الانباء الكويتية
خلفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في البقاع الشمالي، لاسيما على «مدينة الشمس» بعلبك وجوارها، في أعنف قصف منذ بدء «حرب الإسناد والمشاغلة» وتبادل إطلاق النار على جانبي الحدود قبل نحو عام، خلفت عشرات الشهداء وكما هائلا من الدمار في الأملاك العامة والخاصة.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت أمس الاول للمرة الاولى، تلة على جانب طريق عيناتا - الأرز التي تصل ما بين البقاع ومحافظة الشمال في محاولة لقطع أوصال المناطق والقرى.
للإضاءة أكثر على ما خلفته الغارات الإسرائيلية الوحشية على المناطق ضمن النطاق الإداري لمدينة بعلبك من شهداء ودمار ونزوح، تواصلت «الأنباء» مع رئيس اتحاد بلديات بعلبك والجوار (عضو بلدية دورس) شفيق شحادة، الذي أكد أن الحالة سيئة للغاية في البقاع الشمالي ككل وليس فقط في بعلبك والجوار.
وتابع شحادة: «تختصر بالقلق والخوف والنزوح الجماعي نتيجة شعور كل مواطن انه مستهدف من قبل العدو الإسرائيلي، لاسيما ان الغارات الجوية طالت دون أي مبرر أو تفسير، منازل مدنيين عزل لا شأن لهم لا بالحرب ولا بالسياسة، ولا ينتمون لأي ركب سياسي أو حزبي».
وبالأرقام، أكد شحادة «أن ما يقارب نسبة 40% من المواطنين المقيمين ضمن نطاق الاتحاد المذكور، نزحوا باتجاه بلدات دير الأحمر ورأس بعلبك والقاع، حيث مراكز الإيواء في المدارس الرسمية، إضافة إلى بلدات أخرى ضمن قضاء زحلة، والى عدد من البلدات البقاعية النائية. في حين بقي ما يقارب 60% في منازلهم صامدين وسط قلق كبير من استهداف العدو الإسرائيلي لهم. ولابد من الإشارة إلى نزوح نسبة معينة من السوريين إما باتجاه بلدات أكثر أمانا، وإما باتجاه الداخل السوري، فيما بقيت المخيمات على وضعيتها دون إخلاء وهروب».
واستطرد: «اتحاد بلديات بعلبك والجوار، لا يملك الإمكانيات اللوجستية للمساهمة في رفع الأنقاض وفتح الطرقات ونقل الجرحى والمصابين. وحتى المبادرات الشخصية شبه معدومة، بسب نزوح أصحاب المعدات والآليات الثقيلة كالجرافات والرافعات. وما زاد في طين هذا البلاء بلة، تجميد رواتب الموظفين والعمال منذ 9 أشهر بسبب السياسات المالية المجحفة بحق الاتحاد، ما أدى إلى الغياب المبرر للعمال الذين باتوا غير قادرين على شراء رغيف الخبز لعوائلهم، فما بالك وهم بحاجة إلى تعبئة سياراتهم بالوقود للحضور إلى دوائر العمل؟».
وعن أوضاع القطاع الطبي ضمن النطاق الاتحادي لبعلبك والجوار، أكد شحادة على استمرار المستشفيات الخاصة في استقبال الجرحى وجثامين الشهداء، وسط اجراءات إدارية قضت بتأجيل معالجة الحالات المرضية غير المستعجلة، إفساحا في المجال أمام الحالات الطارئة، وأهمها الجرحى والمصابون الذين ما عادت الأسرة وغرف الطوارئ في المستشفيات داخل الاتحاد وخارجه ضمن نطاق بعلبك الهرمل تستوعب أعدادهم، علما ان وزارة الصحة تقوم بواجباتها وبما تسمح به إمكانياتها في تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى».
وختم شحادة واصفا الوضع بـ «المأساوي لجهة صمود البقاعيين دون الحد الأدنى من مقومات العيش والاستمرار». ورأى انه «حتى الحكومة اللبنانية غير قادرة على دعم صمودهم (البقاعيون) أقله عبر إعادة اصلاح شبكات الكهرباء ومياه الشفة المعطلة نتيجة إصابتها بصواريخ العدو، وعبر الإفراج عن أموال البلديات ورواتب الموظفين، بما يمكنها من الوقوف إلى جانب الأهالي في مواجهة وحشية الغارات والضربات الإسرائيلية».