الانباء الكويتية

حرب التدمير التي تخوضها إسرائيل على لبنان لم يسبق لها مثيل في التاريخ، اذ لم تترك مصدرا من مقومات الحياة الا ودمرته، من المنازل إلى المزروعات وشبكات الكهرباء والمياه، وحتى المقابر عمدت إلى تجريفها تحت عنوان البحث عن مقاومين أو مخازن أسلحة.

ولجأت القوات الإسرائيلية إلى وسيلة غير مسبوقة في التدمير، بحيث تقوم بتفخيخ أحياء بكاملها وتفجيرها بطريقة احتفالية.

أصبحت القرى الحدودية اللبنانية كما لو ان الطوفان غمرها، منازل سويت بالأرض لم يبق منها لا حجر ولا بشر ولا شجر، حتى القوات الدولية ««اليونيفيل» التي لم تنجح إسرائيل في إبعادها عن الحدود، قامت بالتضييق عليها واستهدافها مرات عدة موقعة إصابات في صفوفها.

وأعلنت «اليونيفيل» في منطقة ميس الجبل الحدودية انها لم تتلق إمدادات من الغذاء منذ 27 سبتمبر الماضي بسبب الطرق المغلقة. كما أشارت إلى انها من دون مياه منذ يومين.

وبعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية لهذه القوات بدعم من 16 دولة أوروبية مشاركة فيها، استنكرت قنصلية دولة النيبال المشاركة بوحدة من جيشها، ووصفت وضع كتيبتها بالمأساوي. وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لفتح الطرق لوصول الإمدادات إلى جنودها. وبعدما فجرت القوات الإسرائيلية قرية محيبيب قبل أسبوع، عمدت إلى تفجير حي «الطراش» في ميس الجبل كبرى البلدات الحدودية، فيما جرفت مقبرة قرية بليدا بحجة البحث عن سلاح.

الجنوبي المهجر من البلدات الحدودية يفتقد مصدر عيشه للسنة الثانية، خصوصا موسم الزيتون الذي يشكل مصدر الدخل الأساسي لأبناء هذه القرى. وكذلك بالنسبة إلى الساحل اللبناني الذي يشتهر بالحمضيات والموز، حيث لم يتمكن أصحاب البساتين من استثمار مواسمهم أو الوصول اليها. ومنع الصيادون من النزول إلى البحر من صيدا حتى الحدود في الناقورة، علما انه لا مصدر عيش آخر لهم.

ومع استمرار استئناف الغارات المدمرة على الضاحية الجنوبية، فإن قرى الجنوب والبقاع تتعرض في شكل يومي للغارات وسط غياب لأي محاولات إنقاذ للسكان في الجنوب، حيث تتهاوى المنازل على رؤوسهم في ظل عدم السماح لفرق الإنقاذ بالتوجه إلى هذه البلدات