رد مثلث وهجوم جوي ينفذه الحزب للمرّة الأولى.. رسائل خطيرة لإسرائيل
رد مثلث وهجوم جوي ينفذه الحزب للمرّة الأولى.. رسائل خطيرة لإسرائيل

خاص - Thursday, May 16, 2024 6:21:00 PM

لا تزال الجبهة في الجنوب اللبناني تسجل استهدافات منها واليها، من دون أن تنخفض حدة التوترات بل على العكس، حيث إن الاستهدافات المسجلة في الايام القليلة الماضية تشير الى الاحتدام الموجود على الجبهة الجنوبية.
ويكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن بدء استخدام حزب الله تكتيكات جديدة في العمليات العسكرية إن كان على صعيد الأهداف أو على صعيد العمليات بذاتها. ويبدو أن الايام الماضية قدمت دليلًا وافيًا على هذا الطرح، ذلك أنه وبالاطلاع على البيانات الصادرة عن الحزب والمتعلقة بالعمليات العسكرية، يمكن رؤية نوع من التبدل سواءً في العمليات وتفاصيلها كما في الاهداف.
هذا وقد سجل الحزب اليوم استهدافًا نوعيًا آخر ذلك بالهجوم على "موقع المطلة ‏وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصواريخ "‏S5‌‏" عدد 2 التي وعند وصولها النقطة المحددة ‏لها أطلقت صواريخها على إحدى آلياته والعناصر المجتمعة حولها‎ ‎وأوقعتهم بين قتيل وجريح، ‏وبعدها أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة"، وفق بيان نشرته المقاومة.
في هذا السياق، أشار منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة في حديثٍ لـvdlnews الى أن "المقاومة بدأت باستعمال تكتيكات عسكرية جديدة ذات هدف معين منذ عملية عرب العرامشة"، موضحًا أنه "اعتبارًا من هذه المرحلة وصاعدًا ظهر واضحًا أن المقاومة بدأت بالتصعيد وتريد توجيه ثلاث رسائل لاسرائيل: الاولى تأتي ردًا على تهديدات المسؤولين الاسرائيليين بأنهم بصدد التحضير لعملية عسكرية في جنوب لبنان، أرادت المقاومة إظهار أنها تملك تكتيكات وأسلحة جديدة وقدرة استطلاعية واستخباراتية قوية تضاهي قدراتهم والدليل على ذلك شريط الفيديو على محطة الجزيرة الذي أظهر مراقبة المقاومة للاسرائيليين عن كثب، لدرجة يمكن القول إن حتى نبضات قلب العدو الاسرائيلي يتم إحصاؤها، بالتعبير المجازي".
وأضاف شحادة: "شريط الفيديو دليل على أن لدى المقاومة قدرة على الاستطلاع والاستعلام والاستخبار بشكل أنها تتمكن من تحديد ومراقبة تحركات العدو الاسرائيلي حتى لو كانت مراكز مستحدثة، مثل عرب العرامشة الذي كان مركزًا مستحدثًا اكتشفته المقاومة فاستهدفته بعد وقت قليل باستخدام أسلحة جديدة الا وهي طائرة انقضاضية جديدة مختلفة عن الطائرة الانقضاضية "شاهد 136" والتي قالت اسرائيل إن نوعها "أبابيل"".
وتابع شحادة أن "هذه الطائرة أسرع وتحمل متفجرات بحدود الـ45 كيلوغرامًا، وفق ما قالت اسرائيل ، علمًا أن المقاومة لم تعلن عن نوعها، كما استعملت المقاومة في عملية عرب العرامشة صواريخ ذكية مثل "الماس" و"فلق"، فأصابت المركز في عرب العرامشة وأسقطت حينها قتلى وجرحى للجيش الاسرائيلي اعترف بـ18 منهم، الى جانب اعتراف اسرائيل بأن هذا المركز يجتمع فيه كبار الضباط علمًا أن عرب العرامشة هي منطقة للعرب وسكانها ليسوا يهودا".
