الشرق
قال جنرال أمريكي كبير، إن استخدام روسيا للصواريخ الكورية الشمالية في هجومها على أوكرانيا يمنح بيونج يانج، فرصة نادرة لاختبار أسلحتها في القتال، وربما يُستخلص منها دروساً يمكن أن تحسّن أداءها"، وفق "بلومبرغ".
وذكر الجنرال تشارلز فلين، القائد العام للجيش الأميركي في المحيط الهادئ: "لا أعتقد أنه في ذاكرتي الأخيرة، كان لدى الجيش الكوري الشمالي مختبر في ساحة المعركة تماماً مثلما يوفّره لهم الرّوس في أوكرانيا".
وأوضح فلين، خلال زيارة إلى حامية همفريز العسكرية الأميركية المترامية الأطراف، على بعد حوالي 80 كيلومتراً (50 ميلاً) جنوب سول، السبت، أن "هذه الاختبارات تمنح كوريا الشمالية فرصة للحصول على معلومات قيّمة في المسائل الفنية والإجراءات العملية، والذخائر نفسها".
وقال الجنرال الأميركي إن
الولايات المتحدة ستراقب عن كثب كيف ستتطور الأمور، مضيفاً أن مصدر القلق الكبير بالنسبة له ولآخرين هو أن كوريا الشمالية ستكون قادرة على معرفة عدّة أمور عن أسلحتها لم تكن بمقدورها معرفتها لولا الحرب في أوكرانيا".
وأورد فلين أن الولايات المتحدة، ستنشر أنظمة صاروخية ذات قدرة متوسطة المدى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قريباً، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن التوقيت أو المواقع. وقد تثير مثل هذه الخطوة غضب الصين، التي حذرت في عام 2019 من أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يخاطرون باتخاذ إجراءات مضادّة إذا قبلوا نشر صواريخ أميركية متوسطة المدى، وفق "بلومبرغ".
واتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول أخرى في أوروبا، كوريا الشمالية بإرسال أحدث صواريخها الباليستية ذات القدرة النووية إلى روسيا والتي يسهل إخفاؤها وسريعة النشر ويصعب إسقاطها. وتشير الصور التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أنها من طراز Hwasong-11، وهي فئة واسعة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى يمكنها ضرب الأهداف بشكل موثوق وبدرجة عالية من الدقة، وفقاً لخبراء الأسلحة.
ويتراوح مدى هذه الصّواريخ بين 380 و800 كيلومتر، وهي من بين الأسلحة التي يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتماد عليها.
ونقلت "بلومبرغ" عن خدمة NK NEWS المتخصصة، أن ممثلي الادعاء في خاركوف قالوا في مارس إن القوات الروسية أطلقت صواريخ كورية شمالية على أوكرانيا نحو 50 مرة منذ بدء الغزو، وقدموا وثائق، لما قالوا، إنها شملت صاروخاً من طراز"هواسونج-11".
وقال خبراء أسلحة، إن الصواريخ الكورية الشمالية التي أرسلتها حتى الآن مماثلة من حيث الحجم وديناميكيات الطيران لسلسلة صواريخ إسكندر الروسية. وأظهر تقرير أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية العام الماضي أن نظام الدفاع الجوي الأميركي باتريوت فعال حتى الآن إلى حد كبير في مواجهة الصواريخ الروسية.
وتقوم كوريا الجنوبية واليابان، حليفتا الولايات المتحدة بنشر بطاريات باتريوت. تمتلك أنظمة الدفاع الجوي هذه راداراً قوياً قادراً على تتبع ما يصل إلى 100 هدف بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات، وفقاً لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونجرس.
واتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأوروبا، كوريا الشمالية بإرسال كميات هائلة من الذخائر إلى روسيا، والتي يمكن تشغيلها بشكل متبادل مع أنظمة الحقبة السوفيتية المستخدمة في أوكرانيا.
ونفت موسكو وبيونج يانج، هذه الاتهامات، على الرغم من العديد من صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها مجموعات بحثية والحكومة الأميركية والتي تظهر تدفق الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا ثم إلى مستودعات الذخيرة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وفق "بلومبرغ".
وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إنه مقابل الأسلحة، التي من المرجح أن تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات، تزوّد روسيا كوريا الشمالية بالغذاء والمواد الخام وقطع الغيار اللازمة لتصنيع الأسلحة. وقد ساعد ذلك الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على تعزيز الأمن الغذائي ومواصلة تطوير أنظمة الأسلحة لديه.
ووصف فلين استمرار كوريا الشمالية في اختبار الصواريخ الباليستية بأنه مثير للقلق ومزعزع للاستقرار. وفي الأسبوع الماضي، أشرف كيم على اختبار صاروخ باليستي جديد مصمّم لنشر مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت يمكنها إيصال حمولة نووية إلى القواعد الأميركية في اليابان وجوام.