كما اتجهت الانظار الى ما ستنتجه الانتخابات الاميركية، تركز الاهتمام أيضًا الى المرحلة الحالية أي قبل استلام ترامب رسميًا مقاليد السلطة، لاسيما لناحية ما قد نشهده من تحركات للإدارة الحالية أي إدارة بايدن وتحضيرات إدارة ترامب العتيدة. وقد أطلق ترامب وعودًا بإنهاء الحرب على لبنان، في وقت يحكى عن زيارات محتملة للموفد الأميركي آموس هوكستين في المرحلة المقبلة.
وقد كشف مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية مسعد بولس في حديث للجديد أمس أن الكتاب الذي تعهد فيه ترامب الى اللبنانيين وقف الحرب ورد فيه أن "السلام الدائم سيكون من ضمن السلام الشامل في المنطقة، وترامب سيبدأ بالعمل فوراً على ملف المنطقة قبل انتقاله الى البيت الابيض للتحضير لاتفاق نووي مع إيران".
في هذا السياق، أشار الصحافي علي حمادة في حديث لـvdlnews الى أنه "ليس في برنامج آموس هوكستين زيارات معلنة أو مقررة ومحسومة للبنان، طبعًا سوف يأتي في المرحلة المقبلة، لكن ليس هناك من جديد في الموقفين اللبناني والاسرائيلي من أجل أن يأتي، وبالتالي الامر مؤجل في الوقت الحاضر"، لافتًا الى أن "حزب الله حتى الآن لم يعلن بصراحة أنه يؤيد القرار 1701 وأنه مستعد للخروج من منطقة الجنوب بأكملها سلاحًا وعتادًا ورجالًا، وبالتالي ليس هناك من كلام الآن سوى محاولة التحضير لتنفيذ بعض بنود القرار 1701 وهو زيادة عديد الجيش اللبناني من أجل أن ينتشر في مرحلة لاحقة عند تنفيذ القرار".
وعن وعد ترامب بإنهاء الحرب في لبنان، قال حمادة: "هذا التعهد هو نوع من العلاقات العامة الانتخابية التي قام بها ترامب، وأمر غريب أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يتوقف عند هذا الكلام وعند هذا التعهد الذي وقعه بناء على طلب أحد الناخبين الذين ينتمون الى الثنائي في ميشيغان وكأنه كلام مُنزَل".
وتابع حمادة: "ترامب يريد أن يوقف كل الحروب، وأن ينهي حرب غزة وحرب لبنان، لكن أن يتمسك الرئيس نبيه بري، وهو الرجل المحنك في السياسة وفي الخطاب السياسي، بهكذا مظاهر من العلاقات العامة الانتخابية هو أمر غريب كما اعتباره أن هذا الالتزام ملزم أمامه غريب ايضا"، مضيفًا: "أريد أن أذكر الرئيس نبيه بري أن دونالد ترامب لا يعمل عندك".
وعن إمكانية أن تنجح مساعي إدارة بايدن في الفترة المتبقية لها، أشار حمادة الى أن "إدارة بايدن ضعيفة جدًا وهي البطة العرجاء خلال 75 يومًا حتى انتهاء الولاية ودخول ترامب الى البيت الابيض"، متابعًا: "سوف يكون هناك نوع من التنسيق بالطبع بين الرئيسين لأنه سوف تكون هناك مرحلة من التسلم والتسليم للملفات الاساسية بين الادارة الراحلة والآتية، ويمكن أن يكون هناك توافقات وتفاهمات بينهما على تجميد بعض الملفات وتفعيل بعضها الآخر".
ولفت الى أنه "من الواضح أن بايدن لن يقدم على شيء دراماتيكي، وهذا ما نملك عنه معلومات حتى الآن، فإذا تمكن بايدن من أن ينهي ولايته بإنهاء حرب غزة وحرب لبنان فسوف يفعل ذلك، لكن الامر أكثر تعقيدًا من ذلك، وخصوصًا أنه على بايدن أن يأخذ بعين الاعتبار أنه عليه إجراء مشاورات عابرة للحزبين الديمقراطي وصولا الى الجمهوري، لأن الحزب الجمهوري قد حصد المواقع الدستورية الثلاثة الاساسية في البلاد".
وشرح حمادة في حديث لموقعنا أنه "في التقاليد الديمقراطية عادةً من الصعب على الرئيس أن يقوم بعمل دراماتيكي عندما يكون الرئيس الآتي يستند الى انتصار واضح في الانتخابات الرئاسية، الى أغلبية في مجلس الشيوخ والى أغلبية في مجلس النواب، لأن هذا يعني أنه لا يأخذ بعين الاعتبار رأي الأكثرية وتوجهاتها وتوجهات ممثليها، لذا سيكون مقيدًا بهذا الامر"، مضيفًا: "على الرغم من أنه لا يزال هو الرئيس، لكنه سوف يكون في المرحلة المقبلة رئيسًا يصرف الاعمال بشكل أو بآخر، ولا يقوم بأعمال ذات طابع دراماتيكي كاتخاذ قرار بحجب السلاح عن إسرائيل وتهديد إسرائيل بتوقيف السلاح إن لم تلتزم بما يقرره على صعيد إنهاء حرب غزة أو حرب لبنان".
واعتبر أن "حرب لبنان هي عمليًا حرب إسرائيلية – إيرانية وليست حربا إسرائيلية – لبنانية".
وعن إمكانية أن تكون لدى إدارة ترامب مقاربة مختلفة للحل في لبنان، أشار حمادة الى أنه "سوف تكون هناك مقاربة مختلفة، وعلينا أن ننتظر لكي نفهم تفاصيل اللعبة لكي ندرك ما يمكن أن تؤول اليه الأمور، كما علينا أن ننتظر تشكيل الإدارة الجديدة لأن تشكيلها في المواقع الاساسية سوف يعكس بدقة كيف ستتوجه هذه الإدارة وكيفية عملها"، مضيفًا: "علينا أيضًا فهم من هم المفاتيح الأساسيون في هذه الادارة أي من سيتولى منصب كل من وزير الخارجية ومدير البيت الابيض ووزير الدفاع ومدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) كما الادارات الاساسية، وهو أمر مهم جدًا ليست لدينا معطيات عنه حتى الآن".
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال حمادة إن "ترامب يعرف أن هذا الملف خطير للغاية وأنه يحتاج الى معالجة سريعة وأنه ربما سيتعاون مع إدارة بايدن من أجل محاولة إيجاد صفقة في هذا الإطار، خصوصًا أن الإيرانيين يخصّبون اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة تتجاوز الـ80% وهو يقترب من نسبة 90% الصالحة للاستخدامات العسكرية".
وأضاف: "من الممكن بالتالي أن يتعاون ترامب مع إدارة بايدن في هذا الإطار، خصوصًا أن إيران قد تتعرض لضربة إسرائيلية قريبة جدًا إن لم تتراجع عن برنامجها النووي العسكري"، متابعًا: "ليس هناك من برنامج نووي مدني في إيران، وهذه دعاية إيرانية غير حقيقية، فالحقيقة هي أن لدى إيران برنامج لانتاج قنبلة نووية".