الانباء
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
مع ترقب انتقال الرئيس الجديد ـ القديم دونالد ترامب للسكن في البيت الأبيض خلفا للرئيس جو بايدن في يناير المقبل، فإن الأمور في لبنان لا يتوقع لها خاتمة سعيدة في المدى المنظور، بتوقف الحرب الإسرائيلية الموسعة ضد حزب الله وتاليا لبنان اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي.
وجاءت الخطوات الداخلية الإسرائيلية بالتعديل الوزاري لتؤكد تشدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الضغط أكثر من بوابة الجبهة اللبنانية، في حين أفادت أوساط مقربة من حزب الله لـ «الأنباء» بأنه (الحزب) يعتزم القتال بوتيرة أكبر، والانتقال إلى مرحلة «إيلام العدو الإسرائيلي بضربات نوعية مركزة».
وتحدثت الأوساط المقربة من الحزب «عن اجتياز المرحلة الأكثر صعوبة، خصوصا بعد اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله وغالبية قياديي الصف الأول، والحرب الآن مصيرية، إذ تستهدف إسرائيل كيانا لبنانيا معينا بهدف إحداث تغيير في التركيبة الديموغرافية للبلاد».
وقال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في الذكرى الـ 40 لاغتيال الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله، «المقاومة ستجعل العدو يسعى بنفسه إلى وقف العدوان». وأضاف «نحن نبني على الميدان لا على الحراك السياسي، وسقف التفاوض حماية السيادة اللبنانية بشكل غير منقوص».
وكان الجيش الإسرائيلي رفع وتيرة عملياته على الحدود بتدمير غير مسبوق للقرى ومعالم الحياة المستقبلية فيها، من دون الاحتكاك المباشر مع مقاتلي الحزب تفاديا لخسائر بشرية في صفوفه، إلى توسيع الطيران الحربي دائرة استهدافاته في كل الأمكنة، بقصف بلدة سعدنايل البقاعية، وبلدتي الجية وبرجا في إقليم الخروب، حيث سقطت 40 ضحية في برجا مساء الثلاثاء.
وسقط أكثر من 13 قتيلا الأربعاء في غارة إسرائيلية على بلدة العين بالبقاع الشمالي.
وبدا واضحا ان آلة الحرب الإسرائيلية على لبنان تتجه نحو تصعيد ميداني، على الرغم من الأجواء التي تتوقع تحريك مساعي الحل ووقف إطلاق النار بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز الرئيس السباق دونالد ترامب، وعودة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة الاسبوع المقبل. وقالت مصادر نيابية بارزة لـ «الأنباء»: «نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعيده بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت بعدما كان حاول ذلك مرارا ولم ينجح بسبب المعارضة الأميركية. واستغل يوم الانتخاب لينفذ القرار وسط توقعات انه اذا تمكن من تجاوز هذه الخضة، فإنه سيكمل دائرة التطرف من حوله لتطول قادة عسكريين وأمنيين».
وأضافت المصادر «ما يهمنا في لبنان ان إطلاق يد المتطرف يسرائيل كاتس كوزير دفاع سيزيد العدوان التدميري في مقابل عرقلة أي مسعى سياسي عبر المتطرف جدعون ساعر كوزير للخارجية خلفا لكاتس».
وتابعت المصادر «ليس صدفة مع تعيين كاتس كوزير للدفاع ان تشهد الساحة اللبنانية مجازر عدة، أبرزها في بلدة برجا الساحلية الشوفية، التي كانت مسرحا لواحدة من أكبر المجازر في الحرب الحالية باستهداف مبنى لجأ اليه نازحون، حيث سقط أكثر من 50 شخصا بين قتيل وجريح بينهم نحو 15 من عائلة نازحة من بلدة عين بعال الجنوبية، كما تعرضت بلدة الشهابية الجنوبية لسلسلة غارات أدت إلى سقوط عدد غير محدد من الاشخاص لا يزالون تحت الانقاض، وقد تعذر سحبهم جميعا تحت ضغط العدوان».
وتحدثت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية عن ان القوات الإسرائيلية تسببت بمسح معظم البلدات الحدودية في شكل كامل، وتدمير 40 ألف وحدة سكنية.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء بالسرايا قبل ظهر أمس «تضرب إسرائيل عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار». وتابع «موقفنا وقرارنا الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام سيادته بكل مظاهرها، جوا وبحرا وبرا».
وكان ميقاتي استقبل الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، وبعدها عقد لقاء في منزل السنيورة شارك فيه الجميل وسليمان والسفير البابوي كلاوديو بورجيا.
على صعيد آخر، وضع تمديد خدمة قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنية على نار حامية، بتقديم كتل نيابية ثلاثة اقتراحات قوانين مع توقع تقديم اقتراح رابع، وتوقعت المصادر النيابية ألا يتم اقرار القانون قبل شهر على الأقل، من موعد انتهاء الخدمة العسكرية الممددة لقائد الجيش في 10 يناير المقبل. ويأتي تمديد خدمة العماد جوزف عون، في وقت تستعد فيه قيادة الجيش لتطويع عسكريين جدد، ورفع العديد لتغطية الانتشار المتوقع في الجنوب وفي جميع المناطق الحدودية، لتطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني، مع الإشارة إلى حرص القيادة على حفظ الأمن في الداخل، في ضوء ما يتردد عن احتمال حصول خضات أمنية وأكثر من ذلك، والخشية التي أظهرها أقطاب في السياسة من تدحرج الأمور على الأرض، جراء أزمات اجتماعية، ليس أقلها النزوح بعدد غير مسبوق من خلفية ديموغرافية سعت اليها إسرائيل ولاتزال تعمل بقوة في سياقها.
وفي تداعيات النزوح، أشارت معلومات خاصة بـ «الأنباء» من عكار (شمال لبنان) إلى أخذ البلديات هناك استضافة النازحين على عاتقها، بتخصيص مراكز إيواء وتفادي سكنهم في بيوت ووحدات سكنية، كما طلبت البلديات من جهة حزبية معينة تهتم بمتابعة أمور النازحين، ترك الأمر للسلطات المحلية في عكار.