ولفت الى أن "الاسرائيلي لاحظ وقد صدرت تقارير اسرائيلية منذ يومين تقول إن المقاومة استطاعت أن تعطل القدرة على التحكم والسيطرة الجوية في الجبهة الشمالية وذلك جراء قيام المقاومة ومنذ 8 تشرين الاول حتى اليوم باستهداف التجهيزات الالكترونية والتجسسية المنتشرة على كل العواميد على طول الحدود ما بين الناقورة وصولًا الى مزارع شبعا".
وقال: "كثيرون لاحظوا استهداف هذه الاخيرة وسخروا من هذه الاستهدافات، ولكن عندما قامت المقاومة بتعطيل غالبية هذه التجهيزات وبخاصة عندما قصفت قاعدة ميرون، والتي كلما حاولت اسرائيل اصلاحها تعود المقاومة وتقصفها، كل ذلك جعل السيطرة الجوية والتحكم الجوي الاسرائيلي في الجبهة الشمالية يتعطل. هذا سمح للمقاومة ومن خلال تعطيل هذه التجهيزات، بأن تخرق أجواء العدو الاسرائيلي بطائرات مسيرة انقضاضية وصواريخ دقيقة من دون أن تتمكن القبة الحديدية وكل التجهيزات المضادة للاهداف الجوية من أن تعمل، حتى إن صفارات الانظار لم تعد تعمل، الى جانب تمكن المقاومة من استهداف بطاريات القبة الحديدية التي صُنعت للتصدي للاهداف الجوية كما استطاعت المقاومة تدمير، وباستخدام صاروخ الماس، رادار تكلفته مليارات الدولار وموضوع على جبل الجرمق – تلة ميرون مخصص لرصد القذائف المدفعية والصواريخ التي تنطلق من لبنان والذي يعطي التعليمات للمضدات للتصدي لها".
وأكد شحادة أنه "عندما تعطلت امكانات ووسائط التحكم الجوي في الجبهة الشمالية، استطاعت المقاومة خرق الاجواء الاسرائيلية حتى وصلت امس الى طبريا على بعد 30 كلم وهو أعمق بعد تصل اليه الطائرات الانقضاضية للمقاومة، فيما كانت قد وصلت الى عكا ضاربةً قيادة لواء غولاني، كما شهدنا منذ يومين اسقاط المنطاد مقابل رميش والذي دخل الاراضي اللبنانية وهي عملية مهمة جدًا لاسيما أن المقاومة اختارت نهارًا يكون الهواء فيه متجهًا من الجنوب الى الشمال لكي، وعندما يفلت المنطاد، يتوجه بواسطة الهواء الى الاراضي اللبنانية لكي تتمكن من السيطرة عليه وعلى التجهيزات التي يحويها".
وشدد على أن "كل ما سبق يندرج تحت الرسالة الاولى التي تريد أن توجهها المقاومة لاسرائيل ومفادها أنه لديها مفاجآت من حيث الدقة بالاستطلاع والاستعلام عن المراكز إذا كانت اسرائيل بصدد القيام بعملية عسكرية في جنوب لبنان".
وأشار شحادة في حديثٍ لموقعنا الى أن "الرسالة الثانية التي توجهها المقاومة الى اسرائيل هي أنه اذا اجتاحت الأخيرة رفح فالمقاومة ستصعّد في جنوب لبنان".
ولفت الى أن "الرسالة الثالثة هي إعماء قدرة اسرائيل على التحكم الجوي لان كل وسائل التجسس الاسرائيلية تعطلت"، مردفًا: "كان الاسرائيليون يستعملون العواميد في بعض الاحيان ويضعون كاميرات عليها فكانت المقاومة تعود وتقصفها، وهذا كان مدار سخرية من الاعلام العربي بأن المقاومة كانت تستهدف العواميد الا أن نتائج هذه الاستهدافات بدأت تظهر، وذلك لجهة قدرة المقاومة على ضرب وإصابة أهداف على عمق 30 كيلومتر من خلال الطائرات المسيرة الانقضاضية الى جانب قدرتها على الاستطلاع والاستعلام".
وشدد شحادة على أن "لدى المقاومة القدرة على إرسال طائرات تجسس حتى تصور مشاهد وتستطلع مراكز العدو الاسرائيلي اينما تمركز"، معتبرًا أنه "بالفعل، المقاومة تستعمل تكتيكًا جديدًا هدفه توجيه هذه الرسائل: أولها ردعية خاصة أن المقاومة تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع اسرائيلية "هرمز 900" التي تستطيع ان تحلق على علو 30 ألف قدم أي 9000 متر بواسطة مضاد للطائرات لا يُحمل على الكتف لان ذلك الذي يُحمل على الكتف هو الذي أسقط طائرات الاستطلاع "هرمز 450"، مظهرةً آنذاك لاسرائيل أن لديها أسلحة مضادة لطائراتها الثقيلة كالطائرات الحربية "f-16 " و "f-15 " و "f-35 " تحت مرمى نيران المضادات الارضية للمقاومة".
وأضاف: "الرأي العام الاسرائيلي يقول أنه فقد السيطرة على الاجواء فوق لبنان بسبب الاسلحة المضادة للطائرات المفاجئة التي تملكها المقاومة وبسبب تعطيل التجهيزات والقدرات التقنية التي كانت تملكها اسرائيل على طول الحدود وتلة ميرون واسقاط المنطادين فوق رميش وعلى مفترق غولاني أمس"، مؤكدًا على أن "ذلك عطل امكانيات وقدرة اسرائيل على التحكم الجوي فوق الاجواء الشمالية على الجبهة مع لبنان".
وتابع شحادة في حديث لموقعنا: "خلال الاشهر الثمانية من الحرب، استعملت اسرائيل اكثر من 85% من قدراتها القتالية، ونقصد هنا نوعًا وليس كمًا، اي أنه لم يعد لديها نوعًا أكثر من 15% من جديد اذا لا يزال هناك حتى هذا القدر لأنها لم تترك قنابل ذكية الا واستعملتها حيث وصلت الى استعمال حوالي 2000 رطل من القنابل الى جانب استخدامها قنابل مدمرة فهي وصلت الى استعمال جميع انواع القنابل التي زودتها بها اميركا ويبقى لديها السلاحان النووي والكيميائي لم تستعملهما بعد، بينما المقاومة في لبنان حتى الآن لم تستعمل نوعًا أكثر من 25% من قدراتها القتالية".
وأشار الى أن "كل هذه المفاجآت تخبّئها المقاومة وتستعملها تدريجيًا، وآخر مرة استخدمت صاروخ "جهاد مغنية" وهو صاروخ ثقيل مظهرةً أنه لا يزال لديها صواريخ ثقيلة بعد غير البركان وفلق والماس وكورنيت وغيرها من التي تم استخدامها من قبل، وبالتالي هي تري الاسرائيلي تباعًا ما لديها من مفاجآت في حال نوى القيام بعملية عسكرية على لبنان وفي حال كان بصدد اقتحام رفح".
وعن الهجوم على المطلة اليوم، قال شحادة: "المقاومة لم تعلن حتى الآن عن نوع الطائرة الانقضاضية ولكن هذا سلاح جديد تخرجه المقاومة باتجاه اسرائيل وله دلالات كبيرة من المفاجآت التي تعدها المقاومة، والعملية تحمل دلالات ردعية ايضًا في حال كانت اسرائيل في نيتها أن تنفذ عملًا عسكريًا باتجاه جنوب لبنان أو إذا كان هناك تصعيد باتجاه رفح واتت انتقامًا لما قامت به اسرائيل ليل امس عندما قصفت جرود منطقة بعلبك وميحطها والتي لم تؤدي الى أي خسائر في الأرواح انما قصفت مراكز تدريب تم اخلاؤها من العناصر منذ وقت طويل، ولكن كون المكان المستهدف هو في العمق بالتالي يعني ذلك خرقًا لقواعد الردع وبالتالي هذا رد مثلث".
واعتبر شحادة أن هذه العملية هي "نوع من المفاجآت استخدمتها المقاومة اليوم لتظهر بعضًا مما تمتلك من مفاجآت".
وأضاف: "تم استخدام سلاح خطير جدًا حيث أن الطائرة المسيرة مزودة بصاروخين s5 وهو صاروخ روسي يحمل بحدود 40 كيلوغرامًا من المتفجرات بالاضافة الى الطائرة الانقضاضية التي بحد ذاتها عندما تطلق الصاروخين كلا باتجاه هدف وهي باتجاه هدف، فهذه الطائرة تستطيع أن تستهدف 3 أهداف في نفس الوقت".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني