عن سابق تصور وتصميم نجح أمس العدو الاسرائيلي بتوجيه أقسى ضرباته إلى جسم المقاومة الإسلامية من خلال تفجير الأجهزة التي يستخدمها الحزب للتواصل مع القيادات، وخلال دقيقة واحدة، سالت الدماء وغطط شوارع الضاحية وعدد كبير من المناطق اللبنانية إذ أصيب أكثر من ثلاثة آلاف مقاوم ومدني.
في هذا السياق، قال منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة: "العمل الاجرامي الذي قامت به اسرائيل لا يعتبر في اطار حرب اسرائيل وحزب الله انما جريمة خبيثة ويجب الرد عليها وبأسرع وقت".
وقال "اصبح من شبه المؤكد ان دُفعة أجهزة "البيجر" التي استخدمتها المقاومة تم تفخيخها قبل قدومها الى لبنان لان نظرية "البطرية انفجرت" لا يمكن ان تؤدي الى هذه الاضرار التي شهدناها أمس".
ولفت شحادة في حديث لموقع vdlnews إلى ان "هناك عملية خرق امني بطريقة احترافية لا يمكن اكتشافها طالت هذه الاجهزة وتم تفجيرها من خلال رسائل أرسلت على الاجهزة وهنا تمت العملية".
وأكد ان "ما حدث هو خرق أمني وليس بسهل لان الجريمة طالت مدنيين، واسرائيل استهدفت هذه الاجهزة بغض النظر عن النتائج المترتبة، وهي دوما تقوم بخرق القوانين الدولية وكل الشرائع ولا يهمها اي قانون او رادع او حساب".
ورأى أن "المقاومة تدرس وتجري التحقيقات اللازمة لترى كيف تمت العملية، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله سيضع غدا في كلمته النقاط على الحروف".
وإعتقد شحادة أن "اسرائيل لم تترك مجال للمقاومة الا ان ترد برد مناسب من دون أخذ بعين الاعتبار اذا ما كان هذا الرد سوف يؤدي الى حرب شاملة".
وأضاف: "كانت المقاومة من قبل تدرس كل ضربة ولا تعطي اسرائيل ذريعة لفتح جبهة او حرب شاملة ولكن اليوم ما حدث لم تترك اسرائيل من خلاله اي فرصة للمقاومة الا ان ترد من دون اخذ اي شيء بعين الاعتبار".
وتابع: "اميركا شريكة في هذه الجريمة لانها تزود اسرائيل بكل ما تحتاجه من وسائل واسلحة لارتكاب هذه الجرائم ".
كما وأشار إلى أن " المقاومة تعتمد على هذه الاجهزة للتواصل مع القيادات ولها أساليب اخرى تستطيع ان تستخدمها بسرعة لكي تستمر القيادة بالسيطرة في المنظومة العسكرية للمقاومة ما يعني ان هذه الضربة لن تؤثر على المقاومة، وكل الاشاعات التي تقول ان اسرائيل قضت على القيادة غير صحيحة".
وأردف شحادة "موضوع الجامعة الاميركية وسحب أجهزة "البيجر" منها قبل أسبوع خبرغير دقيق و كاذب".
وختم: "لا مجال مع اسرائيل إلا إستخدام القوة فالقرارت الدولية والقضاء دولي كلها أساليب لا تنفع، فالقوة هي الرادع الوحيد لاسرائيل".