يواصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على لبنان، من الجنوب الى البقاع والضاحية الجنوبية، الى قلب بيروت حيث طال العدوان الاسرائيلي أمس منطقتي النويري والبسطا. وفيما يتواصل العدوان، جهود دبلوماسية مكثفة تبذل في سبيل وقف اطلاق النار، من دون أن تصل هذه الاخيرة الى أي نتيجة حتى اللحظة. هذا وقد تعرضت قوات اليونيفيل أيضًا للاستهداف عدة مرات من قبل العدو الاسرائيلي، وفق ما أعلنت اليونيفيل، ما أثار موجة استنكار واسعة وطرح تساؤلات حول الاهداف التي تقف وراء هذا الاستهداف.
في هذا السياق، أشار منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة في حديث لـvdlnews الى أنه "أصبح واضحًا أن ما تقوم به اسرائيل من استهداف مقصود لقوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان هو لتظهر أنها دائمًا فوق القانون وأنها لا تحاسب".
ولفت شحادة في حديث لموقعنا الى أنه "لناحية الاهداف، الكل يعلم أن اسرائيل طلبت من قائد قوات الطوارئ الدولية الانسحاب من بعض المراكز أو من معظم المراكز والتراجع الى الخلف، ومندوب اسرائيل في الامم المتحدة صرح أنه يريد أن يدفع قوات الطوارئ الدولية 5 كيلومتر شمالا لكي تصبح المسافة ما بين هذه القوات في حال تم دفعها شمالا 5 كيلومتر وتكون المسافة هي منطقة عازلة لاسرائيل ويُقضَم من حدود لبنان عمق 5 كيلومتر على طول الحدود التي يبلغ طولها 118 كلم"، مشددًا على أن "هذا ما تريده اسرائيل من هذه الاستهدافات، بعد أن طلبت هذا الطلب من قوات الطوارئ الدولية والاخيرة لم تنفّذ لأنها تريد أن تحصل على تعليمات من الامم المتحدة وهذا يتطلب تصويتًا وقرارات دولية لكي تنفذ هذا الطلب".
وأضاف شحادة: "اسرائيل حولت أيضًا هجومها من القطاع الاوسط والشرقي بعد فشلها عدة مرات وتكبدها خسائر فادحة في هذين القطاعين، الى القطاع الغربي للقيام بحرب قذرة في هذه المنطقة لجعل قوات الطوارئ الدولية وقيادتها دروعا بشرية بينها وبين المقاومة"، لافتًا الى أنه "على الرغم من ذلك تلقت اسرائيل عدة ضربات أمس من قبل المقاومة حيث استهدفت المقاومة دبابة وآلية للجيش الاسرائيلي وأوقعت اصابات بين قتيل وجريح فحاول مرة ثانية أن يرسل قوة لسحب القتلى والجرحى فاستهدفتها المقاومة أيضًا ووقعت بين قتيل وجريح فأرسل قوة ثالثة فتعرضت من جديد للقصف والاستهداف من قبل المقاومة وأوقعتها بين قتيل وجريح وحتى الآن لا يزال الجرحى والقتلى عالقين في هذه المنطقة".
وأوضح شحادة: "أهداف اسرائيل من قصف مراكز اليونيفيل هي رسائل تحذيرية لقوات الطوارئ الدولية لكي تدفعها الى الشمال بعمق 5 كيلومتر، وهي تريد أن تستعمل قوات الطوارئ الدولية كدروع بشرية، عندما تدفعها الى الشمال فيصبح انتشار هذه القوات بدل أن يكون على الخط الازرق يصبح بعمق 5 كيلومتر شمالا، وبذلك تكون اسرائيل نفذت طلبها بإنشاء منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترعلى طول الحدود وهذا لن يحصل طبعًا".
وقال: "بالشكل العام، اسرائيل دائمًا فوق القانون ولا تحاسب، اليوم قصفت مدخل قيادة قوات الطوارئ الدولية وقصفت برجا تابعا للقوة السيرلانكية وبالامس استهدفت برجا آخر في الناقورة، واسرائيل تقصف مراكز قوات الطورائ الدولية بشكل ممنهج لهذا الغرض".