العربية
بعدما هزت انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله عدة مناطق في لبنان مخلفة نحو 3000 مصاب و9 قتلى، تكشفت تفاصيل جديدة عن الأجهزة المعروفة باسم "بيجر".
فقد كشف مسؤولون أميركيون، أن أجهزة "البيجر" المتفجرة هذه طلبها حزب الله من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان.
كما أوضحوا أن المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة تزن حوالي أونصة إلى اثنتين، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وبينوا تفاصيل ما حدث بالقول إن الهجوم بدأ الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة في البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات حزب الله، ثم بدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة.
تفجير عن بعد
كذلك قالوا إنه تم إخفاء المواد المتفجرة التي لم يتجاوز وزنها أونصة واحدة إلى اثنتين بجوار البطارية في كل جهاز، مع مفاتيح يمكن تفعيلها من أجل التفجير عن بعد.
إلى ذلك لفتوا إلى أن اسرائيل أخفت المواد المتفجرة داخل دفعة جديدة من "البيجر" المصنوعة في تايوان تم استيرادها إلى لبنان.
كما كشفوا أن عدد الأجهزة التي اشتراها حزب الله من شركة "غولد أبولو" التايوانية بلغ ثلاثة آلاف بهدف توزيعها على أنصاره.الشركة التايوانية ترد
بالمقابل، نفت شركة غولد أبولو التايوانية تورطها في تلك القضية، موضحة أن أجهزة اتصالات حزب الله المنفجرة ليست من صناعتها".
لكنها أقرت في الوقت عينه أن الأجهزة تحمل علامتها التجارية إنما صنعت بأوروبا.
أتت تلك التطورات فيما لا يزال حزب الله يجري تحقيقات أمنية داخلية بشأن الشحنة.شحنة جديدة
وكان أشخاص مطلعون أفادوا بأن أجهزة النداء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة وليس الأشهر أو السنوات الماضية. وأوضح مسؤول في حزب الله أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين البطاريات وانفجارها.
كما أضاف أن بعض الأشخاص شعروا بسخونة أجهزة "البيجر" الخاصة بهم وتخلصوا منها قبل انفجارها.يذكر أن مصادر لبنانية مطلعة كانت أكدت قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من قيادييه مؤخرا.
فيما يعد هذا الاختراق التطور الأبرز ضمن مجمل خطوات التصعيد التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر قبل عام تقريباً.