الشرق
اتفق الرئيسان الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بعد توقيعهما الإعلان المشترك بين موسكو وبكين، على توسيع نطاق العلاقات، لاسيما في مجالات الطاقة والاقتصاد والرياضة، فيما أجمعا على ضرورة التوصل إلى "حل سياسي" للنزاع في أوكرانيا.
وعدد شي خلال كلمته وإلى جانبه بوتين، 5 مبادئ صينية في العلاقات مع روسيا، مؤكداً على أنه "في الذكرى 75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، تمكنا من مواجهة الصعوبات وباتت علاقاتنا أكثر متانة، وبالنظر إلى أننا ننتقل إلى حقبة جديدة لتعميق علاقات التعاون، فإن فكرة الصداقة قد تعمقت وكنا بمثابة مثال لبناء العلاقة بين الدول والجيران وكل هذا بات ممكناً، لأن الطرفين متمسكين بخمسة مبادئ".
مبادئ شي الخمسة في العلاقات مع روسيا
ندعم أنا وبوتين على أساس الاحترام المتبادل، القضايا المتعلقة بمصالح البلدين، إذ إننا متفقين على أن حل الأزمات الساخنة بشكل سلمي يجب أن يتم على أساس العدل، ولس الحرب الباردة وتهديد أمن دول العالم، وقد أشرنا سابقاً إلى أنه ليس هناك بديلاً لتسوية الأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية، إلا على أساس تنفيذ قرارات مجلس الأمن، كما نرى أنه من الضروري تسوية الأزمة الأوكرانية وفق تطبيق ميثاق الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول وتأسيس هيكلية أمنية ثابتة للعالم والوصول إلى تسوية سلمية.
وفي روح التعاون الاستراتيجي، فإن روسيا والصين تدافعان عن الدور المركزي للأمم المتحدة في العالم والنظام العالمي وندعم بعضنا في الساحات الدولية، كما ندعم السلام والتعاون متعدد الجوانب، سندعم روسيا في رأستها لدول مجموعة البريكس وستدعما في رئاسة منظمة شنغهاي يوليو المقبل، وذلك لتوحيد وتعميق التعاون عبر العالم الجنوبي.
استطعنا بناء نموذج قائم على الاحترام المتبادل والمساواة والدعم المتبادل في القضايا الهامة، وهنا تكمن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي وعدم الانضمام إلى التحالفات والعداءات، إذ نعزز الثقة بيننا ونطور التنمية وندعم الازدهار.
اتفقنا على اتباع نهج لبناء العمل على أساس المنفعة المتبادلة العام الماضي، إذ زادت قيمة التبادلات التجارية عن ملياري دولار، فيما نمت التجارة بنسبة 2.7 % أي أكثر من ضعفين خلال الفترة الماضية، كما اتفقنا على ضرورة إيجاد نقاط تماس لمصالحنا والتعاون في المجالات الجديدة والاستمرار في بناء الهيكل التعاوني ودعم البحوث العلمية والمجالات الأساسية وبينها النقل والتجارة.
نشدد على ضرورة الحفاظ على هذه الصداقة ونقلها من جيل إلى جيل، روسيا والصين مشهورتان في تاريخهما وهناك تبادل إنساني يجري عبر الخريطة حتى العام 2030، وكنا قد أعلنا أن عامي 2024 و2025 ستُكرسان من أجل التبادل الثقافي واجراء فاعليات حيوية تعزز التبادل بين الشعبين.
وعززت الصين علاقاتها التجارية والعسكرية مع روسيا في السنوات الأخيرة، كما فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها العقوبات على البلدين، وخاصة موسكو، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
التجارة والطاقة والرياضة
وفي هذا الإطار، تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى متانة العلاقات، مشيراً إلى أن زيارته للصين كأول دولة بعد الولاية الخامسة "تساعدنا على ضبط العلاقات بين البلدين"، مشيراً إلى أن المحادثات أثبتت مدى متانة العلاقات والتعاون الاستراتيجي، ما يعد نموذجاً لبناء العلاقات بين دول الجوار.
وأضاف: "ناقشنا اليوم آفاق التعاون الثنائي وبكل سرور عبرنا عن الحوار المشترك في مجال السياسية والأمن والتجارة والتنسيق في الساحة الدولية".
وقال: "ممتنون لأصدقائنا ونظرائنا الصينيين للمبادرات التي يعرضونها لحل أزمة أوكرانيا. تدعو بكين التي لم تندد يوماً بالغزو الروسي، إلى احترام سلامة أراضي كل الدول بما يشمل أوكرانيا ضمناً، مع دعوتها في آن، إلى أخذ مخاوف حليفتها روسيا بالحسبان".
وتابع: "تطرقنا إلى الاستثمار والتجارة، الصين تعد شريكاً أساسياً ودولتنا موجودة ضمن المركز الرابع في التبادل التجاري ونطمح إلى رقم قياسي بـ 240 مليار دولار، خصوصاً مع نمو الصادرات الغذائية الروسية إلى الصين بأكثر من مرة ونصف والتبادل التجاري بأكثر من 40 %".
ولفت بوتين إلى أنه "تم إنجاز أكثر من 80 مشروعاً بقيمة 200 مليار دولار"، موضحاً أن حيز الروبل الروسي واليوان الصيني يزداد من 90% بالتجارة المتبادلة، ما يشير إلى أن "تجارتنا محمية من الدول الثالثة".
وتطرق بوتين أيضاً إلى قطاع تطوير الطاقة، مشيراً لوجود خطط محددة لتعميق التعاون في هذا المجال، بما في ذلك الطاقة النووية وإطلاق محطات "كهرونووية" التي يتم بناؤها، لمساعدة الاقتصاد الصيني وتقديم طاقة رخيصة ونظيفة، فما لفت إلى تطوير المحطات النووية على أساس استخدام النيوترونات السريعة.
وأعلن بوتين، إطلاق الفاعليات الثقافية في 30 مدينة روسية و50 مدينة صينية في المسارح والمعارض وصالات السينما، منوهاً إلى وجود تبادلات تعليمية ورياضية بين الجانبين، فضلاً عن نظام الإعفاء المتبادل للتأشيرات.
أما فيما يتعلق بالتنوع الصناعي، فرحب بوتين بالصناعة الصينية في السوق الروسية، كما أشار لتعاون في الصناعات التعدينية والأدوية واكتشاف الفضاء وغيرها.
وقال: "روسيا والصين تتعاونان في مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي ونعمل معاً ضمن الاتحاد الاقتصادي الآوراسي ومشروع الصين طريق واحد، يجب بناء هيكلية أمن في آسيا والمحيط الهادئ دون تحالفات وتكتلات مغلقة، كما نسعى لتأسيس عالم أكثر عدالة ومساواة يعتمد على الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".