في حوار مطول عبر برنامج "جدل" على قناة الـ"LBCI"، وجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات لاذعة لمحور الممانعة، داعياً القوى السياسية والنواب إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة. وقال جعجع إن الموقف يحتاج إلى أكثر من مجرد تصريحات، وطالب النواب المؤيدين بانتخاب رئيس للجمهورية بالاجتماع، متجاوزين العقبات التي يفرضها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيراً إلى أن "87 نائباً يمكنهم التوجه تلقائياً إلى البرلمان لانتخاب رئيس دون انتظار دعوة من بري".
وشدد جعجع على أن "من غير المقبول أن يتم تعطيل البلاد من قبل مجموعة صغيرة تسير عكس الدستور وإرادة الأكثرية"، موضحاً أن هذا الوضع لا يجب أن يؤدي إلى اقتتال داخلي، إلا أن استمرار التعطيل يعكس مشكلة أعمق وأكبر في لبنان.
وتطرق جعجع إلى الأزمة السياسية التي يعاني منها لبنان منذ عقود، قائلاً: "الوضع القائم نتيجة مسار بدأ قبل 40 عاماً، ويصعب الخروج منه". لكنه أكد أن هذا المسار لا بد من تغييره كي يتوقف لبنان عن الدوران في حلقة مفرغة من الأزمات.
وعن السياسة الخارجية الأميركية، أشار جعجع إلى أن نية الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب قد تكون وقف الحروب في لبنان والمنطقة، لكنه أوضح أن تحقيق ذلك يتطلب وقتاً، وأن الشهور المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة اتجاه الأمور.
واستعرض جعجع معركة "حزب الله" واصفاً حساباته بالخطأ، مضيفاً أن التصريحات الأخيرة للشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، هي دليل على هذا النهج الذي، بحسب جعجع، يخدم مصالح إسرائيل ويعزز خططها. وأشار إلى أن "الإسرائيليين يسيطرون على نقاط واسعة جنوب لبنان، بدءاً من الناقورة إلى الخيام وصولاً إلى بوابة شبعا"، منتقداً عجز "حزب الله" عن توفير الحماية على هذه الجبهة.
وتساءل جعجع عن كيفية تمكّن الإسرائيليين من معرفة مواقع قيادات الحزب، مثل السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، مشيراً إلى أن من يتحمل المسؤولية هنا هو "حزب الله" الذي يشن الحروب من دون حسابات دقيقة.
وفي سياق آخر، تحدث جعجع عن عملية الإنزال الإسرائيلية في البترون، والتي وصفها بـ"البسيطة"، إذ تم تنفيذها بزوارق مطاطية عبر المياه الدولية، مستخدمين أجهزة تشويش لمنع رصدها.
وأشاد جعجع بموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أشار إلى تأخر "حزب الله" في فصل جبهة لبنان عن غزة، مؤكداً أن الجرأة في اتخاذ مثل هذه المواقف ضرورية.
وأوضح جعجع أن سبب تعثر تطبيق القرار الأممي 1701 هو إحجام بعض السياسيين عن اتخاذ موقف واضح ضد أي طرف، في سبيل الحفاظ على علاقات مع الجميع، ما تسبب بتدهور الوضع في لبنان.
وانتقد جعجع الحملة الأخيرة التي تستهدف الجيش اللبناني، معتبراً أن الهدف منها هو تحجيم دور المؤسسة العسكرية التي تبقى، بحسب تعبيره، المؤسسة الوحيدة القادرة على سد الفراغ الأمني في لبنان. وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى فرض منطقة عازلة خالية من أي تواجد عسكري لـ"حزب الله"، لافتاً إلى أن الحل الوحيد لتجنب هذا السيناريو هو تطبيق القرار 1559 الذي ينص على نزع السلاح من كافة الميليشيات، مع تعزيز الانتشار العسكري اللبناني على الحدود، وهو ما ترفضه قوى الممانعة.
وأكمل جعجع حديثه بالتطرق إلى معضلة التهريب عبر الحدود، داعياً إلى تنفيذ القرار 1680 لضبط الحدود اللبنانية مع سوريا.
وفي حديثه عن الشيخ نعيم قاسم، قال جعجع إن خطابه لا يعكس حقيقة الوضع، متسائلاً: "هل لدى نتنياهو مليون نازح و3500 قتيل و15000 جريح؟" وشدد على أن قراءة الواقع بموضوعية مطلوبة لتوجيه الخطوات المقبلة بشكل صحيح.
وأبدى جعجع تفاؤله بشأن استبعاد سيناريو الحرب الأهلية، مؤكداً أن أي حديث عن هذا الأمر مبالغ فيه، لأن الأطراف اللبنانية غير راغبة في هذا الاتجاه، وضرب مثالاً على التضامن الأهلي، مستشهداً بمنطقة دير الأحمر التي استضافت أعداداً كبيرة من النازحين دون تردد.
واختتم جعجع حديثه برسالة إلى الرئيس نبيه بري، قائلاً: "الضرر يلحق بجميع اللبنانيين، وخاصة بالبيئة الشيعية، وآن الأوان للوقوف بجرأة وتجنب التصعيد الذي يدفع ثمنه الشباب اللبناني والبيوت اللبنانية التي تتحمل أعباء مدمرة".
وأكد جعجع أنه لا يرى انتصاراً لـ"حزب الله" في هذه المعركة، لافتاً إلى أن إسرائيل تستعد لشن عمليات برية تهدف إلى إبعاد الحزب مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود، مما يجعل صواريخه عاجزة عن الوصول إلى أهدافها داخل إسرائيل.
ودعا جعجع "حزب الله" للعودة إلى العمل السياسي كحزب يمثل أبناء الطائفة الشيعية، حفاظاً على لبنان وشعبه، محذراً من الاستمرار في التصعيد. وأضاف: "الدولة تحتاج رئيساً بمواصفات إنقاذية قوية، كما طرحنا في لقاء معراب"، معرباً عن دعمه لفكرة انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، قائلاً إن حزب القوات لا يضع أي "فيتو" على هذا الترشيح إذا توافرت المقاربة السياسية المناسبة
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا