بالخيام وأعلام فلسطين.. احتجاجات جامعات أميركا تتحدى الحظر
بالخيام وأعلام فلسطين.. احتجاجات جامعات أميركا تتحدى الحظر

دولية وإقليمية - Sunday, April 28, 2024 10:59:00 AM

الشرق

تعصف الاحتجاجات ضد حرب إسرائيل على غزة بعدد من الجامعات في الولايات المتحدة، ما أدّى إلى اعتقال مئات الطلاب المتظاهرين، الذين يطالبون جامعاتهم بقطع العلاقات مع إسرائيل والشركات المتعاونة معها أو تستفيد من الحرب على غزة.

وتصاعدت الاحتجاجات بعد أن أقام الطلاب مخيماً في جامعة كولومبيا المرموقة بنيويورك في 17 أبريل، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي قالوا إنها "تربح من الفصل العنصري الإسرائيلي"، وفق تعبيرهم.

وحاولت الشرطة إخلاء المخيم في 18 أبريل، واعتقلت 108 متظاهرين، لكن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية، حيث ألهمت الطلاب وحفزت المتظاهرين في كولومبيا على إعادة تنظيم صفوفهم وبناء مخيم أكبر في الجهة المقابلة لمدخل الجامعة.

 

وفي وقت قصير، قام الطلاب في عدد من الجامعات الأخرى، بما في ذلك جامعات مينيسوتا وبيتسبرج وبيركلي وييل، بإنشاء مخيمات مماثلة. وفي 24 أبريل، أغلق ضباط مكافحة الشغب في جامعة تكساس، أوستن، الطرق أمام المتظاهرين واعتقلوا 34 شخصاً على الأقل لرفضهم التفرق.

ويطالب المحتجون في كل أرجاء الولايات المتحدة بالتوقف عن التعامل مع شركات السلاح التي تزود إسرائيل بالأسلحة، والتوقف عن قبول أموال الأبحاث من إسرائيل للمشاريع التي تساعد الجهود العسكرية للدولة، واعتماد الشفافية بشأن الأموال التي يتم تلقيها من إسرائيل والأغراض التي تستخدم فيها.

وأبلغت حوالي 100 كلية أميركية عن هدايا أو عقود من إسرائيل يبلغ مجموعها 375 مليون دولار على مدى العقدين الماضيين، وفقاً لقاعدة بيانات وزارة التعليم الأميركية.

جامعة كولومبيا.. الشرارة الأولى

منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، شهدت جامعة كولومبيا في نيويورك احتجاجات فئوية صغيرة مناوئة لإسرائيل لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها، بعدما توعدت إدارة الجامعة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدين لفلسطين بإجراءات عقابية مثل تعليق جمعية "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) ومنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP).

لكن نطاق الغضب اشتد بعد أن نصب طلاب، في 17 أبريل، خياماً في حديقة الحرم الجامعي أطلقوا عليه اسم "مخيم التضامن مع غزة"، وتزامن ذلك مع تزايد الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع وسقوط أكثر من 34 ألف ضحية فلسطيني جراء الحرب.

وأمام هذه التطورات، أعطت رئيسة جامعة كولومبيا ذات الأصول المصرية نعمت شفيق المتظاهرين مهلة قصيرة لتفكيك الخيام. وقالت شفيق، في بيان، إنها تدعم حق الطلاب في الاحتجاج لكن الاعتصام يعطل الحياة في الحرم الجامعي ويثير مخاوف تتعلق بالسلامة. وقبل ذلك بيوم، منحت الجامعة للطلاب الحق في حضور الفصول الدراسية افتراضياً لبقية الفصل الدراسي.

ومع ذلك، قال طلاب جامعة كولومبيا في منشور على منصة "إكس" إن المسؤولين التزموا بالمفاوضات بشأن المخيم لمدة 48 ساعة أخرى.

وفي صباح اليوم التالي، اتصلت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية بقسم شرطة مدينة نيويورك لإخلاء المتظاهرين. واعتقلت السلطات أكثر من 100 شخص. وقال مسؤولو إنفاذ القانون في وقت لاحق إنه لم تكن هناك إصابات أو أعمال عنف مرتبطة بهذا الاحتجاج المحدد، وفقًا لصحيفة الحرم الجامعي Columbia Spectator.

ويعارض المتظاهرون الحرب الإسرائيلية على غزة، ويطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل، بما في ذلك وقف الاستثمارات في الشركات التي يقولون إنها مرتبطة بالحرب. وقالت الجامعة إنها تدعم الحوار، لكنها لم تعلن عن أي سحب للاستثمارات.

وقال بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمدافعين عن حرية التعبير ذوي الميول اليسارية إن الرد على حركتهم الاحتجاجية كان قاسياً للغاية. وفي غضون ساعات، كان من الواضح أن الرد العدواني ربما لم يحقق هدفه؛ إذ قال العديد من الطلاب المتظاهرين إنهم لم يشعروا بالإحباط فحسب، بل تم تحفيزهم لاتخاذ إجراءات جديدة.

وبحلول ذلك الوقت، كانت أعداد الطلاب المحتجين تتزايد في عدد متزايد من الجامعات بجميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك جامعات هارفارد وييل وكاليفورنيا وبيركلي، يستلهمون من جامعة كولومبيا ويطلقون احتجاجات مماثلة.

 
 
 

وقالت مريم علوان، وهي طالبة مؤيدة للفلسطينيين: "يمكنهم تهديدنا كما يريدون بالشرطة، لكن في نهاية المطاف، لن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من التعبئة"، وفق "نيويورك تايمز".

توسع الاحتجاجات

مع استمرار فعاليات المخيم التضامني مع الفلسطينيين في جامعة كولومبيا، كانت رقعة الاحتجاجات تنتشر في كل أرجاء الولايات المتحدة، حيث أجرى الطلاب في الجامعة سالفة الذكر مكالمات هاتفية مع حوالي 200 طالب من جامعات أخرى لحشد مزيد من الأصوات ورفع سقف الاحتجاجات.

ومنذ يوم الخميس، واجهت الجامعات الأخرى احتجاجات ومخيمات مماثلة، فضلاً عن الاعتقالات.

وأقيمت مخيمات مؤيدة للفلسطينيين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية إيمرسون، وجامعة تكساس في أوستن، وجامعة ميشيجان، وجامعة كاليفورنيا، بيركلي.

وألقت الشرطة، الأربعاء، القبض على ما يقرب من 100 متظاهر في جامعة جنوب كاليفورنيا بعد صدور أمر تفريقهم.

وألقت شرطة جامعة ييل القبض على ما لا يقل عن 45 متظاهراً الاثنين واتهمتهم بالتعدي الجنائي بعد أن رفضوا أوامر المغادرة.

كما أغلقت جامعة هارفارد ساحة الحرم الجامعي، وقام المسؤولون في المدرسة بإيقاف أنشطة منظمة طلابية مؤيدة للفلسطينيين بزعم انتهاكها لسياسات المدرسة.

وتم القبض على 9 أشخاص، الخميس، في حرم جامعة مينيسوتا في توين سيتيز بعد اتهامهم بتشكيل "معسكر يتعارض مع سياسة الجامعة".

ويقول المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إنهم لن يتفرقوا حتى توافق جامعاتهم على قطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وتلتزم بـ"السحب الكامل" لأموالها من الكيانات المرتبطة بإسرائيل.

وفي جامعة نيويورك، تم القبض على أكثر من 100 طالب وموظف في حدود 26 أبريل.

وأكد متحدث باسم شرطة نيويورك أنه تم احتجاز 120 شخصاً، وتم إطلاق سراح 116 منهم بموجب أوامر استدعاء بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.

كما ألقت الشرطة القبض على 48 متظاهراً في جامعة ييل، من بينهم أربعة ليسوا طلاباً، بعد أن رفضوا مغادرة معسكرهم في ساحة وسط حرم الجامعة في نيو هيفن بولاية كونيتيكت.

وفي جامعة كاليفورنيا للفنون التطبيقية، استولى الطلاب على مبنيين في حرم الجامعة، مستخدمين الأثاث والخيام والسلاسل والأربطة. وتقول الشرطة إنه تم القبض على 3 طلاب، لكن الاحتجاج لا يزال مستمراً واضطر الحرم الجامعي إلى الإغلاق.

وجاء في بيان للجامعة، الأربعاء: "لقد تم انتهاك العديد من القوانين، بما في ذلك مقاومة الاعتقال، وتدمير وإتلاف الممتلكات، والتعدي الإجرامي".

