ناجي شربل وأحمد عز الدين - "الأنباء" الكويتية
لاتزال الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، واستهداف مسؤولي الحرس الثوري في سورية ولبنان تشغل الوسط السياسي اللبناني وحتى الإقليمي والدولي. والسؤال الذي يتكرر على ألسنة الجميع: هل سترد طهران على الضربة أم انها ستتجاوزها خدمة لمشروع أكبر تسعى إليه، وقد تجاوزت في السابق اغتيالات عدة لعسكريين دون رد، وان كانت هذه المرة تختلف لأنها في مقر ديبلوماسي يعتبر بمثابة أرض إيرانية، على رغم ان هناك من يرى انه يستخدم لأهداف عسكرية اكثر منها ديبلوماسية؟
والسؤال التالي: إذا كانت إيران سترد فكيف سيكون الرد وأين؟
ويقول مقربون من «حزب الله» ان هناك ثلاثة احتمالات للرد:
الاول، استهداف مركز ديبلوماسي او موقــــــع إسرائيلي، ولكن هذا الخيار دونه صعوبات ويحتاج إلى وقت، وتجنب القيام بعمل يشكل لها إحراجا، ولا تستطيع تنفيذه في دولة تربطها بها علاقة جيدة، وتاليا هذا أمر مستبعد.
الاحتمال الثاني هو استهداف بعض المواقع الإسرائيلية او الحليفة لها، على غرار ما حصل قبل أسابيع بقصف أربيل في شمال العراق بعد استهداف الذين يحيون ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وربما تكون هناك أهداف أخرى مشابهة.
يبقى الخيار الثالث وهو إطلاق يد التنظيمات المسلحة التي تدعمها ايران للرد من لبنان إلى اليمن مرورا بالعراق وسورية.
وإذا كانت ايران حتى الآن تضغط على هذه التنظيمات لإبقاء المواجهة تحت السيطرة وتجنب توسعها او دفع إيران إلى الدخول فيها، فإنها قد ترفع من وتيرة المواجهة، خصوصا ان إسرائيل لجأت في الفترة الأخيرة إلى الاعلان الفوري عن هجماتها العسكرية ضد ايران وأذرعتها، بعدما كانت في السابق ترفض الاعتراف بأي عمل عسكري او استهداف تشنه طائراتها على اهداف إيرانية، سواء في سورية او في مناطق اخرى.
كذلك يترقب الشارع اللبناني تداعيات فعالية «منبر القدس»، التي نظمتها اللجنة الدولية لإحياء «يوم القدس»، بعد ظهر أمس في قاعة مسرح «رسالات» التابعة لبلدية الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
والترقب ليس لمضمون الكلمات، بل لذيول اختيار بيروت لهذا المهرجان الخطابي، والتي بثت كلمات المشاركين فيه عبر شاشة وضعت في صدر المسرح، علما ان الكلمات بثت في كافة دول الممانعة ايضا، مع ملاحظة غياب كلمة لسورية الدولة حاضنة غالبية قوى المحور، لا بل كلها.
وجاءت الكلمات للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، والأمين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» في فلسطين زياد نخالة، وقائد حركة «أنصار الله» اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فيما ألقى كلمة «المقاومة العراقية» رئيس «تحالف الفتح»هادي العامري.
والسؤال المطروح: لماذا بيروت «في الواجهة» منصة للرد الخطابي، وحدود جنوبها ساحة حرب للمشاغلة، وتحول المناطق المحيطة بالعاصمة من البقاع والحدود اللبنانية - السورية، إلى البقاع الشمالي في الهرمل والنبي شيت، منطقة متاحة للاستهداف من الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي، في وقت يناشد فيه لبنان الرسمي والسواد الأعظم من مكوناته، المجتمع الدولي والدول العربية المساعدة، لإيجاد مخارج حلول لأزماته السياسية، وتاليا المالية ـ الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ البلاد؟
وفي الشق الرئاسي، لفت «تضارب ساعات التوقيت» للحملات الرئاسية للمرشحين، المعلنين منهم وغير المعلنين. والأخيرون يترقبون إمرار الاستحقاق الرئاسي هذا الشهر، او خلال فصل الربيع الحالي، بعد عطلة عيد الفطر السعيد، وعودة المسافرين من سفراء المجموعة الخماسية إلى بيروت، وكذلك الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان، والدولي الأميركي أموس هوكشتاين.
في حين بادرت حملة رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، إلى التعبير في تصاريح علنية لأركانها، وأخرى في تسريبات، عن «استبعاد حصول حراك رئاسي جدي قبل نهاية السنة»، كما حصل في تسريب إلى قناة «الجديد»، ثم في تصريح لوزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال م. زياد مكاري تلا لقاءه والوزير السابق روني عريجي مع مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، عن «انه لا شيء جديا يبذل في سبيل تسريع انتخاب الرئيس».
وقد فسر المراقبون اختلاف «ساعات التوقيت الرئاسية» لحملات المرشحين، بترقب كل منهم الظروف المناسبة لترشيحه. وليس سرا ان توافقا مرحليا يؤدي إلى انفراج، لا يصب في خانة الطموحات الرئاسية المشروعة لرئيس «تيار المردة».
وفي التحركات الديبلوماسية أمس، زيارة السفيرة الأميركية ليزا جونسون للنائب ابراهيم كنعان. واستقبال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في مقر الحزب بمعراب (كسروان). وبحث الطرفان، بحسب بيان، في «مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، ولاسيما الحرب في غزة والتصعيد في الجنوب اللبناني. كما ناقش المجتمعون ملف انتخاب رئيس للجمهورية».