أوصت ندوة علمية نظّمها مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في لبنان في مدينة طرابلس، بـ"ضرورة تكثيف التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث اللغوي في الوطن العربي والعالم، من خلال تبادل الخبرات والبيانات، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة تهدف إلى استكشاف أبعاد جديدة في دراسة اللغة العربية وتاريخها، وتعزيز التواصل الثقافي بين الحضارات المختلفة من خلال إثراء حركة الترجمة والدراسات المقارنة".
وشددت على "أهمية إنشاء برامج تدريبية متخصصة لتأهيل كوادر بشرية مؤهلة للعمل في مجال المعاجم التاريخية، وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحليل النصوص اللغوية القديمة وتوثيقها".
جاءت هذه التوصيات في ختام ندوة بعنوان "المعجم التاريخي للغة العربية: جسر بين الماضي والمستقبل"، نظمها مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في لبنان والأكاديمية الدولية في طرابلس وجمعية "مبدعون"، وجمعت باحثين وأكاديميين متخصصين في مختلف مجالات اللغة العربية وآدابها، واستهدفت تسليط الضوء على أهمية "المعجم التاريخي للغة العربية" كمشروع عربي رائد في مجال توثيق التراث اللغوي العربي، ويمثل مرجعا شاملا لتطور اللغة العربية عبر العصور، ويسهم في تأسيس فهم أعمق للتغيرات التي طرأت على مفرداتها ومعانيها.
افتتحت فعاليات الندوة بكلمات للمنظمين أكدت أهمية "المعجم التاريخي للغة العربية" بوصفه مشروعا رائدا في توثيق التراث اللغوي العربي. تلتها سلسلة من المحاضرات الأكاديمية التي ألقاها نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجال اللغويات والمعاجم، وتناولت دور المعاجم التاريخية في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي للأمم، وكيف يسهم "المعجم التاريخي للغة العربية" في معرفة دورة حياة اللغة العربية وتغيراتها عبر العصور، وصلات القربى بينها وبين اللغات الأخرى.
كما ناقشت الجلسات التحديات التقنية والعلمية التي تواجه إعداد مثل هذه المعاجم، والتي تتطلب جهودا وتعاونا وثيقا بين مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية، وتطويرا في أساليب البحث والتحليل اللغوي.
وتأتي ندوة "المعجم التاريخي للغة العربية: جسر بين الماضي والمستقبل" في إطار حرص مجمع اللغة العربية بالشارقة على تعزيز التواصل مع مجتمع الباحثين في العالم العربي، وتشجيعهم على المشاركة في تطوير أدوات البحث اللغوي، بهدف توحيد الجهود في سبيل حفظ التراث اللغوي العربي ونقله للأجيال القادمة، وتوفيره أمام الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية العربية والعالمية.