في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى المفاوضات القائمة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتأثيرها تلقائيا على جنوب لبنان وهناك جمودا ملحوظاً للحركة السياسية وسائر الملفات التي تحظى بالأولوية، وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية الذي وضع على الرف حتى أن المعنيين المباشرين بهذا الملف لم يقدموا أي شيء جديد حتى الاجتماعات واللقاءات توقفت. فأين هي اللجنة الخماسية؟ وهل هناك انفراج في هذا الملف؟
وفي حديث لـ Vdlnews كشف الصحافي والمحلل السياسي يوسف دياب أن "الملف الرئاسي مُعلق اليوم على حبال الحرب في جنوب لبنان ونتائجها، فلا أعتقد أن هذا الملف قابل للطرح اليوم في ظل تركيز حزب الله على الحرب في الجنوب وينتظر الانتهاء منها حتى يتحدث عن الملفات السياسية في الداخل بما فيها الملف الرئاسي".
وأضاف: "الحديث عن انتخابات رئاسية تضيع للوقت فحتى اليوم الكتل السياسية والنيابية التي كانت تدفع لانتخاب رئيس لم تعد تتحدث عن هذا الموضوع وتراجع الاهتمام إلى أبعد حدود وأصبح السؤال اليوم: هل هناك حرب أم لا؟
وتابع: "في ظل الأحداث الجارية، إن الدولة في حالة إرباك كبير وتبحث عن سُبل لتسيير أعمال الناس والتخفيف من انعكاسات هذه الحرب والأزمة الإنسانية والصحية التي تترتب عليها".
مردفًا: "الملف الرئاسي متأخر ولا اعتقد أنه مطروح في العام 2024 لأن الأحداث الأمنية والعسكرية تتصدر المشهد".
لا انفراج في الازمة الرئاسية إلا إذا...!
كما أشار دياب إلى أن "اللجنة الخماسية متأثرة بالأوضاع والدول المعنية بالانتخابات الرئاسية مثل أميركا، وفرنسا، والسعودية، وقطر ومصر مشغولة بموضوع تجنيب لبنان الدخول في الحرب وويلاتها".
ورأى انه: "لم يعد الامر مطروحا عند هذه الدول خاصة بعد المحاولة الأخيرة التي قاموا بها قبل شهرين ومحاولة تعويم أسم ثالث فسقطت المبادرة".
واستطرد: "تعتبر اللجنة الخماسية أن ملف رئاسة الجمهورية عالق بفعل الازمة الداخلية والازمة الإقليمية الكبيرة وبتقديري إنه سيرسم مسار مختلف بعد الحرب".
وأكمل: ملف رئاسة الجمهورية مؤجل إلى عام 2025 إلا إذا حصلت تقاطعات إقليمية ودولية سمحت بإفراج عن الملف الرئاسي وهذه التقاطعات يجب ان تكون إيران لاعباً أساسياً فيها وطالما أن إيران ليست موجودة على الطاولة الخماسية فلا انفراج في الازمة الرئاسية على الإطلاق".