"مودو نوسترو" أو "على طريقتنا".. هكذا رفعت جماهير أتالانتا الإيطالي الشعار الشهير للفريق بعد إنهائه 61 عاما جافة بالفوز على ليفركوزن في نهائي الدوري الأوروبي يوم الأربعاء.
استطاع نادي أتالانتا التتويج ببطولته الثانية في تاريخه الممتد 116 عاما بثلاثية "هاتريك" من النيجيري أديمولا لوكمان في مرمى ليفركوزن الألماني.
ويعرف محيط نادي أتالانتا أن الفضل في الفوز بالبطولة يعود لشخصين دائمي الحضور الأول هو جان بييرو غاسبريني، مدرب الفريق، بينما الشخصية الثانية هي التي تقوم بحسم الأمور خلف الكواليس، أنتونيو بيركاسي، مالك ورئيس النادي منذ 2010.
بيركاسي، لعب لأتالانتا مدافعا في السبعينات ليعتزل وهو ابن 23 عاما والتفرغ كي يصبح رجل أعمال ويحقق حلمه بشراء النادي المفضل له، أتالانتا.
اشترى بيركاسي أتالانتا في 2010 عندما هبط الفريق إلى الدرجة الثانية لكنهما عادوا إلى الأولى لعد عام واحد، وبسبب إنهاء عدد من المواسم في مراكز متدنية في خمس مواسم متتالية، اضطر بيركاسي إلى التعاقد مع غاسبريني.
استطاع بيركاسي النجاح في شراء ملعب خاص بالنادي وإثبات قدرته على القيام بصفقات لاعبين تعود بالربح على الفريق الطموح.
في 2017، أبرم بيركاسي صفقة شراء لملعب "أتلتي أزوري ديتاليا" من مجلس مدينة برغامو مقابل حوالي 9 ملايين يورو، وشرع في تجديده مقابل قرابة 40 مليون يورو بينما عوض بعض التكاليف باتفاقية حقوق تسمية لشركة الإلكترونيات "غيويس"، كما استعان النادي بتمويل باقي النفقات من صفقات بيع اللاعبين اللافتة.
تمكن أتالانتا من شراء عقد الدنماركي راسموس هويلوند مقابل 17 مليون يورو ليبيعه لاحقا إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 64 مليون يورو، كما استعار الأرجنتيني كرستيان روميرو من يوفنتوس قبل شرائه لاحقا بـ 16 مليون يورو، ليعود في وقت لاحق ويبيعه مقابل 52 مليون يورو لتوتنهام الإنجليزي.
ولا يعول الفريق على سياسة الاحتفاظ بنجم في الفريق إذ سبق له بيع الإيفواري فرانك كيسيه والسويدي ديان كولوسيفسكي والأماني روبت غوسينس وأيساندرو باستوني وغيرهم.
بالعودة إلى غاسبريني فقد اعتمد عليه بيركاسي في 2016، حينها قاد المخضرم أتالانتا، وعرف خطر الإقالة مبكرا بعدما خسر الفريق برفقته 4 مباريات من أول 6 له برفقة "لا ديا"، لتكون مواجهة نابولي الحاسمة للمدير الفني الذي ارتأى حينها القيام بعدة تغييرات للاعبين وضعت الرئيس في ذهول، لكنها قادت الفريق القادم من برغامو إلى ثورة في كرة القدم.
واعتبر غاسبريني من أوائل المدربين الذين اتجهوا إلى الدماء الشابة في فرقهم بدلا من المخضرمين الذين تعد بهم أندية الدوري الإيطالي، حينها قرر خوض لقاء نابولي بالمدافع ماتيا كالدارا ولاعب الوسط روبرتو غاليارديني، كلاهما كانا يبلغان من العمر 22 عاما حينها.
حقق غاسبريني الفوز على نابولي الذي لم يهزم حينها بهدف دون رد، ليقود الفريق إلى المركز الرابع مع نهاية الموسم والتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي قبل أن يؤكد على عبقريته في مواسم لاحقة بقيادة الفريق إلى اللعب في 3 نسخ متتالية بدوري أبطال أوروبا، 2019 – 2020 و2020 – 2021 و2021 – 2022.