رئيس وزراء الهند يزور روسيا.. وواشنطن تذكره بـ"وحدة أوكرانيا"
رئيس وزراء الهند يزور روسيا.. وواشنطن تذكره بـ"وحدة أوكرانيا"

دولية وإقليمية - Tuesday, July 9, 2024 8:28:00 AM

العربية

التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يزور روسيا لأول مرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، الرئيس فلاديمير بوتين مساء الاثنين، في الوقت الذي تسعى فيه الهند للحفاظ على تحالفها التقليدي مع موسكو واستقلالية موقفها.

وعقد مودي، الذي باشر في يونيو ولايته الثالثة على رأس حكومة ائتلافية، لقاء "غير رسمي" مع بوتين على أن يجتمع الرجلان أيضاً الثلاثاء لإجراء محادثات موسعة، قبل أن يواصل رحلته إلى فيينا.

وعرض التلفزيون الروسي صوراً لهما وهما يتناولان الشاي في مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو، بالقرب من موسكو. وقاد الرئيس بوتين مودي داخل سيارة كهربائية حول الحدائق وحضر الرجلان عرضاً للخيول، بحسب وكالات الأنباء الروسية.

وقال الرئيس الروسي لمودي: "لديك أفكارك الخاصة، وأنت شخص نشيط وممتلئ حيوية، وتعرف كيف تحقق نتائج لصالح الهند والشعب الهندي".

من جهته، شكر مودي بوتين على ما خصه به من حفاوة وقال "إنني أتطلع إلى محادثات الغد التي ستسهم بالتأكيد في تعزيز علاقات الصداقة بين الهند وروسيا".وروسيا من بين الموردين الرئيسيين للهند التي تشتري منها الأسلحة والنفط بأسعار منخفضة، رغم أن مواجهتها مع الغرب وتقاربها مع الصين، في سياق النزاع في أوكرانيا، كان له تأثير في علاقاتها مع نيودلهي.

وسيبحث مودي مع الرئيس بوتين "تطور العلاقات الروسية الهندية الودية تقليديا، فضلاً عن مسائل دولية"، بحسب الكرملين.

وعززت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون العلاقات مع الهند في السنوات الأخيرة في مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع الضغط على نيودلهي للابتعاد عن موسكو.

ومع ذلك، رفضت نيودلهي اتخاذ موقف واضح من خلال عدم إدانتها صراحة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو.

وتؤيد الهند تعددية الأقطاب، وتواصل في الوقت نفسه تطوير علاقاتها في مجال الأمن مع الولايات المتحدة، الخصم اللدود لروسيا.

ومع ذلك، فإن النزاع في أوكرانيا "أحدث تحولاً" في علاقاتها مع موسكو، كما يوضح الخبير سواستي راو من معهد مانوهار باريكار للدراسات والتحليلات الدفاعية، مشيراً إلى ظهور "تحديات" جديدة.

وخلال وجود مودي في موسكو، دعت واشنطن رئيس الوزراء الهندي إلى التأكيد على وحدة أراضي أوكرانيا خلال لقائه مع بوتين عشية قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "نحث الهند، كما نفعل مع أي دولة تتعامل مع روسيا، على توضيح أن أي حل للنزاع في أوكرانيا يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بوحدة أراضي أوكرانيا وسيادة أوكرانيا".

وأضاف ميلر "إن الهند شريك استراتيجي ننخرط معه في حوار شامل وصريح بما يشمل مخاوفنا بشأن العلاقة مع روسيا". لكنه لفت إلى أنه ليس على علم بمحادثات محدّدة مع الهند بشأن زيارة مودي لروسيا.

زيادة النفط وخفض الأسلحة
وتعود آخر زيارة قام بها ناريندرا مودي، الذي يتزعم أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إلى روسيا إلى عام 2019. وبعد ذلك بعامين، في نهاية عام 2021، استقبل فلاديمير بوتين في نيودلهي.

ولكنهما التقيا رسمياً آخر مرة في سبتمبر 2022 في أوزبكستان، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون.وتجمع موسكو ونيودلهي علاقة وثيقة منذ الحرب الباردة. ولفترة طويلة، كانت روسيا المورِّد الرئيسي للأسلحة للهند لكن حصة واردات الأسلحة الروسية انخفضت بشكل حاد في السنوات الأخيرة. فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى استنزاف مخزون الأسلحة الروسية، وهو ما دفع الهند إلى البحث عن موردين آخرين وتطوير صناعتها العسكرية الخاصة.

في الوقت نفسه، وفي أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، اشترت الهند وبسعر منخفض كميات كبيرة من النفط أعادت روسيا توجيهها إلى السوق الهندية بسبب العقوبات."فات الأوان"
لكن العلاقة بين الحليفتين لا تخلو من أسباب التوتر.

ولا تنظر الهند بعين الرضا للتقارب بين بكين وموسكو، خوفاً من إقصائها في مواجهة كيان جغرافي روسي صيني هائل تتزعمه بكين.

ويقول المحلل سواستي راو: "يعتقد البعض أن الهند يجب أن تقترب من روسيا لمنعها من الوقوع تحت هيمنة الصين"، لكنه يضيف أن "البعض الآخر يعتقد أن الأوان قد فات" لمنع حدوث ذلك.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني