جاسينت عنتر
من شخص يفاجئ اصحابه بنكت ومزاح الى شخص يفاجئ اشخاصا" غرباء محتاجين، بمبلغ من المال. هذا الشخص الذي رفض الكشف عن هويته أو حتّى الاطلالة على اي قناة تلفزيونية، قرّر مساعدة غيره مؤمناً بفكرة :"ساعد غيرك والله بيعوض ".
بعد ان أسّس عمله، وفي عمر الـ34 قرّر هذا الشاب أن يخصّص جزء" من مدخوله الشهري، يصل الي مليون ليرة شهرياً لمساعدة الآخرين. انشأ حساباً على انستغرام باسم The world sucks وبدأ بنشر فيديوهات محفّزة ومؤثرة يصوّرها إن كان في التاكسي، او اي مكان آخر، لينقل الى العالم الافتراضي مبادرات تساعد الآخرين، وتحفّز رواد مواقع التواصل على صنع الخير.
في أواخر شباط الماضي، أطلق "الجندي المجهول" مبادرته. في حينها، لم يكن يتوقّع أن تتأزّم الاوضاع الى هذا الحد. وفي 29 شباط عرض اول فيديو له. ثمّ اتت أزمة كورونا، وخلال فترة الحجر الصحي فتح باب التبرعات "اونلاين" وتلقّى مبالغ ساعد فيها عائلات محتاجة وجمعيات خيرية.
قرّر "الجندي المجهول" تصوير عمله مشيراً إلى انّ فكرته جديدة وغريبة وتشجّع الاخرين على المساعدة والقيام بالاعمال الخيرية. بادر إلى تصوير الحادثة بالكامل. أمّا السبب وراء اظهار وجوه من ساعدهم، علما أن الامر قد يشكل احراجا للبعض، قال إن الكشف عن وجوه بعض الاشخاص جاء لهدف واحد وهو تسليط الضوء على ملامحهم وتعابيرهم وردة فعلهم عند تلقي المساعدة، وذلك بعد الحصول على موافقتهم على هذه الخطوة بالطبع.
وعن هدفه من مبادرته اكّد في حديث لموقع vdlnews ، انه يريد نشر ثقافة المساعدة والتعاون بين جميع الاشخاص وتشجيع الجميع على القيام بمساعدة صغيرة تشكل مصدرا للفرح والرضى الذاتي من جهة، ومصدرا للفرح والفرج والأمل بأن "الدنيا لا تزال بخير" بالنسبة لمن يتلقى المساعدة.
وقال: "استوحيت هذه المبادرة من مجموعة افكار وأتمنى ان يكون لهذه المبادرة في المستقبل استمرارية لمساعدة الجميع، وسأعمل على تطويرها لتصبح جمعية تهدف للمساعدة."
وفي ظلّ الوضع الكارثي، يرى "الجندي المجهول" أن على الجميع، مقتدرين أو لا، التجنّد، للمساعدة كلّ حسب قدرته، لأن صنع خير ولو صغير يشكل نواة كرة ثلج تكبر وتصنع فارقا في بلد يعاني.