بعد غيابه أربعة أشهر على زيارة لبنان استأنف الموفد الأميركي آموس هوكشتين حركته المكوكية وبدأها بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وختمها بزيارة إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون.
إذ عبّر بري عن أن اللقاء كان جيداً والعبرة في النتائج، يبقى النقاش مفتوحاً بين لبنان والأميركيين، بانتظار ما سيسمعه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في تل ابيب. وتمسك بري بتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ من دون إضافات.
زيارة ثانية لهوكشتين
وفي حديث لـ Vdlnews أشار الصحافي والمحلل السياسي إبراهيم بيرم إلى أن "زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين لم يكن أحد يأمل بأن تكون جولته الأولى حاسمة فيها فهذا مسار تفاوضي بدأته الولايات المتحدة الأميركية ووضع فعلاً على الطاولة، مضيفاً: "هذا الامر لم يكن ليكون إلا إذا مُنيت إسرائيل حقيقة بهزيمة عسكرية أو بأقل بعجز عسكري عن التقدم برياً على الحدود".
وتابع: "سيعود هوكشتين مرة ثانية على ما اعتقد ولكن، مع كل عودة وكل جولة تفاوض سيكون هناك جولات عنف على غرار ما شهدناه قبل وصول هوكشتين وبعد مغادرته".
وقال: "سياسة التفاوض تحت النار هذه عهدناها سنة 1982 في الاجتياح الإسرائيلي وفي عام 2006 وبالتالي النهج الأميركي وسياسة الاسرائيلي لم تتغير فهم يضعون لبنان بين حدين".
وأكمل: "الحد الأول استسلام المقاومة تماماً وإزالة كل عناصر القوة عندها والحد الثاني تحويل الجنوب إلى محمية إسرائيلية يعني احتلال إسرائيلي مُقنع، ولكن الحزب لن يستسلم وما زال يرى في نفسه قوة وأوراق يمكن أن يواجه بها".
إدارة رخوة
ولفت بيرم إلى أنه: "منذ ان بدأت المواجهات في غزة وأميركا تمارس السياسة التي تمارسها الآن في الجنوب اللبناني بإظهار دور الوسيط ولكن، هي شريكة بكل ما يفعله الإسرائيلي".
وأكمل: "الإسرائيلي لا يمكن له خوض هذه الحرب من حيث العتاد ولا من حيث السماح له بتخطي الخطوط الحمر إلا بدعم أميركي واضح فأميركا شريكة تماماً في العدوان على غزة وعلى لبنان".
استطرد: "لبنان مضطر كما اضطر الفلسطينيون سابقاً على التعامل مع الاميركيين على انهم طرف محايد وانهم وسيط وحتى الآن في ظل إدارة رخوة في أميركا فالاميركيون ليسوا في وارد الضغط لممارسة وقف إطلاق النار".
الحرب طويلة... ونتنياهو مُتعنت
وكشف بيرم أن "هناك معلومات بوجود فريق أميركي في الإدارة الأميركية يحاول أن يفرض وقفاً لإطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية عسى ولعل هذا الامر يحسب علامة لفريق من الفريقين ولكن، أنا أستبعد في ظل تعنت نتنياهو وحكومته أن يقبل الآن بهذا الامر".
ورأى أن: "الحرب طويلة ولكن مسار السياسي وضع على الطاولة وهذا امرٌ جيد وعودة هوكشتين إلى لبنان بعد غيابه أربعة أشهر أمر لافت ومهم بالنسبة للبنان والمنطقة عموماً ولكن، هذا المسار طويل ويحتاج إلى جولات عنف تدميرية".
وختم: "هناك ضمانات بعدم استهداف المرافق العامة والجسور والبنى التحتية ولكن، الجنون الإسرائيلي ليس له حدود وبالتالي عندما يُجرح نتنياهو أكثر ويُصاب بهزائم أكثر ما من أحد يضمن مغامراته وانحيازه نحو الجنون والتدمير".