بقلم الباحث والكاتب والناقد شارلي سميا
منذ نشأتها، إرتأت أكاديمية الياس الرحباني أن تبني نفسها على صخرة الضمير المهني والأهداف الأكاديمية النبيلة. دستورها ينص على الجدارة ،الكفاءة والخبرة المتمرسة المتمردة على المناهج الآحادية الهشّة التي أكلها العث ونخرها السوس، فبات معظم التلاميذ والأساتذة ضائعين في وادي جراند كانيون (Grand canyon). ليس عندها تلميذ يتعلّم و آخر لا، بل فلسفتها المنهاجية تعتمد على التشخيص في فهم المهارات والقدرات والمواهب للتلميذ أولاً، فتعرف من البداية كيف توصله خطوة وراء أخرى عبر فهم كل العراقيل والحواجز التي تمنعه من إكمال المستوى الموسيقي خاصته، فها هي تُدرج التعليم الشخصي الخصوصي ضمن الجماعي، فلا مجال لفشل الطالب أو رسوب المنهاج التعليمي. أكاديمية الياس الرحباني كتبت دستورها بقلمها الخاص، فليس هناك دساتير، كتب ومناهج مستوردة حيناً ومعدّلة حيناً آخر. لكل صف ولكل آلة كتاب مدوّن بخبرة البيئة الميدانية،عتق السنين ، مواكبة التطور ، دراسة السوق والحاجات والرؤية البعيدة المدى. مركزها التنافسي في السوق قوامه العلم والجودة أولاً، ومن ثمّ الأرباح المادية والتوسع ثانياً. إستراتيجية الأكاديمية عملت بعكس التيار المنحرف الذي يرتكز على الأسعار الزهيدة والمناهج الفاشلة الإنتاجية الذي ثمرته مكانه، فلا يفلح ولا يستطيع التحرك قدماً. وما يثبت صحة الاستراتيجية هو إثبات النفس، الفعالية العالية، النتائج الباهرة والتوسع المستمر، وها هي تثبت ذلك بفرض رؤيتها الخالية من النقاش عبر إفتتاح صرحاً رابعاً داخل جامعة البلمند. التفوّق والحقائق لا يحتاجون إلى تأويل، عجن وخفق، فها هي تحقق نقلة نوعية وفريدة من نوعها وجامعة البلمند تضرب ضربة معلّم موسيقية، إذ أدخلت القادة في هذا المجال دون مناقشة أو مجادلة لتزيد أقسام جديدة فيها بغية التوسع واضعة نصب أعينها المراكز الأولى.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا