رغم ذلك، فإن الازدهار التجاري التركي مع الجارة روسيا بدأ يتعثر، في ظل شن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حملة إجراءات صارمة ضد ما يسمى بالسلع مزدوجة الاستخدام، التي يمكن أن توفر للكرملين شريان حياة حيوياً لهجومها العسكري على أوكرانيا.
وكشفت بيانات أولية نشرتها وزارة التجارة التركية بوقت سابق من الشهر الجاري أن الصادرات التركية إلى روسيا انخفضت بمقدار الثلث خلال الربع الأول من السنة الحالية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
على الجانب الآخر، تباطأ تطوير طريق بحر الشمال بفعل العقوبات الغربية جراء غزو أوكرانيا التي أوقفت خطة روسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من محطة "آركتيك 2" للغاز الطبيعي المسال إلى آسيا حيث جمد المستثمرون الأجانب الرئيسيون مشاركتهم فيه. وقوضت أيضاً العقوبات العقود الخاصة بالمحطة للحصول على السفن الكاسحة للجليد اللازمة للإبحار عبر المياه المتجمدة.
وتوقفت شركة الشحن الصينية "كوسكو" عن استخدام الطريق اعتباراً من 2022، رغم أن الرحلة من ميناء داليان في الصين، إلى ميناء روتردام في هولندا على طول طريق بحر الشمال تستغرق نحو 33 يوماً، بالمقارنة مع 48 يوماً عبر قناة السويس. وتوقفت جميع عمليات العبور بين آسيا وأميركا الشمالية وأوروبا عبر القطب الشمالي وسط مخاوف من انتهاك العقوبات، بعدما شكلت 40% من أحجام الشحن خلال 2021.
يأتي هذا رغم هجمات المسلحين الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران المستمرة منذ أواخر السنة الماضية التي استهدفت سفن في البحر الأحمر وما حوله، وهو الأمر الذي أجبر شركات الشحن الغربية على تجنب عبور قناة السويس واللجوء لطريق أطول حول الطرف الجنوبي من أفريقيا.
أوضح ميخائيل غريغورييف، خبير الشحن عبر القطب الشمالي والمالك المشارك ومدير شركة الاستشارات "غيكون" (Gecon): "تعتبر حركة العبور الدولية عبر بحر الشمال محفوفة بالمخاطر جراء التغيرات في الموقف الجيوسياسي".
اتفاقات لتطوير شحن الحاويات