الشرق
وصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى كييف، الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك لأول مرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعد يوم واحد من تولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ما يعد مؤشراً على تغير موقف المجر المتشدد تجاه دعم الاتحاد الأوروبي لكييف، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وقال رئيس المركز الصحفي لرئيس الوزراء المجري بيرتالان هافاسي إن أوربان وزيلينسكي "سيناقشان فرصة إحلال السلام، والقضايا الحالية للعلاقات الثنائية المجرية الأوكرانية".
ونقلت عن مصادر قولها إن أوربان سيلتقي زيلينسكي وغيره من كبار المسؤولين، وذلك بعد أيام فقط من حديثهما في قمة الاتحاد الأوروبي التي عُقدت في بروكسل، والتي حض فيها الزعيم الأوكراني جميع زعماء الكتلة على زيادة دعمهم العسكري لكييف.
تغير موقف المجر
وذكرت الصحيفة أن اللقاء المرتقب يعد تغيراً في موقف المجر السياسي تجاه أوكرانيا، مشيرة إلى أن أوربان يعد من أبرز منتقدي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لتقديمهما مساعدات عسكرية مستمرة إلى كييف، لافتة إلى أن رئيس الوزراء المجري إلى جانب المستشار النمساوي كارل نيهامر، الوحيدين ضمن قادة الغرب الذين التقيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستخدمت حكومة أوربان حق النقض ضد 7 قرارات قانونية كان من شأنها الإفراج عن 6.6 مليار يورو مرتبطة بإمدادات الأسلحة إلى كييف، رغم أن القرارات مدعومة من الدول الأعضاء الـ 26 الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
وفي ديسمبر الماضي، غادر أوربان قاعة جرى فيها اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي حتى لا يصوت ضد قرار فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل الأوروبي. وعرقلت المجر بدء المحادثات الرسمية لهذا المسعى طوال الأشهر الـ 12 الماضية قبل أن تسمح بها الشهر الماضي.
وبررت بودابست موقفها المتشدد بالادعاء بأن كييف "فشلت" في تلبية مطالبها بشأن ضمان حقوق الأقلية المجرية غرب أوكرانيا، إذ تشمل معايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ضمان حقوق الأقليات.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في بودابست، ديسمبر الماضي، قال رئيس الوزراء المجري إنه قبل دعوة من زيلينسكي لزيارة كييف، لكنه أضاف: "أخبرته أنني سأكون تحت تصرفه". كما دعا زيلينسكي أوربان لحضور "قمة السلام" الأوكرانية التي عُقدت في سويسرا الشهر الماضي، لكنه لم يحضر مكتفياً بإرسال وزير خارجيته بيتر سيارتو.
ويثير تولي المجر رئاسة الاتحاد الأوروبي قلقاً بين العديد من الدول الأعضاء، وذلك بسبب التدابير التي تعتبر "غير ديمقراطية" في بودابست وعلاقاتها مع روسيا.
وسبق للمجر تولي الرئاسة الدورية في النصف الأول من عام 2011. وكان فيكتور أوربان في السلطة حينها، لكن العلاقات مع بروكسل صارت أكثر توتراً في ظل خلافات عدة.
وفي رد فعل على الجهود المبذولة لمنع المجر من تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، تعهد أوربان أمام القادة الآخرين بأن يكون وسيطاً مسؤولاً في تشريعات الاتحاد الأوروبي.