تسعة مفوضين ساميين تعاقبوا على فترة الانتداب في لبنان منذ العام ١٩٢٠ حتى استقلال لبنان في العام ١٩٤٣، ومن بين ابرز المفوضين الذين لمع اسمهم في لبنان كان الجنرال غورو، الذي تسلم لبنان بعد سقوط السلطنة العثمانية وكان لبنان مفككا في حينها، وبحسب اتفاقية سايكسبيكو التي وقعت في قصر فيرساي الفرنسي كلفت فرنسا بإدارة المقاطعات المفككة وانشاء دول، ولذلك تم انشاء دولة لبنان الكبير، وصولا الى الاتحاد المسيحي - المسلم فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني واعلان استقلال لبنان. 

بعدها، تُرك لبنان "يقلع شوكو بإيدو"، وبدأت الخلافات والحروب المستمرة وصولا الى اتفاق الطائف الذي قام على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.  

في موقع التفجير في الجميزة طالب عدد كبير من اللبنانيين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعودة الانتداب الفرنسي الى لبنان، لانهم تعبوا من الطبقة الحاكمة التي اوصلت لبنان الى ما هو عليه من بلد منهوب مسروق مفلس فيه سلاح وسياسات حاقدة وخلافات طائفية وسياسية. 

ماكرون تحدث امام زعماء الطوائف بصراحة وقال لهم اما ان تتحدوا واما التغيير، اي الرحيل، ولكن ما هو البديل؟ جماعات المجتمع المدني؟ او 7 نواب ساهموا في حكم لبنان واستقالوا؟ الجميع مكروه اليوم ومتهم. 

ماكرون ادرك ان لا حلّ بالمجموعة الحاكمة، وبات يفكّر بحلّ حقيقي للبنان، ربما سيقوم بحكومة عسكرية وحلّ كل المجالس، والتحضير لانتخابات نيابية في العام ٢٠٢٢، وهذه الحكومة تكون تتمتع بصلاحيات عالية ودعم دولي حقيقي ماديا وسياسيا، لتحويل لبنان الى بلد محايد بكل ما للكلمة من معنى، والا لا شيكات على بياض للبنان كما قال ماكرون. خصوصا وانه ادرك ان البدلاء الذين يطرحون انفسهم "مش خرج" وليسوا على قدر المسؤولية اذ انهم لا يملكون اية خطط بل اتهامات للسلطة فقط وبنوا نفسهم على هذا الامر. 

المفوض السامي لن يعود الى قصر الصنوبر لتسيير شؤون اللبنانيين وترتيب أمور الدولة لأن ايام الانتدابات في العالم باتت من الماضي وكانت وصمة عار في تاريخ الدول، وعلى لبنان تقرير مصيره بنفسه برجال دولة يعملون للدولة وليس لجيوبهم الخاصة. 

في الماضي لم يكن هناك من وسائل اعلام لنشر خبر وصول المفوض السامي الجنيرال غورو الى قصر الصنوبر لذلك سننشره اليوم من اجل من يريد الانتداب. ..