ميقاتي يخشى «توسُّع المواجهات» وبري منزعج من الموقف الأميركي
ميقاتي يخشى «توسُّع المواجهات» وبري منزعج من الموقف الأميركي

أخبار البلد - Friday, October 11, 2024 6:41:00 AM

الانباء الكويتية

 

 

تأخذ الأمور العسكرية في لبنان منحى تصاعديا لجهة تكثيف الجيش الإسرائيلي خططه في شأن فرض حصار على مساحة جغرافية واسعة، وتاليا البلاد كلها، تمهيدا لفرض حكومته شروطها في شأن وقف إطلاق النار. في حين يرفع ««حزب الله» من وتيرة استهدافاته للساحل الشمالي الإسرائيلي والمستعمرات على حدود القطاع الغربي اللبناني، وصولا إلى حيفا وما بعدها.

 

وبين الخطوات العسكرية الاستراتيجية الإسرائيلية، والصمود في صراع البقاء الذي يخوضه «حزب الله»، يدفع لبنان ثمنا كبيرا لا قدرة لدولة تعيش في ظروف طبيعية على تحمله، فكيف بالنسبة إلى بلاد تواجه انهيارين مالي واقتصادي وضرباً للقطاع المصرفي منذ 2019 الصمود؟ وإزاء ما يجري من حرب شرسة ونزوح بشري كثيف، تسعى السلطات اللبنانية، من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقيادة الجيش اللبناني، إلى تكثيف الاتصالات سعيا إلى احتواء الحرب، وتمهيدا إلى وقفها. وبرز في هذا السياق موقف صادر عن البيت الأبيض الأميركي مساء أمس الأول، فيه إشارة إلى أن «الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وانه «من غير الممكن بالنسبة لنا (وفقا للبيت الأبيض) أن نرى لبنان يتحول إلى غزة أخرى ولن يحدث ذلك».

 

ويجهد الجيش اللبناني خصوصا ومعه سائر الأجهزة الأمنية لضبط الأوضاع في الداخل اللبناني، فيما أشار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي إلى أن أكثر من 311 ألف سوري غادروا لبنان إلى سورية خلال أسبوعين، وأوضح في مؤتمر صحافي أن «غالبية السوريين في لبنان يمكنهم العودة إلى بلدهم».

 

وأشار إلى «أننا نعمل من أجل ضمان سلامة مطار بيروت لأنه المنفذ الوحيد وتصل عبره أغلب المساعدات». وأضاف «‏ننسق الإجراءات مع جميع الأجهزة الأمنية اللبنانية ونكثف العمل لتأمين مطار بيروت». ‏وشدد على أنه «لا مكان للفتنة بين اللبنانيين وعلى وسائل الإعلام مساعدتنا على ذلك». على خط الاتصالات، لا يخفي رئيس مجلس النواب نبيه بري انزعاجه من الموقف الأميركي حيال المسعى الرسمي اللبناني لوقف إطلاق النار. ونقل مقربون عنه إثارته هذا الأمر مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي زارته قبل يومين. وأشاروا إلى أن المطلب الأميركي بقبول من «حزب الله» ببيان لقاء عين التينة الثلاثي، تحقق من خلال الموقف الذي أعلنه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بتأييده المطلق لموقف الرئيس بري. في حين كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس عن أن «الاتصالات الديبلوماسية تكثفت قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، بهدف السعي مجددا إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان».

 

وقال ميقاتي أمام زواره: «هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة، ليصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية». وأضاف ميقاتي: «لقد عبرنا مجددا خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ولا يوفر المدنيين وعناصر الإسعاف والإغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية».

 

وتابع ميقاتي: «ان العنف والقتل والتدمير لن توصل إلى حل، ويجب إلزام إسرائيل بوقف عدوانها المدمر، لأننا نخشى اذا ما تطورت الأمور ان تتوسع رقعة المواجهات لتطول المنطقة بأسرها». وللغاية قصد ميقاتي عين التينة قبل الظهر حيث التقى رئيس المجلس النيابي لمزيد من التنسيق. وقال مصدر لبناني مطلع لـ «الأنباء»: «الموقف الأميركي الواضح يعبر عن حقيقة الوضع في الميدان. فالأميركي ومعه بعض الدول الغربية أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل لممارسة عدوانها الواسع بهدف تغيير الواقع على الأرض. والعمل العسكري مفتوح أمامها على الأقل للأسابيع الثلاثة المقبلة، لمنح فرصة للجيش الاسرائيلي لتنفيذ مخططاته، وهم يدركون انه في النهاية لا بد من التوصل إلى حل ديبلوماسي سواء وصلت إسرائيل إلى الليطاني وتمكنت من إقامة منطقة عازلة، أو عجزت عن اختراق الحدود... وفي كل الأحوال ستكون التسوية وفقا لما يحدده الميدان». وتابع المصدر: «فيما تقفل واشنطن حاليا الأبواب أمام السعي إلى وقف إطلاق النار، فإن فرنسا تبذل جهودا حثيثة بهدف التوصل إلى اتفاق قبل 24 أكتوبر الجاري، موعد الاجتماع الوزاري الدولي الذي دعت إليه بشأن لبنان، للبحث في الوضع السياسي الداخلي والمساعدات الإنسانية». في الداخل اللبناني أيضا، تحرك لقوى المعارضة دعا إليه حزب «القوات اللبنانية» بلقاء في المقر العام للحزب في معراب بكسروان، ظهر غد السبت 12 أكتوبر، أطلقت عليه «القوات» اسم «لقاء وطني جامع نتشارك فيه بطرح خارطة طريق إنقاذية تحت عنوان: دفاعا عن لبنان، بعدما بلغت الحرب التي زج فيها لبنان حدا كارثيا، وفي ظل ما يعاني اللبنانيون من موت وتهجير ودمار وانهيار».

 

ولم تكشف دوائر «القوات» عن مضمون اللقاء، في وقت يتردد بقوة ان المجتمعين وهم من المعارضين، قد يطلقون مبادرة بشأن الاستحقاق الرئاسي، خطوطها العريضة اختيار المعارضة للرئيس وموافقة الفريق الآخر عليه، في تبديل لما اتبع في هذا الملف بعد الفراع الرئاسي منذ 31 أكتوبر 2022. وتردد أن اسمي قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب نعمة افرام يتقدمان لدى المجتمعين في معراب السبت.

 

كذلك علمت «الأنباء» أن الصرح البطريركي في بكركي يستضيف الأربعاء المقبل القمة الروحية الإسلامية - المسيحية، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة والاستحقاق الرئاسي وشؤون وطنية أخرى.

 

وفي الاثناء، أفاد الإعلام الرسمي اللبناني بأن غارة إسرائيلية استهدفت محيط منطقة رأس النبع والنويري في بيروت مساء أمس وهي منطقة مكتظة، في ثالث ضربة تستهدف أحياء في قلب العاصمة منذ بدء الحرب في 23 سبتمبر الفائت.

 

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المستهدف في الغارات التي قصفت منطقة النويري في بيروت هو مسؤول التنسيق والارتباط الأمني في حزب الله، وفيق صفا. كما ترددت معلومات لم تتأكد عن استهداف شخصيات حزبية أخرى. وفي سياق متصل، ذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أن غارة إسرائيلية استهدفت ايضا سهل «بلدة سرعين» بالبقاع شرقي لبنان.

 

ولاحقاً، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الاسرائيلية على بيروت أدى إلى سقوط 22 ضحية و117 جريحاً.

 

وذكرت المعلومات أن 3 صواريخ أُطلقت على مبنى مكوّن من 8 طبقات في طلعة النويري، فيما استهدفت الغارة الأخرى مبنى من 3 طبقات.

 

وفيما حاولت فرق الدفاع المدني والإسعاف إخراج المواطنين العالقين في المبنى المستهدف في النويري، ناشدت مستشفيات بيروت التبرع لجميع فئات الدم نظراً لكثافة الجرحى.

 

في المقابل، وجه الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي إنذاراً الى السكان في بيروت بإخلاء مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، وذلك بعد الغارات على رأس النبع والنويري.

 

من جهة أخرى، اتهمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أمس الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات تابعة لها في جنوب لبنان، ومن ضمنها برج مراقبة، ما أدى إلى إصابة اثنين من جنودها بجروح.

 

وقالت «اليونيفيل» في بيان «أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار» «باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر» وتسببت في جرح الجنديين.

 

وأشارت إلى أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار أيضا على موقع آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، «فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون».

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني