جعجع يشعر بفائض القوة في التعاطي مع لقاءات بكركي ويريد جبهة مسيحيّة برأس واحد
جعجع يشعر بفائض القوة في التعاطي مع لقاءات بكركي ويريد جبهة مسيحيّة برأس واحد

أخبار البلد - Tuesday, April 2, 2024 6:30:00 AM

محمد بلوط - الديار

ما الذي يجري منذ الاعلان عن اجتماعات بكركي على مستوى ممثلي الاحزاب المسيحية للاتفاق على وثيقة سياسية موحدة؟

عشية عيد الفصح، وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما يجري في هذا الخصوص بانه "طبخة بحص"، مضيفا انه غير مقتنع بلقاء بكركي ولا يستشرف جدوى منه .

وارفق كلامه هذا بشن هجوم عنيف على التيار الوطني الحر ودوره السياسي مستذكرا تاريخه، ورافضا اعطائه "قصقوصة ورق" قبل التزامه بمواقف معلنة .

وتحضر هنا المعلومات التي تسربت من اروقة اجتماعات بكركي عن مطالبة القوات اللبنانية التيار باعلان موقف صريح ومتشدد يدعو الى نزع سلاح حزب الله .

ويقال ان بكركي بدت في موقف محرج لانها لا تريد ان تصل الاجتماعات التي ترعاها الى نقطة افتراق لا سيما بين الكتلتين المسيحييتين الكبريين، وهي تسعى الى تدوير الزوايا على طريقة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".

وفي يوم عيد الفصح حرص رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على تجاهل هجوم جعجع الحاد بلغة استيعابية، مجددا دعوته لتوحيد الموقف المسيحي "لأن لا شيء غال امام وجودنا ودورنا".

وذهب في توصيفه للوضع الراهن في لبنان بانه ازمة وجود ودور، مضيفا "اننا مستعدون لكل شيء للدفاع عن وجودنا". وركز على خروج اجتماعات بكركي بوثيقة وطنية " كبداية لتتابع بالسعي الى خطة تحقيقها بالاعمال لتكريس وجودنا ورسالتنا ".

لكن في حديثه المطول الاخير عبر جعجع عن رغبته في المضي بعزل التيار الوطني الحر بقوله "ان الحل يكمن في استجماع القوى المسيحية الاخرى المتقاربة اصلا والمتوافقة على رأي موحد فيما موقف التيار في مكان اخر".

وتقول مصادر سياسية ان هذا الموقف يعكس ايضا شعور جعجع بفائض القوة في الساحة المسيحية، وانه يتكلم من موقع قوة تجاه باسيل وما يسعى اليه، ويريده  ان يسلم كل اوراقه قبل اعطائه صك الغفران المسيحي .

وتضيف المصادر ان ما صدر عن الرجلين في الاونة الاخيرة يؤكد الهوة الكبيرة بينهما، ويجعل اجتماعات بكركي في امتحان صعب وعسير .

صحيح ان باسيل لم يرغب في قطع شعرة معاوية او التراجع عن حماسه لفكرة اللقاء المسيحي برعاية بكركي تحت شعار حماية المسيحيين ودورهم واستعادة الشراكة وانتخاب رئيس الجمهورية، الا ان جعجع يريد حشره اكثر في لعبة ابتزاز صريحة هدفها اولا واخيرا اعلانه الاستسلام الكامل لطروحات القوات اللبنانية.

وبرأي المصادر ان باسيل ليس من الاشخاص الذين يعلنون الاستسلام وان موقعه وحجمه على الساحة المسيحية لا يجعله هدفا سهلا لطموحات جعجع. لذلك فان دعوته من بكركي للدفاع عن الوجود المسيحي من خلال اللقاء الموسع والخروج بوثيقة وطنية هدفها ايضا احراج جعجع وتحميله مسؤولية عرقلة هذه المحاولة لتوحيد المسيحيين .

كيف تنظر الاحزاب والتيارات المسيحية للقاءات بكركي؟

يقول مصدر سياسي مطلع ان جعجع في حديثه الاخير عبّر بوضوح عما يريده من اي لقاء او وثيقة مسيحية جامعة، ورغبته في الانضواء تحت راية المعارضة المسيحية التي يتقدم صفوفها بمشاركة الكتائب والاحرار وتجدد وملحقين اخرين .

ويضيف المصدر ان الغاية من ذلك بلورة جبهة مسيحية موحدة برأس واحد ممهورة بتوقيع كنسي في مواجهة الفريق الاخر وتحديدا الثنائي الشيعي من اجل فرض توازن سياسي لاستثماره في الاستحقاقات المقبلة لا سيما الاستحقاق الرئاسي.

وفي المقابل يريد باسيل من اجتمعات بكركي التوصل الى وثيقة مسيحية موحدة ذات طابع وطني من وجهة نظره يمكن استثمارها ايضا في المرحلة المقبلة لا سيما على صعيد الملف الرئاسي من دون ان تؤدي الى انقسام يأخذ طابعا طائفيا .

واذا كان جعجعج وباسيل يتفقان على منع وصول سليمان فرنجية  الى الرئاسة، فانهما يختلفان حاليا على النظرة الى الخيار الثالث بعد سقوط ورقة جهاد ازعور التي تقاطعا عليها في اخر جلسة انتخاب .

وبرأي المصدر ان فكرة المجيء بقائد الجيش العماد جوزف عون غير واردة كليا عند باسيل، وهي ليست على طاولة جعجع في الوقت الراهن لاسباب متعددة منها بشكل خاص رغبته في انتظار بلورة المشهد الخارجي تجاه الخيارات والاسماء، لا سيما ان حلفاءه لم يطرحوا ورقة العماد عون بشكل صريح على طاولة البحث .

اما الاتفاق على بديل فدونه صعوبات حتى الان، غير انه ليس مستبعدا اذا ما نضجت ظروف الخيار الثالث داخليا وخارجيا. ومن السابق لاوانه الحديث عنه قبل تبلور التسوية المرتبطة بوقف الحرب الاسرائيلية على غزة والوضع في جنوب لبنان .

ويقف رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في موقع اقرب الى الموقع الوسطي ليس في التشدد حيال حزب الله وانما في حرصه على المحافظة على خصوصية موقعه تجاه الخصمين اللدودين القوات والتيار .

وبرأي المصدر السياسي انه لا يريد ان يبتلعه جعجع وان يلعب حزبه دور الملحق للقوات اللبنانية، كما انه يرى في دعوة باسيل محاولة لكسب غطاء واسع في المعركة الرئاسية واسقاط ترشيح فرنجية .

ويبدو ان الجميل في وضع مربك نسبيا، لا سيما بعد ان عجز في تكوين كتلة سياسية تجمعه ونواب التغيير، وبات مضطرا ليكون طرفا محدود الفاعلية في لقاءات بكركي .

أما رئيس تيار المردة وحلفاؤه المسيحيون فانهم يدركون جيدا منذ اللحظة الاولى ان جعجع وباسيل يتفقان على منع وصوله الى بعبدا ويختلفان على كل شيء اخر، وانه لم يشارك في اجتماعات بكركي لكي لا يعطي لاحد منهما اي ورقة في هذا الخصوص، ولا ينقاد الى مواقف فئوية من باب التكتل ومحاربة حزب الله تحت شعار السيادة التي يرفعها جعجع وبعض حلفائه، ويدور حولها باسيل من خلال مواقفه الاخيرة بعد الانقلاب على وثيقة التفاهم مع الحزب لا سيما بعد ترشيحه فرنجية للرئاسة. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني