النووي على الأبواب "جو قديح"
النووي على الأبواب "جو قديح"

مشاهير ومتفرقات - Saturday, October 5, 2024 10:54:00 AM

جو قديح

دخلت الإنسانية العصر النووي بعد التجربة في نيو مكسيكو سنة ١٩٤٥. هذه السنة شهدت أيضاً أكبر جريمتين شهدها التاريخ عندما ألقت طائرات الجيش الأميركي قنابل نووية على ناكازاكي وهيروشيما.

الكثير من المؤشرات لها دلالات اليوم أننا على مشارف حرب نووية، قد تمحي البشرية عن رمة أبيها، قد تنجو بعدها بعض الحشرات والقوارض.
فبعد الحرب الباردة وتفعيل الاتحاد السوفياتي لليد الميتة، وتحريك السفن والغواصات التي تحمل رؤوساً نووية في البحار والمحيطات، الكثير من العلماء يخشون مواجهة نووية بين محورين، بين محور الشر ومحور الخير، قد ينتج عنها زوال الحضارات كافة.

لا نزال نجهل أي من هذين المحورين هو الشرير ومن هو الخيِّر.

ارتعب الغرب منذ سنتين عندما احتدم القتال أمام مفاعل زاباروجيا بين القوات الروسية والأوكرانية، بين جيش الرئيس بوتين وجيش أوكرانيا المدعوم من بلاد الغرب ذو الفائض المالي الكبير.

الخشية نفسها عادت اليوم بعد التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط، لاسيما في غزة ولبنان، والقصف الإيراني العشوائي للكيان الاسرائيلي.
روسيا، المتفرجة الكبرى، لديها قاعدة كبيرة في طرطوس وسفنها في بحر قازوين تنتظر إشارة لغزو المياه الدافئة.

غواصات وبوارج الحلف الأطلسي المزودة برؤوس نووية تسرح وتمرح في شرقي البحر المتوسط.

البلاد "الصفراء" النووية، لديها محسوبيات أخرى، بوقت العملاق الهندي لا يخشى سوى الرؤوس الباكستانية، التي قد ترمي حممها أبعد من أرشاد نديم، كي تدمر التاج مهال الذي لا يزال يطفأ كل ليلة، كي لا تراه أعين الأقمار الاصطناعية الباكستامية.

في أماكن أقرب على البلدان العربية بشكل عام وعلى لبنان بشكل خاص، مفاعل ديمونا الإسرائيلية تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، بالوقت الذي تسارع هذه الأخيرة على تخصيب الأورانيوم في مفاعل بوشهر، كي تطير أو تزحف بحممها نحو القدس.

نفتقد اليوم لحنكة السياسية والاتفاقات السلمية الذكية، على غرار الاتفاق بين الرؤساء ترامب وكيم يونغ أون أون، بين غورباتشيڤ وريغن، هذا الاتفاق الذي أنهى الحرب الباردة.

أما في لبنان، نبقى قابعين على مخاوفنا، نتخيل سيناريوهات تشبه الأفلام الأميركية التي تبشر بأرمجدون، حيث البطل الأميركي سينجو من الكارثة الكبرى ويعيد الأمل للإنسانية، كولادة آدم وحوى الثانية في مسرحية بولغاكوڤ.

نحن في لبنان، ستنتظر حفنة الناجين يوتيوبر أو تكتوكر لبناني ينكت على الكارثة الكبرى وعلى نهاية العالم.

في لبنان، سنبقى أتعس المتفرجين، ننتظر يوم القيامة، ونفتقد حكم عظيمة تطمئن الأهل على سلامة أولادهم، الجينية والطائفية، كالتي أطلقها رئيس الوزارة الراحل عمر كرامة: الشعب اللبناني صارعنده مناعة.



| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني