لا شك أن التفكك التجاري الناتج عن هذه الحرب سيكون أكثر ضرراً لدول مثل الصين أو كوريا الجنوبية أو اليابان، التي تعتمد اقتصاداتها بشكل أكبر على التجارة الدولية مقارنة بالولايات المتحدة أو العديد من دول الاتحاد الأوروبي.
وبالرغم من أن الوباء عزز التوجهات الحمائية، فإن الجائحة جعلت الصين في الواقع أكثر اعتماداً على الصادرات كمحرك للنمو. وعندما نضيف هونغ كونغ، تصبح الصين مصدراً لنحو 20% من إجمالي الصادرات العالمية، أي ضعف حصة الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات منظمة التجارة العالمية.
مثل هذا الاعتماد يُفسر أسباب لعب الصين دوراً نشطاً في النظام القائم على منظمة التجارة العالمية وادعائها أنها تؤدي الدور وفقاً للقواعد. كما أنه يوضح أيضاً أسباب محاولة بكين بناء سلسلة من الصفقات التجارية مع جيرانها ودول أخرى بعيدة مثل صربيا وهنغاريا.
لكن اختلال التوازن بين الناتج المحلي الإجمالي للصين وناتجها الصناعي يكمن في صلب المخاوف الأميركية والأوروبية بشأن العواقب التي قد يخلفها مسار بكين الحالي على الاقتصاد العالمي.
تواجه الحماسة تجاه الحمائية المتنامية الآن أصوات قليلة تدعو للانضباط بعد أن نجح الساسة الأميركيون من كلا الحزبين في إقناع معظم الناخبين بأن التعريفات الجمركية الأعلى والمساعدات الحكومية تعد أدوات لحماية الوظائف الأميركية.
قال مارك وو، أستاذ القانون التجاري بجامعة هارفارد والذي شغل منصب كبير مستشاري ممثل التجارة الأميركي في 2021: "الأولويات الرئيسية للسياسة التجارية في هذه الإدارة كانت تعزيز مرونة سلاسل التوريد، وتحويل التركيز إلى الفوائد التي تعود على العمال، وحماية وإعادة بناء قاعدة التصنيع داخل البلاد".
وفي ظل غياب القيادة الأميركية في منظمة التجارة العالمية أو الندوات الأخرى الهادفة إلى تحرير التجارة، يصعب على بعض الاقتصاديين إدراك أين سيتوقف السباق إلى القاع.
إعانات كبيرة