من 6 نقاط، طرح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس خطة حول الحرب في قطاع غزة، ليوافق عليها بحلول 8 يونيو، كان من أبرزها ملف تجنيد طلاب المعاهد الدينية "الحريديم"، الذي طالما أثار جدلاً منذ بدء الحرب، فمن هم الحريديم ولماذا يرفضون التجنيد الإجباري.
من هم يهود "الحريديم"؟
اليهود الأرثوذكس المتشددون أو "يهود الحريديم"، هم تيار ديني متشدد جداً، وتعني كلمة "الحريدي" التقيّ.
ويتنكر يهود "الحريديم" للصهيونية، وتعيش غالبيتهم في فلسطين التاريخية والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها. وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.
فيما يتكون يهود "الحريديم" من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.
وهناك يعيش الجميع حياة مكرسة للإيمان، فهم يجتمعون في المعابد 3 مرات في اليوم للصلاة، ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى، ويعقدون حفلات زفاف بانتظام، وتجمعات احتفالية.
يرفضون التجنيد
ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.
وفتحت هذه المطالبة الباب أمام موضوع قديم جديد طالما راوغ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واعتبره مراقبون مناورة سياسة لا أكثر لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتشدد.
ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الإيديولوجية للدولة الليبرالية.
كما يعدّ قادة المتدينين اليهود أن مهمة "الحريديم" تقتصر على دراسة التوراة، كما يمتنع الشبان دائماً عن التجنيد تحت ذريعة انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.
في موازاة ذلك خلق تجنيد "الحريديم" المتشددين أزمة داخل إسرائيل، فالدعوات لإجبارهم على الانضمام لصفوف الجيش، خلقت أزمة لنتنياهو الذي طالب بتأجيل تنفيذ قرار التجنيد، بينما تتمسك الأحزاب الدينية بعدم تنفيذ القانون وتهدد بسحب الثقة من حكومته.
تحريك مشروع قانون قديم
عاد الملف إلى الواجهة الأربعاء الماضي عندما فجّر نتنياهو الجدل مجدداً باعتزامه تحريك مشروع قانون قديم لتجنيد "الحريديم" في الجيش.
لكن غانتس رد في بيان في ذات اليوم معتبراً أن المشروع لم يعد يصلح لا سيما بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنتقدا نتنياهو، أردف غانتس زعيم حزب "الوحدة الوطنية، أن "إسرائيل بحاجة إلى جنود، وليس إلى مناورات سياسية تمزق الشعب أثناء الحرب".
فيما اعتبر الإعلام الرسمي أن خطوة نتنياهو تأتي في وقت يتعين فيه على حكومته الرد على المحكمة العليا، التي تدرس التماسات ترفض استمرار استثناء "الحريديم" من الخدمة العسكرية، بزعم تفرغهم لدراسة التوراة.
ورجحت أن "خطوة نتنياهو ستمنحه وقتاً أمام المحكمة، وتسمح له بالضغط على غانتس لدعم مشروع قانون سبق أن قدمه بنفسه".
استمع للمقال
النص المسموع تلقائي ناتج عن نظام آلي
6:52
x1
5 دقائق
للقراءة
من 6 نقاط، طرح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس خطة حول الحرب في قطاع غزة، ليوافق عليها بحلول 8 يونيو، كان من أبرزها ملف تجنيد طلاب المعاهد الدينية "الحريديم"، الذي طالما أثار جدلاً منذ بدء الحرب، فمن هم الحريديم ولماذا يرفضون التجنيد الإجباري.
خارقاً المحرمات.. وزير إسرائيلي متشدد يدعو لتجنيد "الحريديم"
العرب والعالم
خارقاً المحرمات.. وزير إسرائيلي متشدد يدعو لتجنيد "الحريديم"
من هم يهود "الحريديم"؟
اليهود الأرثوذكس المتشددون أو "يهود الحريديم"، هم تيار ديني متشدد جداً، وتعني كلمة "الحريدي" التقيّ.
ويتنكر يهود "الحريديم" للصهيونية، وتعيش غالبيتهم في فلسطين التاريخية والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها. وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.
فيما يتكون يهود "الحريديم" من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.
وهناك يعيش الجميع حياة مكرسة للإيمان، فهم يجتمعون في المعابد 3 مرات في اليوم للصلاة، ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى، ويعقدون حفلات زفاف بانتظام، وتجمعات احتفالية.
يرفضون التجنيد
ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.
وفتحت هذه المطالبة الباب أمام موضوع قديم جديد طالما راوغ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واعتبره مراقبون مناورة سياسة لا أكثر لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتشدد.
ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الإيديولوجية للدولة الليبرالية.
كما يعدّ قادة المتدينين اليهود أن مهمة "الحريديم" تقتصر على دراسة التوراة، كما يمتنع الشبان دائماً عن التجنيد تحت ذريعة انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.
في موازاة ذلك خلق تجنيد "الحريديم" المتشددين أزمة داخل إسرائيل، فالدعوات لإجبارهم على الانضمام لصفوف الجيش، خلقت أزمة لنتنياهو الذي طالب بتأجيل تنفيذ قرار التجنيد، بينما تتمسك الأحزاب الدينية بعدم تنفيذ القانون وتهدد بسحب الثقة من حكومته.
تحريك مشروع قانون قديم
عاد الملف إلى الواجهة الأربعاء الماضي عندما فجّر نتنياهو الجدل مجدداً باعتزامه تحريك مشروع قانون قديم لتجنيد "الحريديم" في الجيش.
لكن غانتس رد في بيان في ذات اليوم معتبراً أن المشروع لم يعد يصلح لا سيما بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنتقدا نتنياهو، أردف غانتس زعيم حزب "الوحدة الوطنية، أن "إسرائيل بحاجة إلى جنود، وليس إلى مناورات سياسية تمزق الشعب أثناء الحرب".
فيما اعتبر الإعلام الرسمي أن خطوة نتنياهو تأتي في وقت يتعين فيه على حكومته الرد على المحكمة العليا، التي تدرس التماسات ترفض استمرار استثناء "الحريديم" من الخدمة العسكرية، بزعم تفرغهم لدراسة التوراة.
ورجحت أن "خطوة نتنياهو ستمنحه وقتاً أمام المحكمة، وتسمح له بالضغط على غانتس لدعم مشروع قانون سبق أن قدمه بنفسه".
وفي آب 2022، وافقت الحكومة آنذاك برئاسة نفتالي بينيت على مخطط الخدمة الذي اقترحه وزير الدفاع حينها غانتس.
ويتضمن مشروع المخطط خفض سن الإعفاء من التجنيد لـ"الحريديم" إلى 21 عاما (حاليا 26)، ولكن لمدة عامين فقط.
ووفق المخطط، سيتمكن الشاب المتدين "الحريدي" البالغ من العمر 21 عاما من الانضمام إلى نظام الطوارئ والإنقاذ الوطني والحصول على تدريب مهني، ويرتفع سن الإعفاء بعد عامين إلى 22، وبعد سنة إلى 23.
وحينها كان الغرض من التغيير السماح للحريديم بالاندماج في سوق العمل، وكذلك زيادة عدد المجندين منهم.
آنذاك، جرت المصادقة على مشروع القانون بالقراءة الأولى في الكنيست، لكن بعد رحيل حكومة بينيت، لم يتم إقراره بالقراءتين الثانية والثالثة.فشل حكومي
ومنذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد "الحريديم"، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـ"مبدأ المساواة".
منذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد إعفائهم من الخدمة العسكرية، ومع نهاية مارس/ آذار الماضي، انتهى سريان أمر أصدرته حكومة نتنياهو بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي لـ"الحريديم".
فيما أصدرت المحكمة العليا، في شباط الماضي، أمرا يطالب الحكومة بتوضيح سبب عدم تجنيد "الحريديم".
ونهاية مارس الماضي، أصدرت المحكمة أمرا مؤقتا بوقف الدعم المالي لطلاب مؤسسات التوراة المطلوب منهم التجنيد.
وفيما تعارض الأحزاب الدينية تجنيد "الحريديم"، فإن الأحزاب العلمانية والقومية تؤيّده، ما تسبب لنتنياهو بإشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.13 % من السكان
يذكر أن المتدينين اليهود يشكلون نحو 13 بالمئة من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة وخسائر الجيش الإسرائيلي زاد من حدة الجدل، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب".