ماكرون يزور برلين للمرّة الأولى منذ زيارة جاك شيراك عام 2000
ماكرون يزور برلين للمرّة الأولى منذ زيارة جاك شيراك عام 2000

دولية وإقليمية - Sunday, May 26, 2024 10:36:00 AM

الشرق 

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، "زيارة دولة" لألمانيا تستمر 3 أيام لإعادة تأكيد قوة العلاقات الثنائية، ومحاولة التغلب على الخلافات. 

وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الأوروبية، ستتميز الزيارة برموز الوحدة والصداقة بين أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي، ويتخللها إلقاء خطب حول أوروبا، وزيارة للنصب التذكاري للهولوكوست. 

ويُقال في أروقة الرئاسة الألمانية، "نحن لا نحتفل كثيراً بما حققناه سوياً" منذ المصالحة الفرنسية الألمانية عام 1963.

من جانبه، قال الإليزيه: "يمكننا التحدث كثيراً عن تقلبات الثنائي الفرنسي الألماني، لكن ثمة أيضاً ديمومةً وعمقاً في العلاقات بين الشعبين، وهذا ما تُظهره زيارة الدولة هذه".

وهذه أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى الجارة الكبيرة منذ زيارة جاك شيراك عام 2000.

وكانت الزيارة مقررة في يوليو الماضي، لكنها أرجئت بسبب أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا. 

ومن المفارقات أن ماكرون يعود من رحلة سريعة إلى كاليدونيا الجديدة، الأرخبيل الفرنسي الواقع في المحيط الهادئ، والذي يشهد أعمال شغب منذ 10 أيام.

ويُتوقع أن يصل ماكرون برفقة زوجته بريجيت الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت جرينتش) إلى العاصمة برلين حيث يستقبلهما الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.

كما سيتوجه الاثنين، إلى مدينة دريسدن (شرق) حيث سيلقي كلمة أمام كنيسة السيدة العذراء التي دمرها الحلفاء الغربيون خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتوجه، الثلاثاء، إلى مونستر.

اختبار للعلاقات

وقالت وكالة "رويترز"، إن الزيارة ينظر إليها باعتبارها اختباراً لمدى صحة العلاقة بين البلدين الذين يقودان عملية صنع السياسات في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه أوروبا تحديات كبيرة منها من الغزو الروسي على أوكرانيا، واحتمال إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في نوفمبر المقبل.

وأشارت الوكالة إلى أن لدى ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز أسلوبين مختلفين في القيادة، لافتةً إلى ظهور خلافات بينهما بشكل علني بشأن قضايا الدفاع والطاقة النووية، وذلك منذ أن تولى الأخير السلطة أواخر عام 2021.

ومع ذلك، توصل الجانبان مؤخراً إلى تسويات في جبهات مختلفة منها مسألة الإصلاح المالي، وإعانات دعم سوق الطاقة، ما سمح للاتحاد الأوروبي بإبرام صفقات، وجعل التكتل أكثر اتحاداً، بحسب "رويترز".

وقال يان فيرنرت من معهد جاك ديلور في برلين، إن "هناك توتراً في العلاقات الألمانية-الفرنسية، لكن يرجع ذلك جزئياً إلى تعاملهما مع بعض المواضيع الصعبة"، مشيراً إلى "اتفاق البلدين على الحاجة إلى توسع الاتحاد الأوروبي شرقاً".

واعتبر مجتبى رحمن، كبير محللي الشأن الأوروبي في مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية، أن الزيارة "محاولة على أعلى مستوى سياسي لإثبات نجاح العلاقة"، لكنه أضاف: "لا تزال هناك فجوات في مسائل رئيسية تلوح في الأفق بشأن الاتحاد الأوروبي".

وتعد مسألة "الدفاع الأوروبي" إحدى هذه الفجوات الرئيسية بين الجانبين، خاصة في حال فاز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة المقررة في 5 نوفمبر.

ويعتبر خبراء الدفاع، ترمب حليفاً "أقل موثوقية" بالنسبة لأوروبا من منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، بحسب وكالة "رويترز".

وأشارت الوكالة إلى أن الجزء المهم في زيارة ماكرون لألمانيا هو اجتماع الحكومتين المترقب، الثلاثاء المقبل في ميسبرج، موضحةً أنهما سيعملان معاً على إيجاد أرضية مشتركة في قضيتين رئيسيتين وهما "الدفاع" و"القدرة التنافسية".

وسيحاول البلدان أيضاً إيجاد أرضية مشتركة بشأن أجندة الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة، في ظل التوقعات بأن يحقق اليمين المتطرف مكاسب في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 6 و 9 يونيو، وهو ما من شأنه أن يجعل عملية صنع القرار في التكتل أكثر صعوبة.
 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني