بعد ساعات من الانتظار، وفي وقت لا تزال فيه عمليات البحث عن أحياء تحت أنقاض المبنى المستهدف قرب مجمع “القائم” في الضاحية الجنوبية مستمرة، أعلن “الحزب”، بعيد منتصف الليل استشهاد قائده إبراهيم عقيل، ونعى الحزب أيضاً القيادي أحمد وهبي وعناصر آخرين.
ووفق ما أعلن الحزب عبر تلغرام، فإلى جانب عقيل ووهبي، وهما من القيادة، قد استشهد يوم الجمعة 14 عنصراً.
وقال الحزب في البيان: “إلتحق اليوم القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) بموكب إخوانه من القادة الشهداء الكبار بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات والانتصارات، وهو كان دائمًا لائقًا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع”.
وأضاف: “كانت القدس دائمًا في قلبه وعقله وفكره ليل نهار، كانت القدس عشق روحه وكانت الصلاة في مسجدها حلمه الأكبر”.
وكانت الغارة وفق ما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، قد استهدفت عقيل وقادة آخرين من قوة الرضوان خلال اجتماع في الضاحية الجنوبية.
ونفذت الغارة طائرة إف 35 إسرائيلية بـ4 صواريخ ، مستهدفة اجتماع سري في الأنفاق، حيث كان الجيش الإسرائيلي قد حصل على معلومات بشأن اجتماع سري نادر لقيادة الرضوان، انعقد في نفق تحت الأرض.
من هو إبراهيم عقيل؟
وإبراهيم عقيل هو أحد القيادات العسكرية البارزة في الحزب، ولعب دوراً محورياً في تطوير قدراته العسكرية، خصوصاً في مجال العمليات الميدانية والاستخباراتية.
وخدم عقيل في مجلس الجهاد، الذي هو أعلى هيئة عسكرية في «حزب الله»، وحسب وسائل إعلام محلية، فقد عُيّن بديلاً من فؤاد شكر، وهو مرافق نعيم قاسم.
وخلال الثمانينات، كان عقيل عضواً رئيسياً في تنظيم “الجهاد الإسلامي” الذي تبنى تفجيرات السفارة الأميركية في بيروت في نيسان 1983، والهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في تشرين الأول من العام نفسه.
ووفق الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، فقد أمر عقيل في الثمانينات بأخذ رهائن أميركيين وألمان في لبنان واحتجزهم. وخصص برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يأتي بمعلومات عنه.
وفي 21 تموز 2015، صنفت وزارة الخزانة الأميركية عقيل إرهابياً بموجب الأمر التنفيذي 13582 لقيامه بالعمل لصالح “حزب الله” أو نيابة عنه.
في حين صنفته الخارجية الأميركية في 10 تشرين الثاني 2019، على أنه إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة.
وبعد بيان الحزب، تداول ناشطو الحزب بعض الصور القديمة لعقيل بصحبة قيادات من الحرس الثوري الإيراني الذين تم اغتيالهم، وأبرزهم القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي.
إسرائيل: هكذا تمّ إعداد خطّة الاغتيال
في السياق، أفادت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم السبت، بأن “خطة الاغتيال تم إعدادها بشكل فوري وفي وقت قصير وصدق عليها رئيس هيئة الأركان هارتسي هاليفي”.
وأكدت الإذاعة، أن “خطة الاغتيال تم تحديد موعدها ووضعت حيز التنفيذ في وقت قصير”.
وأشارت الإذاعة، إلى أن “مصدر استخباري موثوق نقل معلومة بشأن اجتماع قادة الرضوان”.
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن القادة الأمنيين يناقشون إمكانية اتخاذ خطوات إضافية بالشمال، في ضوء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وأفادت صحيفة “معاريف” بأن “الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار لدى سلاح الجو وقيادة الجبهة الداخلية والهيئة الطبية إلى الحد الأقصى”.
وبدورها ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم إسرائيل في اتصال مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدفع المنطقة إلى الحرب.
في حين علّق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على الغارة قائلاً: إنّ “أعداء” بلاده لن يجدوا ملجأ حتى في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكتب غالانت على منصة إكس “لا ملاذ لأعدائنا، ولا حتى في الضاحية ببيروت”.
أميركا تعلّق على اغتيال عقيل: لن نذرف دمعة
علّق مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك على عملية الاغتيال التي استهدفت القيادي في الحزب إبراهيم عقيل.
وقال ماكغورك خلال مخاطبته مؤتمر المجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن أن “إدارة الرئيس جو بايدن لن تذرف دمعة واحدة على مقتل عقيل”، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قد لا توافق على هذه الخطوة “نظرا للمخاطر المترتبة عليها من حيث التصعيد الإقليمي”.
وأضاف، “كان عقيل، الذي قتل اليوم، مسؤولا عن تفجير السفارة في بيروت قبل 40 عاما. لذلك لن يذرف أحد دمعة عليه”.
وشدد على أن الولايات المتحدة: “لا تعتقد أن الحرب في لبنان هي السبيل لتحقيق الهدف المتمثل في إعادة الناس إلى ديارهم. نقف إلى جانب إسرائيل بشكل كامل في دفاعها عن شعبها وأراضيها ضد حزب الله. نريد تسوية دبلوماسية في الشمال. هذا هو الهدف، وهذا ما نعمل من أجله”، حسبما نقل موقع “تايمز أوف إسرائيل”.