نتنياهو والرد الإيراني المرتقب... وتمدد رقعة الحرب
نتنياهو والرد الإيراني المرتقب... وتمدد رقعة الحرب

خاص - Wednesday, August 7, 2024 4:38:00 PM

لا تزال الانظار شاخصةً نحو الردّ المرتقب لايران ومحور المقاومة على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية. شكل الردّ وتفاصيله غير واضحة حتى الساعة، الاّ أن محور المقاومة اجمع على أنه حتميّ. في موازاة تحضير ايران للردّ، تتهيأ اسرائيل أيضًا، وتضع السيناريوهات المحتملة له وكيف يمكن مواجهته، كما أنها تلوّح بضربة استباقية بهدف افشال عملية الردّ.

بات جليا أن سلوك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وخطابه يؤكدان أنه ماضٍ في الحرب من دون هوادة. فلا يزال مصرّ على عدم وقف الحرب قبل تحقيق الأهداف. كما أن خلافه مع الفريق الاسرائيلي المفاوض في الدوحة، واتهامه بعرقلة المفاوضات، وسعيه للحصول على ضمانات أميركية بإمكانية استئناف الحرب على قطاع غزة، خير دليل على ذلك.

فشلت مساع الولايات المتحدة في التهدئة من روعة نتنياهو، وتمكن الاخير من تسجيل أهداف جديدة في مرمى محور المقاومة، مستفيداً من الزخم الذي عاد به من واشنطن.
ورغم كل التباينات بين الاسرائيلي والاميركي بشأن الحرب في غزة، سارعت الولايات المتحدة الى تأمين الدعم العسكري اللازم لاسرائيل تحسبًا لأي رد محتمل.

الظروف وهامش الوقت

صبّ التخبّط الحاصل في أميركا في صالح نتنياهو. فتنحي بايدن عن الترشح الى الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة، ومحاولة اغتيال ترامب وكل ما يشهده الداخل الاميركي من عدم استقرار، عوامل، عمل وسيعمل رئيس الوزراء الاسرائيلي على استغلالها قدر المستطاع، وذلك في صورة عاجلة، قبل أن يحين موعد تغيير الادارة الاميركية. ما تواجهه الولايات المتحدة داخليا، ما هو الا عيّنة صغيرة عما تشهده الساحة الاسرائيلية الداخلية. فخطاب المعارضة العالي النبرة تجاه سياسة نتنياهو، والضغط الشعبي الهائل والمتزايد بوجهه لابرام اتفاق الهدنة واعادة الرهائن، اضافة الى المشاكسات بين بعض الوزارء وبينه، والمطالبات المتكررة باجراء تحقيق بشأن عملية "طوفان الاقصى"، كلها امور ضاغطة ستدفع به الى الهروب الى الامام اكثر فأكثر، بحثًا عن تحقيق اهداف وتحصيل مكاسب لتقديمها الى الرأي العام الاسرائيلي والعالمي، سعيًا لانقاذ مستقبله السياسي.


تعيين السنوار ومصير المفاوضات

شكّل تعيين يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس خلفًا لاسماعيل هنية مفاجأة من شأنها أن تزيد المشهد ضبابية. فالسنوار الذي تعتبره اسرائيل مسؤولاً عن عملية "طوفان الأقصى" وما سببته، والتي تضعه على لائحة الاغتيالات، من المفترض أن يتولى مهمة استكمال مفاوضات اتفاق الهدنة في غزة واعادة الرهائن الاسرائيليين سواء بطريقة أو بأخرى. وهنا تطرح تساؤلات عديدة: ما هدف حماس من تعيينه وما هي الرسائل التي ارادت ايصالها؟ كيف سيتصرف نتنياهو؟ ما مصير المفاوضات؟

الضفة الغربية: وجهة نتنياهو المقبلة؟

تشهد الضفة الغربية عمليات متواصلة للجيش الاسرائيلي، من اطلاق نار وقصف، بالاضافة الى حملة اعتقالات واسعة بلغت حصيلتها نحو 9970 منذ 7 تشرين الأول، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي) حتى الثلاثاء.
تتردد المزاعم الاسرائيلية منذ فترة، بأن ايران تغرق الضفة بالاسلحة. الى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية الاثنين، بأن الضفة الغربية قد تتحول مجددا إلى ساحة رئيسية في الحرب. ليس مستبعداً أن تصبح هذه المعطيات والمزاعم واقع حقيقي، فجعل مصير الضفة كمصير غزة، سيؤدي الى دفن حلم الدولة الفلسطينية وتصفية القضية نهائيًا، وبالتالي تحقيق المآرب الاسرائيلية التاريخية، وهذا ما المح اليه السيد نصر الله في خطابه الاخير، حيث لفت الى أن "مشروع إسرائيل في الضفة الغربية هو توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن تمهيدا لضم الضفة".

يشكل الرد الايراني على اسرائيل نقطة الفصل التي ستحدد معالم المرحلة المقبلة في المنطقة. السيناريوهات متعددة وأحداً لا يمكنه تحديد ما يمكن أن يحصل. التروي الايراني في الردّ عقّد الامور أكثر. صحيح أن ايران انتقلت الى مرحلة جديدة بعد عملية "الوعد الصادق"، لكن الظروف القائمة تحتّم عليها درس الخيارات جيداً، في ظل جنون نتنياهو وتعطشه للحرب من جهة، واقتراب مجيء ادارة اميركية جديدة من جهة أخرى. فهل يأتي الرد الايراني "منمقًا"، فيتيح الفرصة لنتنياهو لاستكمال حربه وتوسيعها من دون الانزلاق نحو الحرب الاقليمية؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني