رويترز - الشرق
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، الولايات المتحدة، من نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، مشيراً إلى أن موسكو "ستضع صواريخ مماثلة في مواقع يسهل منها قصف الغرب".
وأضاف بوتين، خلال العرض البحري الرئيسي للأسطول الروسي في بطرسبرج، أن عملية تطوير العديد من الأنظمة القتالية الضاربة دخلت مرحلتها الختامية، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم".
وأوضح الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة قامت بالفعل بالتدرب على نقل أنظمة الصواريخ من أراضيها إلى الدنمارك والفلبين، لافتاً إلى أن "هذا الوضع يذكر بأحداث الحرب الباردة، عندما تم نشر صواريخ بيرشينج الأميركية متوسطة المدى في الدول الأوروبية".
"أزمة على غرار الحرب الباردة"
وفي كلمته أمام بحارة من روسيا والصين والجزائر والهند للاحتفاء بيوم البحرية الروسية، حذر بوتين واشنطن من أنها "تخاطر بإشعال أزمة صواريخ على غرار الحرب الباردة" بذلك التحرك.
وقال بوتين "سيبلغ زمن رحلة هذه الصواريخ نحو أهداف على أرضنا حوالي 10 دقائق، وربما يجري تزويدها في المستقبل برؤوس نووية".
وأضاف "سنتخذ إجراءات مطابقة للنشر، مع الأخذ في الحسبان أفعال الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في أوروبا وفي مناطق أخرى من العالم".
وقبل أسبوعين، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تعمل على تطوير رد عسكري، بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها نشر صواريخ بعيدة المدى عام 2026 في ألمانيا.
وفي نهاية يونيو الماضي، قال بوتين إنه "يتعين على موسكو استئناف إنتاج الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ذات القدرة النووية، بعد أن جلبت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة إلى أوروبا وآسيا".
وقالت واشنطن وبرلين، في بيان مشترك في وقت سابق من الشهر الجاري، إن الولايات المتحدة ستبدأ في نشر أسلحة طويلة المدى في ألمانيا في 2026 في إطار جهود البرهنة على التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي والدفاع عن أوروبا.
وقالت واشنطن وبرلين، إنهما ستبدآن في نشر الأسلحة، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأوروبا.
أسلحة فرط صوتية
وفي تفاصيل البيان، ستشمل المنظومة البعيدة المدى "صواريخ SM-6 وتوماهوك وأسلحة تطويرية تفوق سرعتها سرعة الصوت"، إذ يتماشى هذا الإعلان مع خطط الجيش لملء وحداته الخمس في جميع أنحاء العالم.
وتم حظر الصواريخ الأرضية التي يزيد مداها عن 500 كيلومتر حتى عام 2019، بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التي وقعها رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان في عام 1987.
وكانت هذه المرة الأولى التي تتفق فيها القوتان العظميان على خفض ترسانتيهما النوويتين والقضاء على فئة كاملة من الأسلحة، وانسجاماً مع الدول الموقعة، قامت ألمانيا والمجر وبولندا والتشيك بتدمير صواريخها في التسعينيات، وتبعتها سلوفاكيا وبلغاريا في وقت لاحق.
وانسحبت الولايات المتحدة، من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في عام 2019، قائلة إن موسكو "تنتهك الاتفاقية"، مستشهدة بتطوير روسيا لصاروخ كروز 9M729 الذي يُطلق من الأرض، والمعروف في "الناتو" باسم SSC-8، لكن الكرملين نفى مراراً هذا الاتهام.