدّت الغارة الى تدمير المبنى عل قاطنيه، وسقوط عدد من الضحايا والإصابات. وهرعت سيارات الإسعاف الى الموقع لنقل المصابين.
كما تسببت الغارة بتضرر شبكات التوتر العالي والمتوسط التابعة لمعامل الطاقة الكهرومائية، العائدة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وكذلك معمل جون (شارل حلو) عن الخدمة مؤقتاً. و باشرت الفرق الفنية في المصلحة بأشغال إعادة ربط المعامل وتشغيل معمل جون، علماً ان الخط رقم 2 الذي يغذي منطقة الشوف قد تضرر مباشرة. ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن البلدات المغذاة من هذا الخط الى حين قيام مؤسسة كهرباء لبنان بإصلاح الخط، فور توفر الشروط الأمنية.
وكان سبق عملية الاستهداف، تحليق مكثف وبشكل دائري للطيران المسيّر والحربي في أجواء إقليم الخروب وجواره وعلى علو منخفض جداً، واستمر لفترة ساعة تقريباً.
كما أفيد عن تضرر منزل آخر مجاور للمبنى المستهدف، ويعود لأحد الاشخاص من آل شمس الدين في جون.
وبعد سلسلة من الغارات العنيفة التي تجاوزت 13 غارة نهار الثلاثاء ، جددت اسرائيل فجر الاربعاء استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد سلسلة إنذارات اسرائيلية بالإخلاء لعدد من المباني في عدة أحياء . وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد فوق المنطقة أعقبت دويّ انفجارات عنيفة واطلاق رصاص ولم يغادر الطيران المسير الاسرائيلي سماء المنطقة على علو منخفض. وطاول القصف مجمعا طبيا في الضاحية.
ونشر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عدة انذارات ارفقها بخرائط لمباني محددة في مناطق الغبيري و حارة حريك والليلكي ، داعيا سكانها وسكان المناطق المحاورة لها الى المغادرة فورا مؤكدا انها مناطق تضم منشآت ومصالح لحزب الله.
وكان الجيش الاسرائيلي استهدف المناطق ذاتها مضافا اليها صفير وبئر العبد في سلسلة غارات عنيفة قبل ظهر الثلاثاء.