لتحقيق هذا التحول، سيحتاج "بنك الشعب الصيني" إلى مساعدة السوق على الاعتراف بسعر واحد فقط للفائدة الأساسية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يكون ذلك السعر هو سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام– وهي أداة يومية تسمح للبنوك بالاقتراض من "بنك الشعب الصيني" مقابل ما بحوزتها من السندات.
في الوقت الحالي، تتماشى أسعار الفائدة في السوق مع هذا المعدل أكثر من سعر الفائدة في آلية الإقراض متوسطة الأجل.
إن استهداف سعر أساسي واحد فقط يقترب بالبنك خطوة نحو الطريقة التي تعمل بها البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، فعلى سبيل المثال، يستخدم بنك "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" عمليات السوق المفتوحة للتأثير على تكلفة القروض قصيرة الأجل بين البنوك، وتنتقل التغييرات عبر المعاملات إلى تكلفة القروض على المنازل والشركات والمنتجات المالية.
سيقلل "بنك الشعب الصيني" أيضاً من أهمية وضع أهداف لمعدلات نمو الائتمان والنقود.
4) ماذا عن خطة تداول السندات الحكومية؟
من شأن تداول السندات أن يمنح البنك المركزي الصيني أداة جديدة تُعتبر أكثر فعالية في إدارة السيولة من أدواته الحالية، لأنها تؤثر على قطاع أوسع من المشاركين في السوق.
ويستطيع البنك أن يستخدمها بطريقة أكثر مرونة، وذلك على النقيض من آلية الإقراض متوسطة الأجل، التي تعتمد على مدى إقبال البنوك عليها، ولا تُستخدم إلا مرة واحدة في الشهر.
ومن شأن ذلك أيضاً أن يعزز قدرة البنك المركزي على مساعدة الحكومة على جمع الأموال لتمويل الاستثمار وغيره من أوجه الإنفاق لدعم الاقتصاد.
وتحتاج الحكومة إلى ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى، إذ أصبحت الموارد المالية لدى السلطات المحلية شحيحة على نحو متزايد، مما يحد من قدرتها على مساعدة الاقتصاد الذي يواجه تحديات الانكماش وأزمة العقارات.
غير أن الصين لم تزل مترددة حيال سياسة التيسير الكمي. وسعى بان، عند الإعلان عن إصلاحاته المقترحة، إلى نفي فكرة أن "بنك الشعب الصيني" يشرع في تنفيذ عملية تحفيز ضخمة.
وقال بان إن "ضم نشاط شراء السندات الحكومية وبيعها إلى مجموعة أدوات السياسة النقدية لا يعني أننا سنقوم بالتيسير الكمي"، في إشارة إلى سياسة البنوك المركزية التي كانت غير تقليدية في السابق وتتمثل في شراء السندات الحكومية بهدف تحفيز الاقتصاد.
5) ما هي مزايا الإطار الجديد المقترح؟
يستطيع هذا الإطار أن يلبي بشكل أفضل الطلب المتزايد باستمرار على السيولة في الاقتصاد، إذ إن تداول السندات الحكومية يمنح "بنك الشعب الصيني" أداة قوية لضمان وجود أرصدة كافية من الأموال في السوق لتوفير التمويل للمقترضين من القطاع الخاص وكذلك الحكومة.
كما أن هذه الأداة يمكن نظرياً أن تسمح للبنك المركزي بالتأثير على عوائد السندات من خلال بيع أو شراء السندات حتى تتماشى العوائد مع تفضيلاته.
ومن المؤكد أن هذا الإصلاح لن يعالج بالضرورة التحديات الفورية التي يواجهها الاقتصاد، مثل أطول سلسلة انكماش منذ تسعينيات القرن الماضي، وواقع أن الطلب على الاقتراض لا يزال بطيئاً.
كذلك لن يحل مشكلة الأهداف المتعددة والمتنافسة في بعض الأحيان عند "بنك الشعب الصيني"– على سبيل المثال، يواجه البنك عراقيل أمام خفض أسعار الفائدة بسبب هدف تحقيق الاستقرار في سعر اليوان.
6) ما هو الهدف طويل الأجل لتحرير سعر الفائدة؟