لا يزال الملف الرئاسي يراوح مكانه على الرغم من الاجتماعات التي تعقدها اللجنة الخماسية والمبادرة الأخيرة التي تقودها كتلة "الاعتدال الوطني" في الوقت الذي أحدث الفراغ الرئاسي شللًا أصاب المؤسسات الدستورية.
في هذا السياق، أشار المحلل السياسي نضال السبع الى أنه "لا شك بأن الخماسية تدور في حلقة مفرغة وهي لم تتمكن بعد فترة طويلة من إنشائها على إيجاد حل للملف الرئاسي وهي، بتقديري، تعاني من مشكلتين".
وأوضح السبع في حديث لـvdlnews أن "المشكلة الأولى ترتبط بتشيكلة اللجنة بحيث لا بد من توسيعها، فمنذ فترة تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عن ضرورة إشراك إيران لأن الإيرانيين يؤثرون على الثنائي الشيعي ودخول الإيرانيين الى الخماسية ربما يسهم ويكون أحد أدوات الضغط على طرف لبناني فاعل داخل الملف".
وأضاف، "يعاني لبنان من أزمة اقتصادية وبالتالي لا بد من اشراك الإمارات والكويت لاسيما أن لهذه الدول علاقات تاريخية مع لبنان وهي محبة وصديقة له بالإضافة الى أنها قادرة على الدفع باتجاه تمويل المشاريع فيه"، معتبرًا أن "أي رئيس للجمهورية سيصل الى بعبدا يحتاج الى دعم إقتصادي لكي ينهض البلد".
وتابع، "المشكلة الثانية التي عانت منها الخماسية هي رفعها شعار فصل الرئاسة عن ملف الحرب في غزة وهذا أيضا أمر مستحيل لان الملفات اليوم مترابطة فحزب الله بصريح العبارة مرر للأميركيين والفرنسيين أنه طالما استمرت الحرب في غزة فهو مستمر في الحرب في جنوب لبنان وبالتالي من الصعب جدا فصل الملف الرئاسي عن ملف الحرب في غزة".
وقال السبع في حديث لموقعنا إن "الخماسية تحدثت في آخر اجتماع لها عن ضرورة فصل الرئاسة عن القرار 1701 وهو أيضا أمر مستحيل فمن المعروف أن الحلول للرئاسة وللازمات السياسية تأتي دائمًا على وقع المدافع والأحداث"، مشيرًا الى أن "ما يحدث اليوم في جنوب لبنان وفي قطاع غزة لا بد من أن يُجَيَّر لصالح إحداث خرق في الملف الرئاسي وليس العكس".
ولفت الى ان "الخماسية حاولت للاسف الدفع بعدم الربط بين هذه الملفات في الوقت الذي اعتقد أنه لا بد من وجود مقاربة أخرى للجنة الخماسية حتى تتمكن من استعادة حيويتها وحضورها وأن تكون الخماسية على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية والا تتحول الى طرف".
وفي ما يتعلق بدور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، شدد السبع على أن "هناك اعتراض كبير على دوره من أعضاء الخماسية وخاصة من السفيرة الاميركية ليزا جونسون بحيث ان هناك من يرى أن لودريان لا يمتلك خارطة طريق وليس لديه خطة عمل للخروج من الملف الرئاسي"، مستبعدًا "زيارته في الفترة الحالية الى لبنان لاسيما انه وحتى هذه اللحظة، نرى أن هناك اجتماعات لسفراء الخماسية، ولكن الخماسية على مستوى وزراء الخارجية والمستوى الأعلى لا نرى انها تعقد اجتماعات والجميع بانتظار ما ستؤول اليه الامور في قطاع غزة".
وأكد أن "الامور مترابطة ولا يمكن الحديث الآن عن الحلول الرئاسية بظل الحرب على قطاع غزة".
وحول زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين الأخيرة الى لبنان، قال السبع: "أعتقد أنه ربما سيلعب دورًا كبيرًا في المرحلة المقبلة وأنه حدد خلال زيارته الاخيرة ثلاثة ملفات وكأنه كان يقول إن ملف الترسيم البري جنوبًا هو ملف أميركي بامتياز وملف رئاسة الجمهورية هو أيضًا أميركي بامتياز كذلك ملف دعم الجيش".
واستطرد السبع، "اعتقد أننا سنشهد في المرحلة المقبلة تراجعًا للحضور الفرنسي لبنانيًا مع تقدم أميركي في هذه الملفات وربما تلعب قطر دورًا الى جانب الاميركي خاصة أن لقطر علاقة إيجابية مع الايرانيين والثنائي الشيعي وهي منخرطة بملف التفاوض سواء في قطاع غزة أو بالملفات الأخرى كما في الملف اللبناني".
وختم، "ربما نشهد خرقًا رئاسيًا من خلال الجهد الاميركي – القطري في المرحلة المقلبة فيما يبقى كل شيء بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات بناء على الورقة التي قدمها هوكستين الى الرئيس بري".