خسائر أسهم "العظماء السبعة" الأميركية تتفاقم إلى 5% في أسبوع
خسائر أسهم "العظماء السبعة" الأميركية تتفاقم إلى 5% في أسبوع

اقتصاد - Saturday, July 20, 2024 10:25:00 AM

بلومبرغ 

تعرضت الأسهم الأميركية لخسارة مع نهاية أسبوع مضطرب، إذ من المقرر أن تصدر نتائج عمالقة شركات التكنولوجيا في توقيت حرج بالنسبة لوول ستريت.

قاد قطاع التكنولوجيا خسائر مؤشر"ستاندرد آند بورز 500" أمس، إذ يتجه المؤشر نحو أسوأ أسبوع له منذ أبريل الماضي. جاء ذلك بعد عملية تناوب شهدت تقليص المستثمرين لحيازاتهم من الأسهم الرابحة العام الحالي لصالح المتخلفة عنها. دعمت هذه التداولات الرهانات على أن موجة صعود 2024 ستتسع خارج الشركات العملاقة مع خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. حفز هذه عملية إعادة توزيع الاستثمارت السريعة توصيات بالانسحاب، ما أسفر عن تراجع مختلف القطاعات علاوة على التكنولوجيا في الفترة السابقة على إعلان نتائج أرباح القطاع. 

موسم الأرباح

أوضح غلين سميث من شركة "جي دي إس ويلث مانجمنت" (GDS Wealth Management): "يُعد الأسبوع المقبل مهماً لمسار أرباح الأسهم في الأجل القريب، إذ ستصدر العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة تقارير نتائجها. إذا شهدنا مزيجاً قوياً من أرباح التكنولوجيا المرتفعة وانحسار التضخم، فقد يقلب ذلك التدهور الأخير في السوق إلى مرحلة جديدة من صعود الأسهم".

بعد هذا الهبوط، أنهت مجموعة "العظماء السبعة" من الشركات العملاقة أسبوع التداول بانخفاض 5%. على صعيد قطاع التكنولوجيا عموماً، كانت الخسائر أكثر وضوحاً في شركات تصنيع الرقائق. انخفض مؤشر يحظى بمتابعة وثيقة لأشباه الموصلات مثل شركتي "إنفيديا" و"إنتل" 8.5%. رغم تراجع المستثمرين عن أسلوب التداول بالتناوب، صعدت الشركات الصغيرة 2% تقريباً خلال هذه الفترة.

فيما سيسجله التاريخ بوصفه أكبر فشل تقني في العالم، انهار عدد هائل من أنظمة ويندوز الخاصة بشركة "مايكروسوفت" على نطاق عالمي إثر تحديث برمجي فاشل من شركة "كراود سترايك هولدينغز" للأمن السيبراني. أجرت كلتا الشركتين إصلاحات وتمت استعادة السيطرة على الأنظمة التشغيلية.

أزمة "كراود سترايك"

هبط مؤشر"ستاندرد آند بورز 500" إلى نحو 5500 نقطة. تراجع أيضاً مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا 1%. في حين انخفض مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة 0.5% بعد استئناف التداول في أعقاب العطل التقني. تهاوت أسهم "كراود سترايك" بنسبة تصل إلى 15% قبل تقليص خسائرها. انخفضت أسهم شركة "أميركان إكسبريس" بعد تحذيرها من ارتفاع الإنفاق على التسويق وسط تباطؤ نمو المعاملات التجارية باستخدام بطاقاتها.

صعدت عوائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس لتصل إلى 4.23%. وشهدت أسعار صرف الدولار الأميركي تقلبات.

ستكون شركتا "تسلا" و"ألفابت" أولى الشركات العملاقة من بين "العظماء السبعة" التي تعلن عن أرباحها الثلاثاء المقبل. من المرجح أن يضغط المحللون على الشركة العملاقة بمجال السيارات الكهربائية التابعة لإيلون ماسك، بالاستفسار حول مدى تقدم خططه لسيارات الأجرة الروبوتية أو (روبوتاكسي). سيحلل المستثمرون بصورة أكثر عمقاً تفاصيل زيادة إيرادات الشركة الأم لـ"غوغل" من أعمال الذكاء الاصطناعي.

وفق خبراء استراتيجيين من بنك "غولدمان ساكس"، يوجد خطر تراجع للأسهم خلال صيف العام الجاري، إذ يرجحون 
أن تشهد السوق حركة تصحيحية أكثر من أن تأخذ اتجاهاً هبوطياً النصف الثاني من 2024.

ربما ينجم ذلك عن "مزيج من البيانات الاقتصادية الضعيفة، والتوقعات الأكثر حذراً للبنوك المركزية، وتفاقم حالة عدم اليقين السياسي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة"، بحسب ما كتبه خبراء استراتيجيون بقيادة كريستيان مولر-غليسمن.

يقبل المستثمرون على الأسهم الأميركية مع تزايد يقينهم في خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل وفوز دونالد ترمب في الانتخابات، وفق ما يقوله خبراء استراتيجيون من مصرف "بنك أوف أميركا".

صناديق الأسهم

جذبت صناديق الاستثمار في الأسهم الأميركية نحو 45 مليار دولار -رابع أكبر عملية دخول للأموال إليها على الإطلاق- خلال الأسبوع المنتهي الأربعاء الماضي، وفق فريق محللين يقوده مايكل هارتنيت، استناداً إلى بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). حصلت صناديق الشركات الصغيرة على 9.9 مليار دولار من الأموال المستثمرة، ما يُعد ثاني أكبر دخول استثمارات إليها على الإطلاق، بينما ظفرت صناديق الشركات الكبيرة بـ27.4 مليار دولار.

ذكر هارتنيت أيضاً أنه من المحتمل أن تنخفض الأسهم بعد تقليص الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، معتبراً إياها "فرصة شراء عند ذيوع الشائعات، وفرصة بيع عند إعلان النتائج الحقيقية". كما أن فريقه متفائل إزاء السندات، إذ يتوقع أن تكون أي رسوم جمركية جديدة يفرضها ترمب خلال الـ12 شهراً المقبلة ذات أثر "انكماشي أكثر منه تضخمياً"، خلافاً لتوقعات السوق.

بعد بيع الأسهم ذات الأداء الأفضل في السوق على مدى شهرين، تحتفظ صناديق التحوط حالياً بوزن استثمارات أقل مما ينبغي في قطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات بنسبة هى الأعلى على الإطلاق.

انخفض صافي التمويل بالاستدانة -يُنظر له في كثير من الأحيان على أنه مقياس لشهية المخاطر- إلى 54% أوائل يوليو الحالي، في أدنى مستوى له منذ يناير الماضي، بحسب مكتب الوساطة الرئيسي في "غولدمان ساكس".

رغم ذلك، فإن هذه ليست مضاربة على هبوط السوق. بل، تتحضر ما يُطلق عليها "الأموال الذكية" لتداعيات حملة الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة ضارية، وترغب الصناديق في أن تكون السيولة النقدية جاهزة للتوظيف بطريقة فورية عند احتدام تقلبات الأسهم وبدء تذبذب أسعارها.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني