نداء الوطن
إشتعال الجبهة الجنوبية أمس على جانبي الحدود تخطى المستويات التي عرفتها المواجهات في الأسابيع الأخيرة. وكانت البداية، استهداف إسرائيل قيادي لـ»حزب الله» في منطقة صور، وردّ «الحزب» باطلاق مسيّرتين مفخختين نحو الجليل الأعلى، أوقعتا إصابات في الجانب الإسرائيلي. ثم أتى الاستهداف الإسرائيلي التالي لسيارتين في منطقة صور أيضاً ما أدّى الى سقوط قيادي نعاه «الحزب». فهل هناك وراء هذا التصعيد غير ما هو معتاد منذ 8 تشرين الماضي؟
في تقرير لـ»فرانس برس» أمس، أنه بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته إيران ليل السبت ـ الأحد على إسرائيل، يبدو أنه صار من الصعب استبعاد فرضية ردّ إسرائيلي. ورجحت نائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات الشرق الأوسط في البحر الأبيض المتوسط والأستاذة في معهد العلوم السياسية بباريس أنييس لوفالوا، عبر الوكالة الفرنسية أنّ «الخيار الأكثر واقعية» هو «حرب مفتوحة مع «حزب الله» في لبنان. وهي عملية قد تمكّن إسرائيل من الردّ دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران».
وفي التطورات الميدانية، قال مصدر مقّرب من «حزب الله» إنّ «قيادياً ميدانياً مسؤولاً عن محور منطقة الناقورة قتل جراء ضربة إسرائيلية» في بلدة عين بعال، الواقعة على بعد حوالى 15 كيلومتراً من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. ونعى «الحزب» لاحقاً اسماعيل يوسف باز الذي سقط في عين بعال. بعد ذلك أعلن «حزب الله» في بيان أنه قصف «قاعدة بيت هلل بصواريخ الكاتيوشا»، وذلك «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الآمنة وآخرها في عين بعال».
ومساءً، نعى «حزب الله» محمود ابراهيم فضل الله من بلدة عيناثا. كما نعى محمد حسين مصطفى شحوري من بلدة الشهابية. ومن المرجح إنهما قتلا في غارة الشهابية.
من ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أربعة من عناصره داخل الأراضي اللبنانية، بعيد إعلان «حزب الله» أنّه فجّر أول من أمس عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين إثر تجاوزهم الحدود.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لجنود جدد في الجيش الإسرائيلي أمس: «إنّ إيران تقف خلف «حماس» و»حزب الله» وآخرين. لكننا مصممون على الفوز هناك والدفاع عن أنفسنا في كافة القطاعات».
وعلى «خلفية تهديدات إسرائيل بأنها ستهاجم رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني»، ذكرت «القناة 13» العبرية، أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت جال أمس على الحدود الشمالية مع لبنان، وخاطب الجنود، قائلاً: «فشلت ايران في الهجوم. إنّ طائرات سلاح الجو تعمل في كل مكان، وسماء الشرق الأوسط مفتوحة، وسنعرف كيف نضربها أينما كانت». وخلال الجولة قيّم غالانت الوضع على الحدود مع قائد الفرقة 146 العميد إسرائيل شومر، وقائد اللواء 6 العميد إيتان جلعاد، وقادة الكتائب العاملة في قطاع الجليل الغربي. وعاد الجنود الجرحى، وقال لهم: «أنا مقتنع بأننا سنصل إلى المرحلة التي سنعيد فيها المواطنين إلى ديارهم بأمان- إما عن طريق العمل العسكري أو عن طريق الاتفاق. من الأفضل أن نتفق- لكننا نستعد لجميع الاحتمالات».