بقلم جان الفغالي

" بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص "
" إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا افعالهم " .
تحضرني هذه الأقوال الماثورة وأنا أنهي لتوَّي قراءة البيان الذي أصدرته مدرسة العائلة المقدّسة في عبرين ، وتوجهت عبره إلى أولياء طلّابها ، عارضةً معاناتها والقرار الذي وصلت إليه بإقفال المدرسة، وتقول في بيانها: "بعد سنوات من محاولات التأقلم وتخطي صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تضع المدرسة في عجز مالي متراكم، ومع تدني قيمة المساهمات التي تعطيها الدولة اللبنانية للمدارس المجّانيّة وتأخّرها الدّائم عن سدادها في مواعيدها، لم تعد المدرسة قادرة على تأمين رواتب وأجور الأساتذة والموظفين والإداريين، ولا على تأمين المصاريف التشغيلية للمدرسة، من كهرباء ومازوت وصيانة وغيرها،
نجد أنفسنا مضطرات للوصول إلى القرار الذي يصعب علينا جميعاً، والذي هو إقفال مدرستنا في عبرين، أمّا فيما يخصّ مستقبل أبنائكم الدراسي، فيمكنكم التواصل، إذا رغبتم، مع إدارة مدرستنا في البترون (مدرسة مار الياس )، التي ستولي اهتماماً خاصاً لمتابعة ملفّات العائلات الراغبة بتسجيل أولادها" .
أنتهى البيان لتبدأ المأساة ولتبدأ حرقة الأهل والطلاب على حدٍّ سواء ، أين تجار الهيكل؟ أين ملايين البذخ التي تظهر في المواكب والسيارات الفارهة ليس لدى المراجع فقط بل لدى مرافقيهم ومستشاريهم ومدراء مكاتبهم وسكرتيراتهم . يضج البلد ، على سبيل المثال لا الحصر ، أن أحد مستشاري أحد المراجع اشترى سيارة له وسيارة لزوجته بنصف مليون دولار، بالتأكيد لا يتقاضى هذا الراتب، فمن اين له ؟ بهذا المبلغ بإمكان تأمين المبلغ كاملًا لسنة دراسية في مدرسة العائلة المقدّسة في عبرين.
لا يتوقف الأمر على هذا "الفاحش" بل على " فاحشين " كثر ينعمون بثروات ليست من تعبهم ، من ثروات وعقارات وأسفار وتعليم اولادهم في الخارج في أرقى المدارس والجامعات وأغلاها
للعِلم ، بلدة عبرين تبعد عن البترون أكثر من خمسة كيلومترات ، إدارة المدرسة تقترح على أهل الطلبة التواصل مع إحدى مدارس العائلة المقدسة في البترون، إذًا على الطلاب ان ينتقلوا يوميًا مسافة خمسة كيلومترات ، هذا إذا تمكنوا من أن يتسجلوا في البترون.
وبعد ، هل تسألون لماذا يهاجر اللبنانيون؟ ولنقلها بصراحة ، المسيحيون بشكلٍ خاص ، والموارنة بشكلٍ اخص ؟ لأن هناك مَن يتركهم على قارعة الطريق ، في عبرين أو غير عبرين.
نعرف ان هذا الكلام لن يحرِّك ضمير مسؤول ن ديني او دنيوي . نعرف ان هذا الكلام سيكون صرخةً في واد . مَن سيضع يده على الملف ؟ مَن سيمنع إقفال مدرسة عبرين؟
للعِلم ايضًا ، البطريرك الحويك هو الذي أنشا مدرسة عبرين .