وقال متحدث باسم ولاية أوهايو إن حوالي 50 متظاهراً تجمعوا في الحرم الجامعي في 23 أبريل للتضامن مع الشعب الفلسطيني قبل القيام بمسيرة.

وأضافوا أنه تم اعتقال طالبين مؤيدين للفلسطينيين كانا يشاركان باحتجاج في الحرم الجامعي، ووجهت إليهما تهمة التعدي الجنائي، بعد "تحذيرات متكررة بالتزام الصمت".

وفي كلية إمرسون، بدأت الاحتجاجات في 23 أبريل، عندما احتل حوالي 80 طالباً ومؤيدين آخرين فناءً مزدحماً في الحرم الجامعي بوسط مدينة بوسطن.

وحذر مسؤولو الكلية الطلاب من أن بعض المتظاهرين ينتهكون قوانين المدينة، بما في ذلك عن طريق إغلاق حق الطريق وصنابير إطفاء الحرائق، ونصب الخيام في زقاق تملكه المدينة.

وقالت الكلية، في بيان، إن شرطة الحرم الجامعي تقدم خدمات مرافقة للطلاب بعد أن تلقى المسؤولون تقارير موثوقة عن تورط بعض المتظاهرين في "مضايقة وترهيب مستهدف لليهود المؤيدين لإسرائيل".

وقالت الشرطة إن 108 أشخاص اعتقلوا في احتجاجات ليلة 24 أبريل، وأصيب أربعة ضباط بجروح".

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

ولم يكن الوضع مختلفاً في جامعة تكساس، حيث اعتقل ضباط الشرطة وقوات الولاية بالقوة 33 طالباً متظاهراً بعد أن اتصل مسؤولو الجامعة والمحافظ بالسلطات.

ماذا يقول القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الاثنين، إنه يستنكر "الاحتجاجات المعادية للسامية وأولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين".

ثم عاد البيت الأبيض ليقول لاحقاً، الأربعاء، إن الرئيس، جو بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: "يؤمن الرئيس بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات". وأضافت: "نحن نؤمن بقدرة الناس على التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية، لكن عندما نتحدث عن خطاب كراهية وأعمال عنف، علينا أن نسميها". 

في المقابل، دعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الأربعاء، رئيسة جامعة كولومبيا إلى الاستقالة خلال مؤتمر صحفي متوتر حيث قاطع الحشد المتحدث بشكل متكرر، وفي بعض الأحيان أطلقوا صيحات الاستهجان عليه وعلى مشرعين آخرين من الحزب الجمهوري الذين كانوا معه أثناء وقوفهم أمام الميكروفونات في حرم جامعة كولومبيا.

 
 

وقال جونسون: "لا يمكننا أن نسمح لهذا النوع من الكراهية ومعاداة السامية بالازدهار في جامعاتنا، يجب القبض على من يرتكبون هذا العنف". وأضاف: "أنا هنا اليوم للانضمام إلى زملائي، وأدعو الرئيسة شفيق إلى الاستقالة إذا لم تتمكن من إحلال النظام على الفور".

كما قال وزير التعليم الأميركي ميجيل كاردونا، الثلاثاء، إنه "يشعر بقلق عميق" بشأن حوادث معاداة السامية في جامعة كولومبيا، وأشار إلى تحقيق تم فتحه سابقاً بمجال الحقوق المدنية في الجامعة بسبب انتهاكات تنطوي على مضايقات معادية للسامية"، وفق شبكة CNN.

بدوره، ندّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الخميس، بالاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، التي تشهدها الجامعات الأميركية، قائلاً إنّ مسيرة اليمين المتطرّف الشهيرة في شارلوتسفيل في عام 2017 "لا تُمثل شيئاً"، مقارنة بـ"مستوى الكراهية" الذي يتخلّل الأحداث الجارية.

وقال المرشّح الجمهوري لخوض السباق إلى البيت الأبيض: "شارلوتسفيل لا تمثّل شيئاً على الإطلاق، لا شيء مقارنة بمستوى الكراهية الموجود لدينا هنا، إنها كراهية كبيرة".

وكان ترمب يشير إلى التجمّع الشهير لنشطاء من اليمين المتطرف في فيرجينيا عام 2017، والذي بدأ بمسيرة للنازيين الجدد ولأعضاء في جماعة "كو كلوكس كلان، وميليشيات مختلفة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني