رمال جوني-نداء الوطن
قرابة الثانية من فجر الإثنين، تلقّى أحد أبناء البازورية رسالة «واتساب» تطالبه بإخلاء المبنى الذي يقطنه لأنه مُهدّد بالقصف. رسالة كانت كفيلة بزرع الرعب في صفوف سكّان الحيّ بأكمله الذين هربوا إلى أحياء أخرى وأقفلت مدارس البلدة أبوابها بانتظار جلاء حقيقة الرسالة. وكأنه لا ينقص الأهالي في القرى الجنوبية رعب جدار الصوت الذي تطلقه الطائرات الحربية الإسرائيلية يوميّاً، ويُسبّب أضراراً في الممتلكات وتوتراً بين الناس، حتى بدأ الإسرائيلي مرحلة رعب رسائل «الواتساب» التي تحمل تهديداً مباشراً في القصف والدمار.
قبل أسبوع تلقّى صاحب المبنى المستهدف في وادي جيلو رسالة على هاتفه تنذره بإخلاء المبنى لأنه معرض للقصف، ولم تمض ساعة تقريباً حتى أغارت طائرات إسرائيليّة على المبنى وسوته أرضاً. رسالة مماثلة وصلت على هاتف أحد أبناء حي الشارع الرئيسي في بلدة البازورية، تشير إلى أن إسرائيل ستقصف المبنى المؤلف من أربع طبقات وعليهم إخلاؤه. لم يعرف مدى صحة الرسالة من عدمها، غير أن رئيس بلدية البازورية بهيج حسيني أكّد لـ»نداء الوطن» أن الرسالة مصدرها رقم إسرائيلي، وأنها زرعت الرعب في صفوف الأهالي، الذين يعيشون على أعصابهم جرّاء الحرب، فأتت الرسالة لتزيد الطين بلة».
لا يبعد الحي المهدّد في البازورية سوى 500 متر عن المبنى الذي استهدفته إسرائيل قبل أسبوع في وادي جيلو، في حين يقع المبنى المهدد بالقصف بالقرب من محطة محروقات عند الشارع العام، استراتيجية المبنى والمكان من حيث الموقع دفعت بسكانه للنزوح، تجنباً لأيّ كارثة محتّمة». يستغرب حسيني هذا النوع من الحرب الجديدة التي تخوضها إسرائيل ضد القرى، إنها أخطر من السلاح، لأنها «حرب أعصاب». وأشار إلى أنّ «البازورية تقع خارج منطقة الإشتباك بعيدة عن الحدود الجنوبية، وهي ذات رمزية خاصة كونها بلدة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، وبالتالي تكسب أهمية بالنسبة إلى الإسرائيلي الذي يسعى إلى بثّ الرعب داخل القرية وباقي البلدات الجنوبية».
حتى الساعة لم يجرؤ أحد من سكّان الحيّ على العودة إليه، في حين أقفل الدفاع المدني الطريق حتى ساعات الظهر قبل أن يعيد فتحه، ويقول حسيني إنّ «الأهالي خائفون من العودة حالياً بانتظار ما سيحمله النهار، فنحن في حالة حرب ضاغطة».
أمّا في التطوّرات الميدانية، فتواصلت المواجهات العسكرية، حيث أعلن «حزب الله» أن دفاعاته الجوية تمكّنت «من إسقاط مسيرة إسرائيلية قرابة الرابعة والثلث من عصر أمس، وشاهدها أبناء منطقتي اقليم التفاح وجبل الريحان بالعين المجردة وهي تهوي في احراج منطقة الريحان والدخان ينبعث خلفها». وأضاف أنه «أثناء المراقبة والمتابعة الدائمة لحركة العدو في الأجواء اللبنانية، كمن عناصره «لمسيّرة من نوع هرمز 900 مسلحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها إلى دائرة النار استهدفوها بأسلحة الدفاع الجوي قبل تنفيذ اعتدائها وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها». وأفيد لاحقاً بأنّ الطيران الحربي الاسرائيلي، نفذ عصر أمس عدواناً جويّاً حيث شنّ غارة مستهدفاً مكان وقوع المسيّرة المعادية في مرتفعات جبل الريحان.
في السياق، أشار «حزب الله»، إلى أنه شنّ «هجوماً جويّاً بسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادي تابع لفرقة الجولان 210 شاعل، استهدف أماكن تموضع ضبّاط العدو وجنوده، وأوقع فيهم إصابات مؤكدة، كما تم تدمير جزء من المقر واشتعال النيران فيه». في المقابل، تعرّضت منطقة المربعة في بلدة حانين - قضاء بنت جبيل، لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع طال أيضا بلدة ميس الجبل. ونفّذ الطيران الحربي غارة على مشارف وادي هونين بين بلدتي حولا ومركبا. كما استهدف الطيران الحربي بلدة عيترون. ونفّذ غارتين على دفعتين على بلدة عيتا الشعب.