زينة طبَّارة-الانباء
أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أشرف بيضون في حديث إلى «الأنباء»، ان إعلان اللجنة الخماسية عن استئناف نشاطها على خط الشغور الرئاسي في لبنان، «دليل على اهتمام الخارج بهذا البلد الصغير».
وقال: «إن أي مسعى خارجيا كان أو داخليا لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، مشكور ومرحب به، خصوصا لجهة إقناع الأطراف السياسية التي تقف عند مصطلحات الحوار او التشاور او المناقشة، وبأنه لا مفر من جلوس الجميع على طاولة واحدة للتوافق إما على مرشح رئاسي واحد، وإما على سلة مرشحين، والذهاب بالتالي إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية يفوز فيها من يحصد أصوات الأغلبية النيابية».
ورأى انه على رغم كل الصعوبات والمطبات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي، «يبقى الحوار ممرا إلزاميا لا مفر منه لإنهاء الشغور الرئاسي وعودة الانتظام العام إلى المؤسسات الدستورية. فإن يأتي التوافق اليوم أفضل من ان يأتي غدا، خصوصا ان اللبنانيين غير قادرين على تحمل الانعكاسات السلبية للشغور الرئاسي على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية».
وذكر بيضون «ان نظرية البعض بأن الحوار يخالف الأصول الدستورية، هي بالأساس نظرية تخالف في حد ذاتها الميثاق الوطني والنظام اللبناني القائم على التوافق. والأهم انها تخالف المسلك السياسي لأصحاب هذه النظرية لأنهم هم انفسهم عادوا من الطائف في العام 1989 متوافقين مع الآخرين على انتخاب النائب رينيه معوض رئيسا للجمهورية اللبنانية، ومن ثم عادوا من الدوحة في العام 2008 وفي جعبتهم التوافق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا، ناهيك عن أكبر مخالفة دستورية أبرمها هؤلاء في مقر حزب القوات اللبنانية في معراب، حيث توافقوا مع رئيس تكتل الاصلاح والتغيير وقتذاك العماد ميشال عون على انتخابه رئيسا للبلاد».
وأردف: «الكلام عن ان في خلفية الحوار محاولة لفرض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مرفوض ومردود لأصحابه. فالرئيس نبيه بري ومن خلفه كتلة التنمية والتحرير وغالبية القوى النيابية والسياسية، أعلنوا صراحة ان الحوار او التشاور سيقام دون قيد أو شرط مسبق، والمطلوب بالتالي جلسات حوارية لا غاية منها سوى التوافق بين الجميع على أكثر من مرشح، لذا كفى حججا واهية لقطع الطريق أمام رئيس توافقي تجتمع حوله كل القوى السياسية لإنجاح عهده ومواجهة التحديات والتعديات الخارجية بتضامن وتكاتف غير مسبوق، وبالتالي إخراج لبنان من أزماته، لاسيما الاقتصادية والنقدية منها، خصوصا ان ما يسعى إليه العدو الإسرائيلي، هو ضرب الوحدة اللبنانية لكونها تشكل الخطر الأكبر على كيانه المغتصب والباطل».
وأضاف: «لبنان بمساحته وحدوده ونسيجه الاجتماعي، وطن نهائي للمسيحيين قبل المسلمين والعكس صحيح، فكلاهما يشكل المحرك للعربة اللبنانية التي لا يمكن لها ان تتقدم خطوة واحدة بطائفة دون الأخرى. وما على المعارضين بالتالي للحوار، سوى النزول عن الشجرة والتوافق مع الآخرين على مرشح رئاسي أو أكثر».
وختم بيضون جازما بأن كلام البعض عن ان الرئيس السابق ميشال عون هو آخر الرؤساء الموارنة للبنان، «مرفوض بالمطلق، ويحمل في خلفياته زرع الفتن والشقاق بين اللبنانيين، وخدمة المشروع الصهيوني من حيث لا يعلمون. ولا يمكن بالتالي لمدرسة الإمام موسى الصدر ان تقبل بهذا الكلام المدان، ولا حتى ان تسمعه، كونها من دعاة الحفاظ على النسيج اللبناني كما هو، ولن ترضى بالتالي إلا برئيس مسيحي ماروني توافقي للبنان الواحد الموحد شاء دعاة التقسيم والفيدرالية أم أبوا».