الباحث والناقد الموسيقي شارلي سميا 

في مناسبة تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، كل فنان ، كل شاعر وكل موسيقي بفعل الإيمان يُخرج من نفسه أفضل ما لديه مُستغلاً مواهبه، ثقافته وطاقاته. الفنانة ليال نعمة المشهود لها في التراتيل بشكل خاص، تُقدّم أفضل نموذج موسيقي لهذه المناسبة جامعةً بين الغناء الكلاسيكي والتراث اللاتيني والسرياني الماروني. تبدأ الترتيلة باستقدام الموسيقى السريانية المارونية هارمونياً داخل القالب الأوبرالي الكلاسيكي، فها هي تُنشد اللحن الماروني بإيقاع النوطة الذي يفرضه ضمن السياق اللحني والغنائي، إن صح القول ترتيل ماروني- أوبرالي.
الغناء موصوف بالصعوبة من حيث النفس الطويل، تمديد بعض النوطات عند القفلات مع وقفات، ثم إكمال بنفس النفس والوتيرة.
ثم يتغيّر الجوّ من الماروني إلى اللاتيني وها نحن ننطلق من مدرسة إلى مدرسة ومن جوّ إلى جوّ. الليتورجيا اللاتينية تتميّز بالبوليفوني والتي مهّدت إلى نشوء فن الأوبرا والغناء الكلاسيكي.
ليال نعمة تختم باللاتيني الذي يتطلّب مسافات صوتية كبيرة، عبر استخدام هارمونيات عدّة ل "هللويا" بطبقات موسيقية مختلفة وبوتيرة تصاعدية، وقفلة أوبرالية طويلة المدى معتمدة على الإحساس المُرهف وقدرة السوبرانو الخاص بها.
ولعلّ هذا العمل الذي يجمع بين اللاتيني والماروني، هو، برأينا، انعكاس لحياة الدويهي ودراسته ما بين الغرب والشرق أي ما بين اللاتيني والسرياني. فهو درس في الغرب وأخرج الليتورجيا والفن الماروني من لدن الشرق.

تحية للدويهي تجمع الكلاسيك مع التراث اللاتيني والسرياني الماروني pic.twitter.com/zMwIPCQIKA

— صوت كل لبنان vdlnews 93.3 (@sawtkellebnen) August 1, 2024