الانباء
قال مقربون من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الأنباء» إن الأخير لن يرضخ للضغوط، «وهو خبر ظروفا أصعب مرت على البلاد، بينها الاجتياح الإسرائيلي الثاني في 1982، حيث دخل الجيش الإسرائيلي إلى العاصمة بيروت. ومع ذلك لعب بري دورا في التهدئة وحث رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على المغادرة، من دون التسليم بالاحتلال الإسرائيلي. لا بل عمل مع غيره على المواجهة، ما جعل الجيش الإسرائيلي يغادر بيروت بعد فترة وجيزة».
وعلمت «الأنباء» أن المساعي متواصلة على المستوى الدولي لإيجاد آلية لتنفيذ القرار 1701، وبحث إمكانية تعديله في مجلس الأمن مع ما يفرض ذلك من تحديات قد تكون غير قابلة للتنفيذ، لأن أي تعديل يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن، الأمر الذي يعني موافقة الدول الخمس الكبرى على هذا التعديل. وأي اعتراض من إحدى هذه الدول، وهذا متوقع جدا، يعني إسقاط القرار. لذلك فإن البحث هو حول آليات المراقبة وإلزام الأطراف بتنفيذ القرار بكل بنوده. وهناك طروحات يجري تداولها بإعلان هدنة يتم خلالها نشر الجيش اللبناني في الجنوب معززا، وكذلك بالنسبة إلى القوات الدولية مع سحب السلاح من الجنوب.
غير أن هذا الطرح الذي لا يزال موضع نقاش ويدور الخلاف حوله، ويخشى أن تتكرر معه تجربة العام 2006، اذ كان المطلوب نشر الجيش وتعزيز القوات الدولية ومنع انتشار المسلحين جنوب الليطاني قبل تثبيت القرار في مجلس الأمن، ولكن هذا الأمر بقي دون التصديق عليه حتى هذا اليوم.
وأكد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم أمس الاستمرار في «تنفيذ خطة الحرب» التي وضعها سلفه حسن نصرالله.
وقال قاسم في كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه أمينا عاما للحزب «برنامج عملي هو استمرارية لبرنامح عمل قائدنا السيد حسن نصرالله في كل المجالات»، مضيفا «سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة، وسنبقى في مسار الحرب ضمن الوجهة السياسية المرسومة».
وعلى وقع المجازر الإسرائيلية المخيفة والمتنقلة من صيدا إلى الصرفند وبعلبك وعموم البقاع والجنوب، توقف المراقبون عند تطورين: انتخاب أو تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لـ «حزب الله» خلفا لحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر الماضي، والتحرك الذي قام به نواب كتلة الحزب بناء على طلبهم، بعقد لقاءات مع عدد من الكتل النيابية التي يمكن التواصل معها في المجلس النيابي، في أول ظهور أو تحرك لـ «كتلة الوفاء للمقاومة» منذ أكثر من شهر.
وقالت مصادر نيابية لـ«الأنباء»: «ربما بدأ الحزب التحضير لليوم التالي لوقف إطلاق النار، فقرر عدم ترك الأمور مفتوحة على المجهول. وبادر إلى وضع إطار أو قناة للتواصل مع كل القوى السياسية التي يمكن ان يبقي خطوط الاتصال مفتوحة معها في هذه المرحلة، وتطويرها في المرحلة المقبلة».
وتحدثت المصادر عن «تحرك نشط في الأيام المقبلة باتجاه الساحة اللبنانية من الموفد القطري إلى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وأخيرا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين. وكل هذه التحركات تسعى إلى تحضير الأرضية لمسعى يقوم على إخراج لبنان من أزماته، بعد ما أيقن الجميع انه لا يمكن القيام بأي خطوة غير اعتيادية قبل صدور نتائج الانتخابات الأميركية. وكل من هؤلاء الموفدين الثلاثة يتحرك باتجاه معين إن لجهة تأمين انتخاب رئيس للجمهورية، أو وقف المعارك على الحدود».
وفي الوقت عينه، يسعى الجيش الإسرائيلي من خلال عمليات التدمير إلى تشكيل ضغط إضافي. واستمر الاستهداف لمناطق كانت تعتبر نائية وتشكل وجهة للنازحين، بينها حارة صيدا وبلدة الصرفند، مع ما يحمل ذلك من مؤشرات قد تطول تهديد وجود شريحة معينة هناك، ودفعها إلى المغادرة إلى ما بعد مجرى نهر الأولي.
ونشر الجيش اللبناني عبر حسابه على «إكس» انه قام ظهر أمس «بتفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة عاريا (طريق الشام). ولم يشر البيان إلى أن المقصود هي السيارة «الفان» التي استهدفتها مسيرة إسرائيلية. في وقت تحدثت وسائل إعلام وشهود عيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ان السيارة كانت محملة ذخائر وصواريخ.
وهرع سكان مدينة بعلبك كبرى مدن البقاع إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع بعدما أصدر الجيش الاسرائيلي إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة الواقعة في شرق لبنان، محذرا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس إنذارا بالإخلاء «لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس»، مرفقا إياه بخارطة للمنطقة. وقال إن الجيش «سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم»، داعيا إياهم إلى إخلاء هذه المناطق «فورا».
وبعيد هذا الإنذار، هرع السكان إلى الطرق للخروج من المدينة التي امتلأت مداخلها بالسيارات، ومنهم من حمل فرشا ووسادات وسط حالة من الهلع. وخلت المدينة تدريجيا من سكانها.