الديار
العدو الاسرائيلي ارتكب جريمتي اغتيال استشهد نتيجتها اسماعيل هنية قائد حماس وفؤاد شكر، وهو من اعلى المسؤولين العسكريين في حزب الله.
المرشد خامنئي يتوعد بالرد على اغتيال هنية على الاراضي الايرانية، وحزب الله طبعا لن يسكت عن قصف الضاحية واغتيال المجاهد ابو محسن.
كل الاحتمالات واردة، فمن حرب اقليمية بين ايران و «اسرائيل» الى حرب ايضا صاروخية، وربما اكثر من ذلك بين مقاومة حزب الله والكيان الصهيوني. وقد تبدأ الحرب الاقليمية بعد جنازة اسماعيل هنية في طهران، ثم دفنه في امارة قطر، الى جنازة القائد العسكري الكبير في حزب الله، ومنهم على ما يقول انه الرجل الثاني في التراتبية العسكرية في مقاومة حزب الله.
وبعد ذلك على الارجح ستبدأ حرب بكل معنى الكلمة. فيما اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ان الجيش الصهيوني مستعد لكل الاحتمالات، سواء كانت هجوما ام دفاعا. وانه اذا اقتضى الامر، فان الجيش الاسرائيلي سيهاجم، وهو يقصد الجبهة الشمالية باتجاه الحدود الجنويبة في لبنان، بالاضافة الى الجمهورية الايرانية التي انتقمت من «اسرائيل» يوم قصفت القنصلية الايرانية في دمشق واغتالت قائدا كبيرا من الحرس الثوري مع ضابطين كانا موجودين معه في القنصلية، فقد ردت بقصف صاروخي كبير مع مسيرات باتجاه فلسطين المحتلة. لكن الجيش الاميركي والبريطاني والفرنسي وقسما من البحرية الاورويبة، كذلك دول عربية قامت بالتصدي للصواريخ الايرانية واسقاط القسم الاكبر منها قبل وصوله الى ارض فلسطين المحتلة فيما اصابت صواريخ اخرى اهدافها، واهمها القاعدة الجوية المهمة جدا في صحراء النقب حيث توجد الطائرات الاحدث في العالم، ونقصد بها طائرات اف 35. كما سقطت صواريخ اخرى لم تعترف بها «اسرائيل» تجنبا للقول ان دفاعها الجوي لم يستطع التصدي للصواريخ الايرانية.
لسنا من باب التشاؤم نتحدث، بل نتحدث من خلال اثبات القوة. ونتحدث من منطلق ان جريمة الكيان الصهيوني باغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر لن تمر دون رد ايراني مباشر ودون رد من حزب الله. كذلك فان احتمالات عن اشتراك الحوثيين في هذا الرد قد تكون كبيرة، اضافة الى الحشد الشعبي العراقي. كما ان الضفة الغربية ستشتعل، لكن العدو الصهيوني حشد قوات كبيرة حيث ضغط وزراء الاحزاب الدينية المتطرفة في حكومة نتانياهو لكي تكون مناسبة قتل هنية مناسبة لكفاح الضفة الغربية. ونشر اكثر من 25 الف جندي اسرائيلي في الضفة الغربية لمنع اي مجاهد من التحرك، لان هدف هذه الاحزاب الدينية اسقاط مشروع الدولة الفلسطينة نهائيا وقتل المقاومين في الضفة الغربية، وهم يقومون كل يوم عبر الجيش الاسرائيلي الذي يقتحم مدن الضفة الغربية وبلداتها.
ان القدرة الصاروخية الايرانية قوية جدا وقادرة على اصابة اهدافها في الكيان الصهيوني، اي في «اسرائيل»، لكن الولايات المتحدة هي الداعم الكبير والاول «لاسرائيل». واذا كان وزير الدفاع الاميركي قد صرح بانه يمكن ايجاد الحل ديبلوماسيا بين ايران وحزب الله و «اسرائيل» وان الوسائل الديبلوماسية قادرة على الاحاطة بما حصل، فانه يخفي سياسة الخبث الاميركي والسياسة العميقة للولايات المتحدة التي تدعم «اسرائيل» بكل انواع الاسلحة، وهي تقدم لها كل المعلومات المخابراتية، وهي مشتركة معها في عمليتي الاغتيال اللتين استهدفتا اسماعيل هنية وفؤاد شكر.
الحرب الاقليمية التي ستحصل ستستهدف الشرق الاوسط كله، وحزب الله لديه قدرة صاروخية، منها باليستي ومنها الصواريخ الذكية التي توصف بالصواريخ الدقيقة الاصابة. وبسهولة يمكن لحزب الله ان يطلق الاف الصواريخ على مدينة حيفا حيث المرفأ التجاري والاقتصادي الكبير، اضافة الى المعامل. كذلك هو قادر على قصف تل ابيب بالصوراخ الدقيقة الاصابة، وهي العاصمة التجارية والمالية «لاسرائيل».
ويوجد فيها كبريات الشركات الاميركية والاوروبية والشركات الاسرائيلية، وبخاصة شركات التكنولوجيا. كما ان صواريخ حزب الله يمكنها اصابة القدس المحتلة، وقصف المراكز الحكومية بعدما اعلنت «اسرائيل» ضم القدس اليها بكاملها. وتتواجد عواصم الدول التي اعترفت بالمدينة المقدسة عاصمة «لاسرائيل»، اضافة الى وجود رئاسة الوزراء الاسرائيلي ايضا.
بالمقابل لا يمكن نفي او نسيان ان سلاح الجو الاسرائيلي المتفوق على جيوش كبرى في العالم ويحتفظ باكثر من 800 طائرة من احدث الطائرات، قادر على القيام بمهمات جوية، سواء فوق ايران وقصف اهداف هنالك ام فوق لبنان بسهولة وضرب مراكز استراتيجية على كل الاصعدة.
هذه الحرب الاقليمية التي يمكن ان تحصل، هل ستستطيع الولايات المتحدة وقفها قبل اندلاعها، وهل ستستطيع القارة العجوز اي اوروبا التدخل بكل طاقتها لمنع حصول هذه الحرب الاقليمية الكبرى الممتدة من اسيا على حدود ايران الاسيوية الى حدود سيناء التي تصل استراتيجيا الى حدود افريقيا والى لبنان على شاطىء البحر الابيض المتوسط حيث شاطىء لبنان يمتد الى مسافة 220 كيلومترا طولا؟
المعلومات التي توافرت لدى الديار ان الادارة الاميركية ابلغت اطرافا لبنانيين من المغتربين النافذين الموجودين في الولايات المتحدة، ان واشنطن ستمنع «اسرائيل» من ضرب البنى التحتية التي تخص الدولة اللبنانية، لكنها لن تتدخل في قيام «اسرائيل» باستعمال كامل قوتها العسكرية لضرب مقاومة حزب الله، وخصوصا السعي لتهجير جمهور حزب الله من الجنوب الى بيروت.
اما بالنسبة لايران، فان الولايات المتحدة تريد تجميد الطاقة العسكرية التي لدى ايران، لان الجيش الاميركي يعتبر ان ايران اجتازت الخط الاحمر بتحالفها الاستراتيجي مع روسيا الاتحادية، وبالتحديد مع نظام الرئيس بوتين، وارسالها مسيرات متطورة الى الجيش الروسي لاستعمالها ضد حرب اوكرانيا. كما ان روسيا مقابل هذه المسيرات وضمن الاتفاق الاستراتيجي، ستقوم بتقديم تقنيات لصنع صواريخ بعيدة المدى تجتاز قارات، وهذا ما يقلق الجيش الاميركي الى حد كبير. كما ان علاقة ايران مع الصين تقلق الولايات المتحدة التي تريد، اذا اشتركت ايران في اطلاق النار بكثافة على الكيان الصهيوني، ان تستطيع الطائرات الاسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة بتزويدها بالوقود الانتقال الى الاجواء الايرانية وقصف مراكز استراتيجية في الاراضي الايرانية.
ايران قدمت شكوى الى مجلس الامن، فهل يجتمع مجلس الامن وينزع فتيل الانفجار الكبير؟ والجواب ان الولايات المتحدة لن تسمح هي وبريطانيا بصدور قرار يدين ايران من مجلس الامن الدولي. ولذلك لا نريد ان نستمر في الغرق بالتشاؤم، لكننا لا نرى مخرجا من ارتكاب «اسرائيل» جريمتين كبيرتين، وهما اغتيال رئيس المتكب السياسي لحركة حماس الذي كان يفاوض بكل صدق من اجل صفقة اخراج الرهائن والمحتجزين في قطاع غزة مقابل الافراج عن اسرائيليين وفلسطينيين، والوصول الى وقف اطلاق النار، فاذا بنتنياهو ومخابراته واجهزته الامنية يعطون امرا باغتيال اسماعيل هنية.
واذا كان حزب الله يقوم بعملية دعم واسناد لقطاع غزة ويعلن صراحة انه فور وقف اطلاق النار في قطاع غزة سيوقف اطلاق النار من الحدود الجنوبية اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة ضمن اشتباك لا تزيد عن خمسة الى 10 كيلومتر كحد اقصى، الا بعض الاستثناءات من الطرفين، لكن العدو الاسرائيلي هو الذي كان يقوم بغارات على مسافة ثمانين كيلومترا من الحدود اللبنانية الاسرائيلية، كمثل الغارات التي نفذها في منطقة البقاع قرب بعلبك وغيرها وغيرها من الغارات.
ستدفن حماس رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية وهي حزينة وتبكيه، لكنها مرفوعة الرأس بالجهاد الذي قام به على مدى عشرات السنوات وذهب ضحية الغدر والاجرام الصهيوني.
وحزب الله سيأسف جدا لخسارته المجاهد محسن، وهو فؤاد شكر الذي له تاريخ طويل في المقاومة منذ 1982 وربما ابعد، لكنه سينتقم لدمه مهما كانت المحاولات ديبلومسية للسكوت عن هذه الجريمة.