بالتزامن مع اتجاه الأنظار نحو الإنتخابات الأميركية المحتدمة بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس، وفي ضوء التطورات الإقليمية والدولية التي تبشر بانبثاق نظام عالمي جديد على وقع تبدلات جذرية وغير معهودة، تواترت تساؤلات عن مدى تأثير الانتخابات الأميركية على مجريات الأحداث، ومقاربة الرئيس/ة الأميركي/ة للملفات الإقليمية والدولية.
وقد رأى رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية خالد زين الدين في حديث لـVDLnews أن "الانتخابات الأميركية لن تنعكس إيجابًا لا على فلسطين ولا على لبنان، إنما بعد الإنتخابات ستصل أسلحة جديدة فتاكة إلى إسرائيل بحيث ستتمكن الأخيرة من تدمير مناطق وأحياء بأكملها على مساحة تمتد بين 10 و20 كلم".
أما في ما يتعلق بالحديث عن التسوية والتهدئة، فأشار زين الدين إلى أن "المنطقة ذاهبة إلى تصعيد إضافي وسنرى قوات إسرائيلية مسيطرة على مطار بيروت الدولي كما سنراها تفصل الحدود اللبنانية السورية عن بعضها وستكون القوات هذه بلباس مختلف وستسيطر على المعابر والممرات الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسوريا فقرار فصل البلدين عن بعضهما اتخذ، وذلك بهدف قطع شريان الإمدادات بين طهران ولبنان، فضلًا عن تقطيع أوصال المناطق اللبنانية وفصلها عن بعضها وذلك عبر اجتياح بري كبير".
إرساء تسوية مسرحها سوريا
مثّلت الساحة السورية في الآونة الأخيرة الحصان الأسود ليس في المشهد الإقليمي وحسب إنما الدولي على حد سواء، فالمرحلة المقبلة وبحسب زين الدين، "ستكون صعبة للغاية والحرب طويلة وقرار تدمير قدرات حزب الله وتفكيكها قد اتخذ، هذا وعقد اتفاق روسي - تركي يقضي بتسليم أنقرة الشمال السوري إلى روسيا ليكون بيد القوات الروسية مقابل أن يكون القرار الحصري بالملف الكردي تركيًا ويتمتع هذا الاتفاق برعاية أميركية".
وأضاف: "يجمع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وإسرائيل وتركيا وحلفائهم إتفاق ينص على منع الإنتشار الإيراني في سوريا وتفادي نموذج لبنان والعمل على ضرب قوات حزب الله وطردها من الأراضي السورية، ليتسنى لموسكو التفرّد بالموارد السورية عقب تقليص الوجود الإيراني في سوريا وتقاسمها مع أميركا وأوروبا والصين مقابل عودة العلاقات الأوروبية - السورية وإعادة الإعمار ورفع العقوبات عن سوريا وعودتها إلى الحاضنة العربية".
ربط رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية سيناريو التسوية هذه بما وصفه "محاولات ومخططات لتغيير النظام الإيراني"، قائلًا إنه "بحال كان رد إيران على إسرائيل كبيرًا، ستكون الضربة الإسرائيلية لطهران جدية وواسعة لتدمير المنشآت والقدرات العسكرية الإيرانية، غير أن هناك مخططًا لتهيئة نظام جديد في إيران وذلك لاعتبارات عدّة منها انتهاء صلاحية النظام المتشدد لأن الاتحاد السوفيتي لم يعد يشكل خطرًا على الولايات المتحدة وخاصة في الشرق الأوسط، وقد يتم تجهيز المعارضة الإيرانية وتسليحها لخلق النظام الجديد بناء على اعتبار مهم ألا وهو بقاء إيران دولة قوية داخل حدودها الجغرافية كونها محدودة بدولتين سنّيتين".
تغير جذري بعيدًا عن إملاءات واشنطن.. الإمارات مصنع العالم
وشدد زين الدين على أننا "أمام تغير جذري في المنطقة والعالم، فالصين وروسيا والولايات المتحدة في صراع كبير لاستقطاب العالم والسيطرة عليه ومجموعة "بريكس" خير نموذج لذلك، فبدخول مصر إلى "بريكس"، وفرت القاهرة سوقًا إضافيًا لدول المجموعة بعيدًا عن الإملاءات الأميركية وتتمكن بالتالي من تصدير إنتاجها إلى الدول الحليفة لـ"بريكس" أكان في القارة الآسيوية أو غيرها".
أما بالنسبة لدول الخليج العربي المنضمّة حديثًا إلى "بريكس"، فأكد زين الدين أن "السعودية تستطيع تصدير إنتاجها النفطي مقابل عملات غير الدولار الأميركي بعيدًا عن نفوذ واشنطن، ومن جهة أخرى فالإمارات المتحدة ستصبح مصنع العالم لأن الشركات الصينية والروسية تفتح أبوابها للتصنيع في الإمارات وقد شيّدت بالفعل مصانع وهي في طريقها إلى تشييد مصانع وشركات أخرى، لتلتف على العقوبات الأميركية بحال فُرض حظر على المنتجات الصينية أكان مع ترامب أو مع هاريس".
واضاف: "ستكون هذه المنتجات برعاية إماراتية وتصنيع إماراتي للإلتفاف على العقوبات وتوزيعها على كافة مناطق العالم في سيناريو مشابه للنموذج التركي إبان الحرب الروسية - الأوكرانية".
وختم زين الدين: "نحن أمام تغير بالمشهد وأمام أزمة كبيرة في المنطقة، وأمام عودة إيطاليا والدول العربية إلى سوريا وفقًا للاتفاق الأميركي - الروسي - التركي- الأوروبي - الصيني في المنطقة، ولبنان سيشهد حربًا طويلة إلى حين إنتاج تسوية جديدة برعاية دولية ولبنان قد يكون بحماية أممية".