بعد تلقي العديد من الشكاوى، تم إقفال مكتب السفريات travel pass holidays من قبل وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار بالشمع الاحمرمنذ بضعة أيام. وقد كانت الشكاوى ضد المكتب المذكور تفيد بـ "الاحتيال على مسافرين وأدلاء سياحيين وتقاضي أموال مقابل حجوزات وهمية"، وفق ما أوردت صحيفة الأخبار، كما أن بعضًا من الحجوزات الأخرى التي تولاها المكتب كانت منقوصة.
ومن بين الشكاوى التي وردت آنذاك، روت سيدة عبر حسابها على فايسبوك أعمال الاحتيال التي اقترفها مكتب السفريات بحقها والذي تخلّف عن دفع المستحقات للفندق كما تذكرة السفر للطائرة العائدة الى لبنان وغيرها من أعمال النصب والاحتيال، على الرغم من تأدية السيدة كامل واجباتها المالية وتسديد المبلغ الذي طلبه المكتب قبل شهرين، ما أدى الى اضطرار الأخيرة الى دفع مبالغ مالية من جديد للخروج من المأزق الذي أوقعها مكتب السفريات به.
وليست هذه السيدة الوحيدة التي تعرضت لعمليات النصب والاحتيال، إنما قصص عديدة وثقتها "المدن" في أحاديث مع آخرين رووا ما جرى معهم، ليتثبت وفي كل مرة تورط مكتب السفريات بعمليات احتيال ونصب، تسببت بدفع الضحايا أموال إضافية لتسيير أمورهم بعد انكشاف تخلّف المكتب عن دفع المستحقات كما إحراج وانزعاج وقلق.
وفي التفاصيل، إن "صاحب المكتب "ف. ف." كان قد أُوقف أواخر آب 2019 وسُجن لمدة عامين على خلفية قيامه بأعمال نصب واحتيال راح ضحيتها نحو 500 مُسافر «احتُجزوا» في تركيا بعدما تبيّن أن الحجوزات التي تمّت عبر شركته السابقة «نيو بلازا تورز»، كانت وهمية. وأمِل كثيرون، يومها، أن يكون التوقيف «عبرة» لقطاع السفر الذي أدّت الفوضى المستفحلة فيه إلى «تفريخ» مئات المكاتب «غير الشرعية» التي لا يحمل أيّ منها رخصة من وزارة السياحة"، حسب ما أشارت صحيفة الأخبار في تقرير نشرته يوم السبت الماضي.
غير أن ما يعد الأكثر إثارة للتعجب في هذه القضية، هو أن صاحب مكتب السفريات قد عاد الى العمل في هذا القطاع مستحصلًا "من وزارة السياحة على رخصة لـ "Travel Pass Holidays"، باسم شقيق زوجته م. ع.، وبتوقيع استثنائي من وزير السياحة، رغم أن ملفه لم يتضمن كفالة مصرفية تُعتبر من الشروط الأساسية لمنح الترخيص"، وفق "الأخبار".
ولم يعد صاحب ذلك المكتب الى عمله متعظًا مما جرى في السابق، لا بل على العكس عاد وبالاسلوب الاحتيالي عينه، فعادت الشكاوى تتراكم وضحايا النصب والاحتيال تتزايد سواءً من المسافرين أو من المُرشدين السياحيين، الذين لم يسدد المكتب كافة أتعابهم.
وفي هذا السياق، كانت وزارة السياحة قد تبلغت العام الماضي شكوى من ميادة محفوظ، وهي مُرشدة سياحية رسمية رافقت بطلب من "Travel Pass Holidays" وفداً مصرياً زار لبنان، وفق ما ورد في تقرير "الأخبار". إلا أنّ محفوظ أكّدت لـ«الأخبار» أن المكتب لم يُسدّد سوى نصف أتعابها، و«اكتشفتُ أن جزءاً من المبلغ كان مزوّراً. تواصلت مع المكتب مرات عدّة من دون جدوى، وتقدّمت بشكوى، وتلقّت وزارة السياحة وعداً من المكتب، في آذار 2023، بتسديد مستحقّاتي المالية، إلا أنه لم يدفع شيئاً منها بعد"".
إلا أن القضية لم تتوقف عند حد الاحتيال والنصب على المسافرين من خلال مكتب السفريات، بل إنه يبدو أن القضية اتخذت منحًا آخر وذلك مع استمرار متابعة المكتب عمله "أونلاين" حتى بعدما أقفلت وزارة السياحة أحد الفروع في سن الفيل. فقد استمر المكتب المذكور بتقديم العروض وتلقي طلبات السفر عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وواتساب)، وفق "المدن" والتي بدورها تواصلت مع المكتب من خلال الرقم الموجود على صفحة المكتب على فايسبوك ولاقت تجاوباً منه وتم تقديم عروض سفر إلى مصر.
وحسب "المدن"، فإنه "حين سُئل المتحدث باسم الشركة (واسمه يوسف) عن صحة خبر إغلاق مكاتب travel pass holidays بالشمع الأحمر، قال باستخفاف بالغ "إن وزارة السياحة أغلقت أحد مكاتبهم بالشمع الأحمر إثر شكوى من زبون سيتم التحقق منها وتسويتها، ليتم بعد يومين أو ثلاثة إعادة فتح المكتب". وكان لافتاً تأكيد الموظف موقف الشركة بأنه يمكنها الاستمرار بالعمل أون لاين. إذ لم يصدر بحقها قرار وقف أعمالها "وبالتالي، نحن مستمرون بعملنا كما العادة بانتظار إعادة فتح مكاتبنا عاجلاً ام آجلًا".
وبعد متابعة، تبيّن أيضًا أن لهذا المكتب صفحة على منصة "انستغرام"، ينشر عليها عروضًا باللغة التركية، فيما وردت في أسفل المنشورات تعليقات من قبل أشخاص يتكلمون التركية أيضًا يقولون فيها إنهم تعرضوا لعمليات نصب واحتيال.