الانباء الكويتية
يبدو الحرم الداخلي لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت منفصلا عن محيطه في تحوطية الغدير ببرج البراجنة في الضاحية الجنوبية.
وفي الداخل زحمة مسافرين، احتشدوا بين العاشرة والنصف قبل ظهر أمس والثانية والنصف بعد الظهر ينتظرون 12 رحلة، خمس منها لشركة الطيران الوطنية «الميدل إيست»، والبقية لشركات طيران أجنبية تقوم بإجلاء رعايا تابعين لدولها.
مطاعم المطار غصت بالزبائن من المسافرين، وكذلك مقاهي تناول القهوة والوجبات الخفيفة. والسوق الحرة شهدت نشاطا اعتياديا، بحسب إحدى مديرات المبيعات التي قالت لـ «الأنباء»: «حركة عادية للمسافرين، والطائرات الـ 12 يحتشد ركابها في أروقة المطار، ويجعلوننا في حركة بعيدا من الأجواء في الخارج»، وتابعت «أما أوضاعنا النفسية فلا داعي للسؤال عنها. لكننا نتحلى بالعزيمة والثبات، وندرك ان الموت لن يأتي قبل ساعته. نعمل ونتخذ احتياطات كالحضور في وقت مبكر، او النوم في المطار في حال كان الدوام في ساعات مبكرة، وهي فترة الذروة من القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية».
الشيء عينه يكرره عدد من رجال قوى الأمن الداخلي والأمن العام، ويرفقون كلامهم بابتسامة تعكس الإصرار على القيام بواجبهم في كل الظروف دون تبديل. وبدا واضحا وجود تسهيلات في دوائر الأمن العام تتعلق بالعاملات في الخدمة المنزلية والعمال المكسورة إقاماتهم لجهة تسهيل الأمور على الكفيل، وعدم الحاجة إلى حضوره شخصيا لتسديد الغرامات التي تستوفى قبل المغادرة، بعد إنجاز إجراءات ضرورية بينها براءة الذمة للتأكد من نيل العمال والعاملات حقوقهم، وتسوية أوضاعهم القانونية قبل المغادرة في الدوائر المعنية قبل بلوغ المطار.
بين المغادرين من يقصدون أوروبا لفترة قصيرة لإنجاز أشغال ضرورية، تمهيدا للعودة بعد أيام لا تتخطى العشرة حدا أقصى. الا ان الجميع قطع التذاكر بوجهة واحدة، لتبيان ظروف العودة والرحلات التي تؤمنها «الميدل إيست» إلى بيروت. فيما وضع البعض في حساباته العودة بحرا من قبرص في حال تفاقم الأوضاع وصولا إلى إقفال المطار. وهذا الأمر مدار اهتمام لبناني ودولي لتأمين العمل في مطار بيروت الدولي.
فالحكومة اللبنانية اتخذت إجراءات كلفت فيها الجيش اللبناني الإشراف على المطار. فيما طالبت الإدارة الأميركية الجانب الإسرائيلي بتأمين طريق المطار وعدم تعريضها للقصف.