العربية
من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم، الذين يعيشون بعد سن الـ100 إلى 3.5 مليون بحلول عام 2050، وفقًا لمراجعة منهجية حديثة من خلال 34 دراسة مراقبة نُشرت منذ عام 2000، بعنوان "مراجعة منهجية لاستخدام النظام الغذائي والأدوية بين المعمرين ومن هم على وشك بلوغ المائة عام في جميع أنحاء العالم".
وبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Times of India، نقلًا عن الدورية العلمية GeroScience، كشفت نتائج دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي صحي والتحكم في وزن الجسم من بين أهم استراتيجيات الرعاية الصحية لتعزيز الشيخوخة الصحية، والتي تلعب دورًا محوريًا في عيش عمر أطول بصحة أفضل.أنماط الحياة الريفية
أضافت نتائج الدراسة أن أنماط الحياة الريفية وجودة النوم تأتي كعوامل محتملة تساهم في الشيخوخة الصحية. وفيما تقوم العوامل الوراثية بدور حاسم في طول العمر، فإن العوامل غير الوراثية أو البيئية تعد مسؤولة عن أكثر من 60% من الشيخوخة الناجحة. كما يمكن لعوامل نمط الحياة والبيئة أن تتفاعل مع العوامل الوراثية والجينية والظاهرية للتأثير على طول العمر بصحة جيدة.
4 عادات رئيسية
بحثت الدراسة ممارسات نمط الحياة والصحة المتعلقة بالشيخوخة الصحية بين المعمرين ومن هم على وشك بلوغ المائة عام في جميع أنحاء العالم. وتم أدراج أربع عادات رئيسية تساعد على إطالة العمر، كما يلي:
1. النظام الغذائي والتغذية
يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في جودة الحياة وطول العمر. وتؤكد الدراسة نفس الشيء. وأكدت المراجعة على أهمية الحفاظ على نظام غذائي متنوع مع تناول الملح بشكل متحكم فيه كعامل غذائي أساسي في تعزيز طول العمر الصحي. يساعد النظام الغذائي الصحي، مثل النظام الغذائي المتوسطي، إلى جانب تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما يشمل الحليب والحبوب، الأشخاص على العيش لفترة أطول، كما هو الحال مع المعمرين.
وتقترح الدراسة أيضًا تجنب التدخين والتبغ، لأنهما يضران بالجسم بعدة طرق. يزيد التدخين من خطر الوفاة المبكرة، ولكن الإقلاع عنه يمكن أن يقلل من هذا الخطر، لأن التدخين ضار بالصحة العقلية والجسدية.2. الرضا عن النوم
يلعب النوم دورًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالعيش لفترة أطول وأفضل. في دراسة أجريت على ثلاث مجموعات أوروبية، كان من المتوقع أن يعيش الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات النوم مقارنة بأولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم الشديدة ست سنوات إضافية بصحة جيدة وثلاث سنوات أخرى بدون أمراض مزمنة بين سن 50 و75 عامًا. كما تبين أن الرضا عن النوم يعمل على تعديل الارتباط بين الإجهاد المهني ومتلازمة التمثيل الغذائي أو مؤشر كتلة الجسم في حين ارتبطت فترات النوم الطويلة والقصيرة بزيادة خطر الوفاة.
من المهم إعطاء الأولوية للنوم والحصول على 8-9 ساعات على الأقل من الراحة الجيدة للعيش 100 وما بعده.
3. تناول الأدوية
توقعت الدراسة أن العديد من المعمرين أو الذين يقتربون من المائة سيحتاجون إلى أدوية متعددة للحالات المزمنة. ولكن كشفت النتائج عن انتشار منخفض نسبيًا لتعدد الأدوية بين هذه المجموعة مقارنة بمن هم في سن 75 عامًا أو أكبر أو المقيمين في دور رعاية المسنين. في المتوسط، كان المعمرون يتناولون 4.6 دواء، وهو ما يتفق مع نتائج دراسة أشارت إلى أن المعمرين يتناولون 4.9 دواء مقابل 6.7 لمن هم في سن 80 عامًا أو أكثر. مما يفيد بأن الاستخدام المنخفض للأدوية أو الالتزام بالأدوية بوصفات طبية فقط ربما يؤدي إلى انتشار أقل للأمراض بين المعمرين.
4. ظروف المعيشة
خلصت المراجعة العلمية إلى أن العيش بأسلوب حياة ريفي يمكن أن يساعد على العيش لفترة أطول مقارنة بالمناطق الحضرية. عاش أكثر من 75٪ من المعمرين، ممن رصدتهم الدراسة، في المناطق الريفية، مما يشير إلى أن أنماط الحياة الريفية يمكن أن تساهم بشكل كبير في إطالة الصحة الجيدة وطول العمر. وتشير الدراسة إلى أن تعزيز المساحات الخضراء وغطاء الأشجار والحدائق العامة لتشجيع أنماط الحياة الريفية قد يعزز متوسط العمر المتوقع ويؤخر الشيخوخة الجينية.
وتقول الأبحاث أن الأشخاص الذين يضعون الآخرين قبل أنفسهم يتمتعون بإحساس أعلى بالهدف والقيمة الذاتية. من الناحية العلمية، يمكن أن تؤدي أعمال الخير واللطف أو الكرم إلى زيادة مستويات الإندورفين، الذي يمكن أن يقلل من التوتر ويعزز الرفاهية.
كما أن التواصل الاجتماعي مع الآخرين يمكن أن يساعد بشكل كبير. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون حياة اجتماعية ويتباهون بالعديد من العلاقات الاجتماعية لديهم ذاكرة ومهارات معرفية أفضل من أولئك الذين يظلون منعزلين. يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين هم أفضل في مكافحة التوتر مناعة أفضل من أولئك الذين يكافحون التوتر المزمن.