ينشغل العالم اليوم بما يحصل في رفح بعد ما أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته اليوم على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مانعًا دخول المساعدات، ووسط تواتر معلومات نقلتها CNN عن مصدر اسرائيلي مفادها أن العملية في رفح تهدف إلى الضغط على حماس لإبرام صفقة مقبولة. هذا وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية أمس اتصالاً هاتفيًا مع رئيس الوزراء القطري ووزير المخابرات المصرية وأبلغهم موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
في هذا السياق، أشار الدكتور علي مطر في حديث لـvdlnews الى أنه "لا شك أن ما فعلته حركة حماس كان بمثابة تسجيل هدف تفاوضي سياسي - دبلوماسي في مرمى نتنياهو حيث إنها كسرت الرواية الإسرائيلية والأميركية التي كانت تحاول أن تقول إن حماس هي التي تتحمل مسؤولية إفشال المفاوضات واضعةً الكرة بملعب نتنياهو".
وأضاف: "اليوم نتنياهو هو الذي أفشل المفاوضات وبالتالي هو الذي لا يزال يتعمد الحرب وليس حركة حماس وهي نقطة مهمة جدا تبين حقيقة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، فضلًا عن أن نتنياهو اليوم أصبح محرجًا حتى مع الأميركي، فدخل إلى رفح علمًا أن حماس وافقت على المفاوضات وبالتالي كان من المفترض إرسال الوفد وأن يتم التباحث مجددًا قبل عملية رفح ولكن يبدو أنه ومن خلال عملية رفح رفض التفاوض ويريد تحقيق إنجاز ونصر عسكري مزعوم بحيث إنه كان أمام فشلين، الأول في 7 تشرين والثاني في حرب غزة فهو لم يحقق أهدافه الاستراتيجية ويريد نصرًا مزعومًا فلم يذهب إلى التفاوض بل فضّل الدخول بحرب رفح".
وشدد مطر عبر موقعنا على أن "عملية رفح مرتبطة بأمرين: الأول أن نتنياهو يريد فعلا تحقيق انجاز معين وهو لم يحققه وبالتالي يريد من خلال رفح أن يبيّن للداخل الإسرائيلي أنه استطاع القضاء على حماس أو حقق انجازًا بالدخول الى آخر معاقلها، لكن هذا عمليًا لا يحقق انجازًا استراتيجيًا، فهو كما دخل إلى خان يونس وغيرها يدخل إلى رفح ولن يحقق الهدف الاستراتيجي بل على العكس هو في حال ارتكب المجازر كما بدأ يحصل، فسيكون بمواجهة مع المجتمع الدولي".
وتابع: "الأمر الآخر هو تأكيد أن نتنياهو لا يريد الذهاب إلى تفاوض وفق رؤية حماس علمًا أن ما وافقت عليه حماس هو الورقة التي وافق عليها الاسرائيلي قبل أيام في مصر ولكن هو يريد أن يماطل ليقول أنه لم يذهب الى التفاوض ولم يذهب الى اتفاق كما تريد حماس كي لا يكون محرجاً أمام اليمين الإسرائيلي حيث إن اليمين هدد بإسقاط الحكومة بحال كان التوجه الى الذهاب نحو اتفاق مع حماس لذلك هو يسوق لفكرة أن الاتفاق غير جيد وبالتالي دخل الى رفح".
ولفت مطر إلى أن "الإسرائيلي لا يريد إغضاب الأميركي الذي قال إن الخيار الأفضل هو الذهاب إلى عمليات موضعية في رفح وليس إلى عملية شاملة وبالتالي بدأ الإسرائيلي حاليًا عملية موضعية محدودة شرقي رفح والأيام القادمة كفيلة كي تبيّن ما الذي سيفعله حيث إنه سيبدأ بالقدم التدريجي بعملية تدريجية وليس عملية واسعة لأن هناك مليون وثلاث مئة ألف مدني لا يمكنه أن يقوم بقتلهم جميعًا بغية تحقيق انجاز عسكري لاسيما أن خروج المدنيين متعذر حتى اللحظة وليس هناك أماكن تأويهم".